حفلة

304 35 58
                                    

هل طريقة لقائنا مبتذلة كفاية لتصنع منّا عصفوريّ حب ؟ آويتك سكيرا في بيتي لأقع في حبك في الليلة التي تليها.  أبدو كمن تروي قصة أطفال، حيث إلتقى الأمير و الأميرة منتصف الليل و أخذا مباركة القمر و النجوم ليصبحا عروسين و يحظيا بالسعادة الأبدية .

أشعر برغبة في الضحك ..

أنا.. تلك الكينونة التي ألِفت كلّ جائز و لم تتجاوز حدود الصواب إلى ذلك المكان المدنس بالخطيئة حيث العقاب .

لكن موقع الأميرة جوارك لم يكن خاصتي، و رغم ما تمليه علي قوانين الكون فأنا.. تتملكني رغبة شنيعة في امتلاكك أيها الأمير .

أجلس مقابلا لمرآتي الدائرية حيث الطاولة التي جعلتُ منها محفلا لأدوات الزينة خاصتي ، أمشط خصلات شعري القصيرة ، تلك التي تنتهي أسفل أذني بشكل حاد، رفعت غرتي و بعد عدة محاولات اقتنعت أن إبقاءها منسدلة هو الخيار الأمثل.

أخذت قلم الكحل و حددت ظلا خفيفا حادا فوق جفني، عندما نظرت إلى شكله من زوايا مختلفة أعجبت به جدا، أخفيت علامات التعب الناجمة عن عدم انتظام نومي و كلمسة أخيرة لونت شفتي زهريا خفيفا و وضعت مرطبا لاخفاء التشققات، نظرة أخرى إلى شكلي في المرآة و كنت راضية تماما.

راودتني فكرة استمررت بطردها منذ الليلة الماضية، هل زوجة إيرين جميلة يا ترى، لابد أنها كذلك ذلك أن عينيه لم ترمقاني باعجاب و لو عابر.

بشكل ما فهذه الفكرة تُفشي في نفسي الاحباط، ناتالي لن تكون مسرورة أبدا ان علمت أني جادة بحيازة حب إيرين، هذا الرجل المتزوج الذي أتاني في جنح الليل كالأحلام.

كان برنامجي اليومي روتينا معتادا، مضيت إلى عملي ذي الدوام الجزئي حيث أجد آدم في الانتظار بوجه بشوش بملامح تطلب النجدة.

" ميكاسا، تبدين جميلة اليوم. "

علق آدم حين ارتديت ثياب عملي و عدت لأستلم عنه مسح الغبار عن الآنيات .

"إنها اختيارات نات. "

ابتسم بشكل ودي و أردف مقتربا مني هامسا بشكل مريب

" بالمناسبة هل علمتي؟ "

"بماذا؟ " أجبت مستغربة

" أبي يدبر زواجا من أجل ناتالي. "

هذا كان ما يسمى قنبلة الموسم أو ما شابه، لم أستطع تمالك نفسي من الضحك و جاراني آدم بابتسامات عبثية.

" مالذي تقوله؟ لماذا فجأة؟ "

" انه ليس فجأة، والدي يخطط لهذا منذ فترة.. إنه كشراكة و ليس زواجا. " برر آدم

" فهمت، هذا صفقة إذا. هل ناتالي تعلم؟ لن توافق بالطبع. " قلت كما لو أنه أكثر شيء بدهي في الكون.

" تماما، والدتي ترجو منكِ اخبارها. "

في الحقيقة، والدة آدم ليست أم ناتالي لكنها كانت تعاملها بشكل جيد طوال هذه المدة، لا أدري ان كان خوفا منها أم ودا. لكنها الآن تلقي بمسؤولياتها كأم و تجلس بعيدا بينما تطلب من صديقة ابنتها أن تقنعها بامضاء صفقة على حياتها.

𝙼𝚊𝚛𝚜𝚑𝚖𝚎𝚕𝚕𝚘𝚠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن