مسرحية

363 37 25
                                    


توقَّف و التَزِم الصمت أحيانا، أخرج من ذلك المكان...

الهامش حافة جميلة فقط جربها، أطفئ أضواء مسرحيتك . توقف.. و إلا ستضيع في الفوضى، دع الحياة تفعل ما تشاء فهو مسرحها و تلك عتبتها، تحرر من دورك و شاهد من الحافة، هنالك دائما المشهد المناسب، لتعود إلى الضوء.

     . . . .

أخذت أقلب ملابسي بحثا عن شيء مناسب، أنا أكره الأيام الحارة و أكره ملابس الصيف الخفيفة.

بتذكري للشمس و الحرارة شعرت برغبة في أخذ حمام، و رغم أني متأخرة بالفعل فسأستحم.

فتحت الصنبور و لبثت أنتظر بصبر تدفق المياه حتى يعبئ الحوض، شردت أراقب ارتفاع منسوب المياه و انتفضت اذ كاد يمتلئ . أحضرت بعض المستحضرات و الشامبو، كان من بينها كريمة مرطبة للشعر جلبتها نات من أجلي ، توقفت فجأة قبالة المرآة و ...

الصابون ليس في مكانه المعتاد ، رأيت انعكاس المنشفة المعلقة فوق الباب ،هذا بالتأكيد من صنيع ذلك الرجل .و الآن أدركت أني في خضم الفوضى لم أنتبه لاسمه و لست أتذكره الآن، لكنني فقط شعرت بشيء ما ، لا أدري.. هل أحببت منظر الصابون و المنشفة؟ و اللعنة هل انت مراهقة ميكاسا! ما هذا الذي تهذين به.

خلعت ما تبقى من ملابسي و غطست في الحوض، غمرت جسدي بالمياه الدافئة و جعلت أنزل برأسي و أزفر هواءا يتحول إلى فقاعات حين يمتزج بالماء،أشاهدها تطفو و تتفرقع فور ملامستها الهواء، ثم أرفع نفسي مجددا و أستعيد أنفاسي.

لا أحب الشعور بالغرق أو الإختناق، أسرعت بتنظيف جسدي و شعري و وضعت تلك الكريمة عليه، ستفرح نات ان علمت أني جربتها أتمنى ألا أفقد خصلاتي فقط، غير أن هذا مستبعد الحدوث فهي خبيرة تجميل.

خرجت من الحوض بعد مدة و جففت نفسي، و ها أنا مجددا لا أدري ماذا أرتدي.. أريد شيئا أرتديه و لا أشعر به فوق جسدي.

إنتهيت باختيار ثوب أبيض ذي قصة فرنسية جميلة. كنت متأخرة بساعة و نصف و لذلك تركت شعري ليجف تلقائيا فقط، تلك الكريمة تركت له ملمسا لطيفا و رائحة عطرة، أنا ممتنة لك نات.

خرجت من بيتي مسرورة، لقد كان صباحا منعشا لِمن لم تنم ليلا ، و غريب كيف أني كلما شردت أعود إلى لحظاتي مع ذلك الغريب، فتحت قفل هاتفي و أنا جالسة في الحافلة و فقط كنت أشاهد صورته، ما أزال مترددة في أمر حذفها، حتى بعد أن أريها لناتالي. و لكن مالذي دهاني أنا لم أنفعل مع أي شخص هكذا، و في لقائنا الأول ! لما ذكرياتي تعود إليه ؟ لما فقط لا أستطيع التفكير بشيء آخر.

وصلت إلى مقر عملي و الذي كان سوبرماركت كبيرة، كنت مسؤولة عن قسم الأدوات المنزلية و الأواني و ما شابه ، بفضل عملي هنا فأنا أعلم ما ستطبخ كنة العجوز في آخر الشارع على العشاء، النساء أكثر المخلوقات استعمالا لأفواههن .

𝙼𝚊𝚛𝚜𝚑𝚖𝚎𝚕𝚕𝚘𝚠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن