صدفة

261 32 4
                                    

نحن البشر نحب صنع الذكريات، نحن متعطشون للحب نتوق للحظات السعادة. تلك اللحظات التي نستمر بالاحتفاظ بها حتى نفسدها و ما نلبث نستذكرها في أشد ليالينا حلكة، نريد بصيص النور الذي عشناه يوما ،نحمل كؤوسنا الفارغة و نقلب  القارورة التي تجرعنا منها ، علنا نثمل ثانية علّ ذلك الشعور يعود مجددا  .

عندما التقيت بناتالي تلك الليلة أخبرتني شيئا ، كنت أسرفت في الحديث عن المدعو إيرين.. نات لاحظت سهوتي الوردية ، أخبرتني أنها رأت ذلك الشيء المخيف الذي بدأ ينبض بعيني حين أريتها استمارات التسجيل، لا أدري بأي كلمات سمعت قولها " ميكاسا إيرين رجل متزوج" ، لقد كانت جادة بدت تلك حقيقة أبدية لن تتغير.. طوال تلكما الشهران اللذان كنت فيهما حبيبة روبرت لم أشعر أنّي أنتمي إليه، لا أدري كم عدد المرات التي تساءلت فيها ما كانت مشاعري تجاهه.

روبرت موظف في شركة اتصالات، التقينا هناك حين ذهبت لأقدم شكوى، لقد كان المسؤول عن مشكلتي و من حلها، بعدها بأيام وجدته عند بوابة الجامعة ينتظرني و عَرضَ دعوة على الغداء. حينها طلب أن نرتبط و وافقت، عندما أنظر لنفسي التي وافقَتَ لا أجد لها مسوغا ، لا أدري مالذي أَردته وقتها من هذا الارتباط في حين كانت غايات روبرت واضحة اتجاهي، لقد أرادني كزوجة و لم أفكر فيه أبدا كشخص سأستمر برفقته ، لم يُغيِّر شيئا بحياتي، لم يكن شيئا فيها ، كانت علاقتنا كزواج مدبر و كان هو الطرف الوحيد فيه.

تشاركنا الكثير من الوجبات و قدمني إلى والدته، كان يصر على البروز بقربي بين الجموع و يستمر بإخباري كم ستكون حياتنا سعيدة. لم يحبَّ ناتالي أبدا، لم تكن تروقه بأي شكل بل كان يظهر نفوره في كل مرة يلتقيها في منزلي .

لقد كانت هنالك ليلة قضيتها في منزله، كان ذلك في الرابع عشر من فبراير كانت كالمفاجأة بالنسبة لي أو ما شابه، تعبير عن الحب في عيده، لن أنكر أن ميكاسا تلك شَعَرت ببعض السعادة و هي تقطع كيكة القلب و تفتح صندوق الشوكولا، أهديته ساعة و قارورة عطر، أكثر هدية تقليدية على وجه الأرض. و قدم لي عقدا به رمز لحورية بحر.

لكن ما انتابني بعدها كان خوفًا، عرض عليّ أن أقضي الليلة برفقته، حينها كنت جالسة على الأريكة و استلقى واضعا رأسه بحجري .

أكملنا مشاهدة ذلك الفيلم الرومنسي و أعتمت شاشة التلفاز تعرض أسماء الممثلين في شريط طويل اقترب مني مقبلا، تلك كانت حركة متوقعة من عاشق يغفو في حضن عشيقته، لكن جسدي انتفض رافضا، ابتعدت دون تفكير موسعة المسافة التي ضيقها بين شفتينا.

حاول روبرت التصرف بنضج و التغاضي عن تصرفي، لا أدري... ربما صنفه في خانة الخجل، و قدم لي طلبا غريبا. عرض أن أسكن معه في شقته ، كان أكبر أسبابه أن أبتعد عن ناتالي. كانت الكلمات التي أدلى بها بعد جملة " بصراحة " التي قالها عندما استقمت مغادرةً، النهاية بعلاقتنا .

𝙼𝚊𝚛𝚜𝚑𝚖𝚎𝚕𝚕𝚘𝚠حيث تعيش القصص. اكتشف الآن