بارت وان

257 12 8
                                    

حبيبي

مهما مر الزمن لا يمكن أن أنسى أول لحظة رأيتك فيها
لا زلت أتذكر ذلك اليوم كأنه البارحة

كان الأحد الأول
بعد مرور أسبوع على انتقالي إلى مدينة جديدة
التي كنت لا أزال غريبة بين أحضانها
احتجت لبعض الأغراض من السوق
فطلبت من إبنة عمتي مرافقتي إلى السوق لأشتريها

كانت الساعة قرابة الخامسة عصرا

توقفت سيارة الأجرة أمام بيتنا لأصعد انا و هي
لم تمر لحظات على تحركها ، حتى مررت من أمامنا بهيئتك المبهرة،

كنت ترتدي قميصا أسودا بدون أكمام و سروالا رياضيا في نفس اللون مع قبعة معكوسة بيضاء كما تحب وضعها دائما
بعض خصلات شعرك الأسود التي تسللت من أسفل القبعة كانت تحجب عيناك السودوتين اللاتان كانتا مركزتان على شاشة هاتفك الذي كنت تحمله بيد
بينما الأخرى موضوعة في بنطالك
رفعت عيناك بسرعة لتلقي بعيناي

أعلم بأنك لم تطل النظر و أنك لم تبالي بي و لم تتذكرني بعدها

لكنني لم أستطع محو هذا المشهد من ذاكرتي فمنذ تلك اللحظة قد سكنت أعماق قلبي

لم أكن من الذين يؤمنون بالحب من أول نظرة
لكن نظرة واحدة إليك جعلتني أغير كل معتقداتي

لم أتحدث يومها عن شيء سوى عيناك
التي كنت أظن أنني لن أراها مرة أخرى سوى في مخيلتي

ضللت في تلك الليلة أدعو الله أن يقدر لي لقياك مرة أخرى

صرت أراقب الشارع ليلا و نهارا لعلي أستطيع رؤيتك مرة أخرى فأشفي الشوق الذي تملكني

لكن الحياة بخلت علي بنظرة أخرى لك

قد يبدو لك من الغباء أن أبحث عن شخص رأيته صدفة مرة واحدة
لكنني كنت أفعل رغم عدم تقبلي أنا أيضا لهذه الفكرة إلا أنك سيطرت على عقلي و أفكاري

ظلت الأيام تمر و لم تعد أنت الظهور مرة أخرى

قررت الإستسلام بعد مرور أسبوعين لأنني صرت كمن يبحث عن إبرة في كومة قش

فقد أغفلني ولهي بك عن عدة إحتمالات
أهمها أنك قد تكون أصلا لا تسكن هذه المدينة مجرد عابر سبيل
و أنه مهما انتظرتك في نافذتي قد لا تعود يوما

لا أنكر أنني حزنت يومها كثيرا

بعد يومان

بدء الدخول المدرسي
حملت حقيبتي بتكاسل و أنا أفتح الباب لأخرج
لقد كان انتقالي لهذه المدينة إجباريا
و كنت في مرحلة لا أريد فيها التحدث إلى أي شخص
أريد فقد الإستلقاء على سريري في غرفتي المظلمة و أبحث عن أجوبة لتساؤلات تكاد تلتهمني

وصلت المدرسة و أنا أنظر بتعب حولي
كأنني غادرت من كوكب نحو آخر
الناس هنا مختلفون عن الناس في مدينتي السابقة
تصرفاتهم و مبادئهم
حسنا إرهاق آخر قادم في طريق
لا أعلم ما المجهود الذي علي القيام به لمواكبة هؤلاء الناس
و لا أعلم إن كان لدي مجهود أصلا
دخلت إلى المدرسة التي كانت أشبه بسجن حتى في الألوان
لم يبذلوا جهدا في إختيار ألوان زاهية تشجعك على القدوم إليها
فقط أزرق كئيب يطل من كل النواحي

توجهت نحو الإدارة لإكمل التسجيل ثم أعرف قسمي
انتظرت للحظات في ضيق و الكمامة قد بدأت تخنقني
كان وباء كورونا لازال منتشرا وقتها
و قد أجبروا على وضع الكمامات في المدرسة
بعد ان وصل دوري و أنهيت ما كان علي القيام به
أو ما كان على والدي القيام به لكنه أهمله كالعادة و كلفني به

خرجت من الإدارة و توجهت إلى قسمي
لم يستغرق مني الأمر سوى عدة دقائق لأكون صداقات مع زملائي في القسم بأكملهم
فرغم بغضي للناس إلا أنني شخصية إجتماعية بامتياز و هذه إحدى تناقضاتي التي لازلت تؤنبني عليها إلى الآن

Our Love Story ♡ قصة عشقناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن