حريق

562 54 8
                                    

فتحت عينيها الناعستين على ظلام حالك يسود المكان وبأناره الحديقه الصفراء اللون ذات الضوء الخافت ..أصابها رعب هز كيانها وحيده ممده بين اوراقها ..صرخت وهي اني إلى الساعه لتدرك انها نامت ما يقارب الاربع ساعات ..بينما تجمع حاجياتها لتدرك انها استيقضت على صوت صرخ بأسمها التفتت يمينا وشمالا لم تجد احد هل كان حلم يا ترى ياللهول سيلا بدأتي بالهذيان ..كانها مجنونه تخاطب نفسها لم تهتم كثيرا لصاحب الصوت لما أصابها من هلع انها قد تأخرت على والدتها وخوفها من أن تفوتها فرصه تقديم تصميمها..بينما هي راجعه لمنزلها الصغير كانت الساعه وقتها قرابه 9 ليلا..دخلت وجدت والدتها واخيها يتناولون العشاء جلست قليلا معهم لتروي لهم سبب تأخرها مضى الوقت سريعا معهم حتى صارت الساعه 11 والنصف ..ذهبت إلى غرفتها من أجل إكمال التصميم المصيري..فتحت الكراس للتأمل شكل المودل وهي ترتدي تصميمها ..اخذ التأمل منها وقتا بدون ان تنتبه واذا به للوقت يمشي مسرعا...حل منتصف الليل وباتت الساعه 2 ليلا والكل نيام إلا سيلا..ذهبت للمطبخ من أجل أن تأكل شيئا لشعورها بالجوع اخذت تفاحه من الثلاجه وشربت كأسا من الماء لترجع إلى اكمال ابداعها..في هذه الأثناء شمت سيلا رائحه شبيه برائحه الحريق..قادمه من الصاله التي في وسط المنزل..ذهبت مسرعه لتجد ان كابينه الكهرباء المنزليه قد حصل فيها تماس وأنها احترقت والنيران بدأت تتزايد والاسلاك الكهربائيه بدأت تجدح لتطاير شرارات من اللهب الحارق حول الصاله مما ادى اشتعال طرف الستائر وبدايه لكارثه تحل لسيلا وحياتها البسيطه ..حاولت ان تطفئ الذي تستطيع عليه لكن سرعان ما بدأت النيران تأكل المنزل ..فقدت السيطره وخرج الوضع من يدها لتصرخ بأعلا صوتها أمام الباب الخارجي ثم هرعت مسرعه إلى الداخل لتيقض والدتها واخيها الذين لم يكونا على علم بشي مما يحدث ..امي استيقضي لقد احترق المنزل والدموع تملأ خديها ..بدأت النيران تشتعل في كل مكان والدخان يتصاعد ليضيق مستوى التنفس ..كان وضع سيلا صعب جدا احست وكأنها قد ربطت والحيره قد سكنت محياها في كيفيه التصرف في مثل هكذا موقف..وهي تشاهد أخيها قد اختنق وبدأ بصعوبه التنفس..ركضت نحو المطبخ متحديا تهافت النيران عليها لتأخذ منشفه وتبللها بالماء ثم رجعت نحو اخيها الصغير لتغطي به فمه وأنفه من أجل التخفيف من حده الدخان على مجراه التنفسي..امي علينا الخروج قبل فوات الاوان..لنسرع نحو الباب ..بينما وصلو الصاله المتأكله بفعل الحريق..تذكرت سيلا أوراق التصميم في غرفتها ومدى اهميه ذلك للتصميم بالنسبه لها ..امي أخرجي سوف أعود لا تنتظريني..وذهبت مسرعه تاركه والدتها تصرخ تناديها من جهه وتنادي الجيران وطلب المساعده من جهه اخرى..ركضت وحراره اللهب تهب بأتجاهها مسرعه في حرق ما تبقا من الطابق السفلي..فتحت باب الغرفه واخذت الاوراق التي تركتها على مكتبها الصغير بينما جمعتها سقط المنديل صاحب التطريزه الجميله وكأن قلبها قد سقط معه التقطته ووضعته بين اوراقها ..حاولت أن تنزل للأسفل من أجل الخروج من الباب الامامي لم تستطع مما ادى الى صعودها للسطح..ياللهي لقد حوصرت من كل الجهات ساعدني يالله..تصاعد الدخان من الباب نتيجه الاحتراق التام بقيت سيلا تتلفت يمينا وشمالا وقد استسلمت لمشيئه القدر أن كانت نهايتها أن تموت بدخان الحريق تسمع صوت صراخ والدتها في الأسفل ومن يحاول اخماد اللهب وصوت سيارات إطفاء الحريق..حاولت الصعود على الجدار لكي تنادي والدتها لكن عبث مجرد ان امسكت الجدار حتى سقطت لتجرح يديها وتصيب رجلها بخدوش..لم تمضي سوى 10 دقائق حتى أعلنت سيلا عن نفاذ قوتها وبدأ الدخان يملأ رئتيها لتسقط وعينيها إلى السماء المملوئه بالنجوم يتوسطها نجم كبير طاغي وهو يلمع بينها ..بينما بقيت تتامل اغمي عليها..
فتحت سيلا عيناها بأعجوبه وكأن أثقال قد وضعت على جفنها وحراره النيران قد استحوذت على مقلتيها..بعد معاناة في محاوله التركيز وصوره مليئه بالغواش واذا بها ترى امامها ضوء ساطع ابيض يضرب وجهها ويمنع النظر بوضوح..ياللهي لقد مت وانا في الجنه نعم انها الحنه وانا حاليا نائمه ..كنت سيلا انها ماتت وهي مستلقيه في الجنه تتخيل وتحاول الاستيعاب لما يحدث بقربها..الى أن قاطعها صوت قائلا..هل انتي بخير ؟؟صدمت ونظرت عن يمينها لترى ممرض يبدل لها سيروم التغذيه وايضا ليرى وضعها ..كان طويل القامه ..عيناه تمتلك نظرات حاده..رمشاه طويله تغطي فراغات الجفن الاعلى والأسفل..ذات لون عسلي ممزوج بلون القهوه الداكن.. ظخم المحيا ذو اكتاف عريضه يرتدي ملابس الممرض السمائيه اللون مع رداء الدكتور الابيض شعره اسود كما الفحم غير مرتب ليضفي جمال الخصل في نهايه نزولها على وجهه..كانت تفاصيله قد جذبت سيلا وهي تنظر إليه مستغربه لكونه يختلف عن باقي زملائه..بينما مد يده ليقيس ضغطها..لفت انتباه سيلا الوشم الذي على يده كان في معصمه الايسر في مكان تدفق الوريد علامه اللا نهايه بحجم صغير يحمل يده البيضاء..ادارت وجهها لأنها احست بانها قد تمادت في نظراتها اليه ..اكمل عمله وهو يسألها انتي بخير ؟؟لم تتأذي أليس كذلك؟؟لا تشعرين بألم؟؟بينما سألها دخل الطبيب المشرف على حالتها ما أن دخل حتى هلم الممرض مسرعا وخرج..صاح عليه الطبيب توقف اريد التقرير لم يلتفت ولم ينصت فقط كما الهروب..استغرب الطبيب..واستغربت سيلا أيضا ..مالذي يحصل دكتور هل كل شي على ما يرام ..نعم لكن تفاجأت بتصرف هذا الممرض أردت أن اعرف اذا كان من فريقي ام لا لم استطع التعرف عليه بسبب الكمامه لكن لا بأس ..فحصها الطبيب وتأكد أن حالتها لا بأس بها لكن لابد من بقائها في المشفى ..بدأت اسئله سيلا تتلاحق والفضول قد تملكها حول الذي حدث لها تذكرت أن آخر شي أحاط رؤيتها كانت الغيوم وجمالها...لكن لم يكن الطبيب على علم تام بالأحداث ..لقد جاءو بك إلى هنا منذ يومين وقد كنتي في غيبوبه وقد نجوت بأعجوبه بسبب الدخان الذي ملئ رئتيك لكن وضعك الان مستقر والحمدلله ..صدمت سيلا بكونها كانت نائمه لمده يومين ثم صرخت اين امي واخي قامت من السرير لتخلع الكانوله من يدها وتقذف بها إلى الارض ..حاول الطبيب أن يشرح لها أن لا تتحرك وان هذا مضر لها لكن لم يستطع..هرعت وهي تنادي امي والدموع تحرق عينيها خرجت من الغرفه والكل مندهش من حالها ركضت مسافه إلى أن وصلت بالقرب من الباب الخارجي ليخونها جسدها توقفت شيئا فشيئا لترى ان الأرض قد بدأت بالاهتزاز وبدات تفقد توازنها..وبلا شعور سقطت مغمي عليها ووجنتاها مغطات بالدموع الكرستاليه المتلهفه للقاء والدتها..كما الطفله التي قد اضاعت والدتها في مكان عام والخوف يتملكها بعدم رؤيتها مره أخرى.. تجمع كل من كان في صاله الانتظار نحوها والطبيب الذي ركض خلفها ومن معه صرخ احملوها إلى غرفتها والا سوف تدخل في غيبوبه أخرى.. ابعد الجميع من كان اضخمهم وهو نفس الممرض صاحب وشم اللانهايه ولازال يتحفظ على شكله بلبسه الكمامه..ابعد الجميع ليهوي إلى جانبها حملها بين ذراعيه..فتحت عيناها للحظه لترى من حملها..انه نفسه...بين الحلم والواقع شعرت بنبضات قلبه المتسارعه وكأن قلبه كان خارجيا وليس داخل جسده من شده الضربه ويده الضخمه التي تلف خصرها احست بأن يده سوف تكسر ضلعها كما الذي يحمل كنز ويحاول الهروب به خوفا من أن يأخذه احد منه...ثواني او لحظات فتحت عينيها ثم غابت عن الوعي...
جائت والدتها واخبروها بما حصل وكيف غيابها القصير قد اثر على حاله سيلا فقررت ان لا تتركها إلا أن تستطيع الخروج من المشفى..مر يوم كامل على اغمائها لتستيقظ اخيرا وجدت والداتها تنتظر النظر في عينيها الجميلتين وتستشعر بأبتسامتها المليئه بالحياة..بعد استيقاضها اول سؤال سألته هو عن الحريق الذي التهم بيتهم الصغير وكيف خرجت من هناك..وبدأت والدتها تسري عليها ما حدث الذي وصفته بأشبه بالقصه الخياليه..جاءت فرق الإطفاء وكان دخولهم من الامام ومن فوق السطح لكن هناك شخص لم استطع الوصول إليه لاشكره لأنه صاحب الفضل عليك بعد الله في إنقاذ حياتك ..بدأت الحيره والتعجب تستوليان على محيا سيلا..من هو ولماذا لم تستطيعي الوصول إليه.. أكملت ما حدث قالت كان من ضمن فريق الإنقاذ انزلكي من للسطح بين ذراعيه ما أن تأكد أنك لا زلتي تتنفسين حتى اختفى الكل كان مشغول ولم ينتبه له احد..وانتي الان مستقره حالتك..
كثرت الاسئله داخل رأسها التي لم يكن لها جواب...في صباح اليوم التالي جاءت ورقه الخروج من المشفى ليسكنو عند صديق والدها إلى أن تستقر حاله سيلا ويجدو منزلا جديدا..مر يومان على الحادث وكل شيء قد تغيير احست سيلا ان تغييرا جذريا قد قلب حياتها اضافه إلى الأشخاص الذين تدين لهم بحياتها أولهم رجل الاطفاء والثاني الممرض..وضعتهم في رأسها وأصرت على إيجادهم وشكرهم...خرجت سيلا إلى الحديقه الاماميه لتستنشق بعض الهواء وطرق الباب أحدهم.. نظر إليها هل انتي سيلا؟؟أجابت بأستغراب نعم؟؟تفضل ...ذهب إلى السياره واخرج منها باقه ورود كبيره ذات أنواع والوان جذابة تسلب العقل ومعها علبه صغيره مغلفه بتغليف الهدايا المميز ذات ورود جميله ..انها لك انستي..ابتسمت سيلا وهي تنظر إلى الرجل لابد انك تمزح او انك أخطأت في العنوان ..ربما لفتاة أخرى تحمل نفس اسمي..من الذي أرسلها تفحصت الورد ولم اجد المرسل..يا انسه لا نعلم فقط شخص طلبها وسلمنا العنوان وأصر على عدم كشف هويته ..وقعت سيلا على البريد وذهب ليتركها في حيره من امرها..مالذي يحدث دخلت مسرعه لتفتح العلبه ...كانت بها علبه موسيقيه ذات شكل مرأه زجاجيه في داخلها فتاة تلبس فستان احمر ورجل يرتدي بدله رسميه كما الحفلات الكلاسيكية ادارت مفتاح الموسيقى لتعزف الحان لامست قلبها وجعلت منها تبكي ..لاحظت في داخل الصندوق ورقه صغيره ذات عطر مميز بدا لها مألوف وأنها قد شمته من قبل..فتحت الورقه مكتوب بها ...حمدلله على سلامتك ..

الرغبه المكبوته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن