بعد مضي فتره الامتحانات وتم نجاح سيلا بتفوق وكما المعتاد جائت العطله الصيفيه..اعتادت سيلا العمل في معمل لخياطه موديلات حديثه وذات تصاميم عالميه منذ الصغر بفضل صديق والدها الذي ساعدهم قدر المستطاع فقد كان يرسل مغلف من المال اليسير ردا لدين والد سيلا حيث اعتبر عائلتها امانه في رقبته بعد وفاة صديقه..الا ان والدتها لم تكن على قبول بتلك الاموال واعتبرتها دين لابد من دفعه فطلبت منه ان يجد لها عمل وهو في معمل الخياطه لم يقصر الرجل في شيء واستطاع ان يشرك سيلا ووالدتها في معمل الخياطه ...ما أن بدأت العمل عده ايام حتى انتشر خبر ان المعمل قد تم بيعه والمالك الجديد مجهول الشخصيه والهويه والاسباب كذالك لم يكن يعلم احد شيئا لكونهم عمال ومأمورين لكن الخوف اجتاح الجميع في أن يغلق المكان وان جميع العاملين فيه سوف يبقون بلا عمل ...دخل رجل متوسط القامه من حيث الطول في أواخر الاربعين عاما اسمر البشره محياه يدل على الثراء والغنى..كل من نظر اليه تيقن انه المالك الجديد..وقف الجميع وقفه صمت يتهامسون فيما بينهم عن هويته..أفصح عن نفسه قائلا..انا شريك المالك الحقيقي واود ان ابين لكم ان العمل جاري كما هو ليس هناك تغيير في اي شي وأنكم ماضون فيما كنتم تفعلون فقط الذي تغيير هو تحويل المعمل من صاحبها محمد إلى الشريكين نديم والذي هو انا والأستاذ خليل..شعرت سيلا ووالدتها بالاريحيه بعد سماعهم لذلك الخبر وتنفسو الصعداء فرحين بأستمرارهم للعمل ...عاد كل منهما إلى عمله بعد انتهاء كلمه السيد نديم..اصبح لسيلا نظام جديد من العمل في عطلتها وروتين يومي ..في احد الايام جائت طلبيه لعمل فستان ذو مواصفات عاليه من حيث التصميم والالوان بنسخه واحده لماركه عالميه وهذا ما وضع المعمل وصاحبه لموقف حرج ومصيري لكونه سوف يحدد امكانيه وقدرات معمله في منافسه التصاميم من الماركات الأخرى وايضا كون الشركاء الجدد بحاجه لعرض يثبت وجودهم وقدراتهم في رفع مستوى المعمل ..وقف السيد نديم مجتمعا بالعاملين وعرض عليهم فكره التصميم وان عليهم أن يقدمو نموذج خلال 24 ساعه لتتم الموافقه عليه من قبل الشريكين وبعدها يتم تنفيذ العمل حيث أن مده العمل عليه والتسليم قد حددت خلال اسبوع لا اكثر وهذا ما جعل المهمه اصعب..كانت سيلا موجوده في الاجتماع والحماس لديها كان كالشعله لا تنطفئ وكأنها تريد أن تبرز موهبتها وطاقتها المكبوته في نظام اسمه الروتين والتصاميم العاديه..بعد أن بدء الكل في تنفيذ مشروع التصميم التفتت والده سيلا لتنطق بكلمات أشعلت النيران في داخلها..انها فرصتك يا ابنتي وليست فرصه احد لتثبتي جدارتك وانك صاحبه هذا التصميم..مما زاد من عزيمتها انطلقت سيلا وهي ماسكه قلمها وكراسها متجهه إلى حديقه تقع بالقرب من مكان عملها لتتخذ مكانها المفضل تحت شجره الصنوبر الكبيره تختبئ تحت ظلها لتحيط بها الاوراق المتساقطه ذات الالوان الخريفيه الخلابه..عرفت سيلا في بحر افكارها وهي تتخيل شكل فستانها الذي تصممه وطريقه خياطته وتفاصيل العمل عليه..حتى شعرت بالنعاس لتقرر ان تأخذ قيلوله قصيره لتستعيد طاقتها..نامت لبضع دقائق كما ضنت هي ولم تدرك انها نامت لساعات..حل الليل وسيلا لم تعد للمنزل بدأت والدتها تشعر بالقلق إلا انها تصبر نفسها وتقنعها بأنها ربما في المكتبه تاره وتاره أخرى عند صديقتها ..وهي نائمه تحت الشجره تسمع صوت ينادي استيقضي..هل انتي بخير صوت بدا معروف وبعض الشي مجهول كانت تحت تأثير النوم العميق..استيقضي..هل تسمعيني وصرخ بصوت عالي سيلاااااااا استيقضي