كما تكون البدايات

413 40 12
                                    

تمنيت لو أن الحب يبدأ من النهاية لا البداية ... نفترق قبل أن نتلتقي ثم نظل معا إلى الأبد.

ظهرت تلك الجملة في نهاية فيلم رومنسي، كانت أمنية البطلة و هي تطالع قبر محبوبها كأنها المرة الأخيرة التي تراه، لقد كان خلافا واحدا و انتهى كل شيء ببساطة. ظنت أنه خانها و رغم أنه فسر موقفه كثيرا فهي لم تقو على تصديقه و تكذيب مابين يديها من صور.

لمَ لم تتساءل عن مرسل الصور وقتها؟ أعمتها الخيبة حتى غادرته، صرخ يناديها لكنها استمرت بالهروب، تجاهلت اتصالاته و زياراته حتى ظن أنها النهاية، لم تكن تعلم شيئا لم تكن تعلم أنها كانت النور الوحيد الذي يرى به، فقط غادرته ببساطة و لم تدر ما فعلت.

لقد كان يحاول الخلاص، لم يقصد أن يضع حدا لكل شيء تلك كانت جرعة اعتاد أن يحقنها بساعده كلما غادره النور، لكن هذه كانت الجرعة التي سلمته لراحة القبر.

ثم يبقى الندم، البكاء و النحيب و كُلُّما لن يعيد شيئا و لن يصلح شيئا ، غادرت الفتاة المقبرة بعد القاء تلك الجملة ولا أدري هل معنى هذا أنها تتجه إلى بداية جديدة أم أنها ستبقى عند النهاية، النهايات أبدية لمن أراد البقاء.

ألقيت بجسدي على الأريكة و دليت رأسي من على طرفها، أضع علبة الفشار فوق معدتي و أرمي القطع في فمي الواحدة تلو الأخرى، غرقت في التفكير بينما أستمع للأغنية التي انتهى بها هذا الفيلم المأساة.

العلاقات هشة جدا يغشوها الفراق، قد لا نملك أسبابا لنحب لكن الأسباب تتزاحم لنفترق، " نبدأ من النهاية لا البداية.. نفترق قبل أن نلتقي و نظل معا للأبد "

أنا و إيرين في النهاية بالفعل، لا نلتقي و طرقنا لا تتقاطع، زواجه هو نهاية كل شيء لم يبدأ بيننا، لكن هل هذا يعني أننا سنظل معا للأبد؟

سمعت صوتا قادما من مكان ما، نغمة مرتفعة و مزعجة.. فتحت عيني أستطلع المكان حولي فواجهني السقف، مالذي حدث؟

استقمتُ جالسة فوقع ما تبقى من الفشار و داهمني ألم فضيع في رقبتي ، أطفأت التلفاز و قمت أبحث عن هاتفي الذي لم يتوقف عن الرنين. حدقت في الشاشة، لقد كان رقم إيرين

" صباح الخير " قلت ، و خرج صوتي ناعسا مبحوحا

" نائمة إلى هذه الساعة، أنت متأخرة "

" متأخرة؟ علام؟ " تساءلت و وضعت يدي على فمي أتثاءب .

" لدينا تمارين جري هذا الصباح "

" لكن لدي عمل بالفعل " اعترضت

" ميكاسا استفيقي ارجوك، انها عطلة نهاية الأسبوع "

تفقدت الوقت و التاريخ ، انقضى هذا الأسبوع بسرعة ثم ماذا إنها السابعة صباحا، رباه ما فعلت بنفسي.

" سأستحم و آتي من فوري "

" لا تذهبي لأي مكان سآتي لأقلك، و أيضا شيء آخر لا تجهزي شيئا للإفطار "

𝙼𝚊𝚛𝚜𝚑𝚖𝚎𝚕𝚕𝚘𝚠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن