خليل شاب في أواخر العشرين ابن جيهان اكبر تجار البلاد ..بهي الطله ..طويل ممتلئ جسده غير ضعيف ذو اكتاف عريضه لكونه يقضي اغلب اوقات فراغه في قاعه الجم ورفع الاثقال ..يملك من المواصفات قليل من كان يمتلكها من جيله ..رغم صغر سنه الا انه كان يدير شركه والده الخاصه لتجاره الاقمشه الحريريهه وأفخم انواعها..اكمل دراسته الجامعيه في مجال الأعمال والاداره ..كان اعتماد والده عليه في كل شي من ناحيه العمل ومتطلبات المنزل وكل شي ..كانت لديهم الكثير من المنازل في عدد من المناطق وكذلك لديهم منزل ضخم اقري في فرنسا اشتراه والده من أجل والدته..حيث بدأت قصه حبهما من هناك ..كان السيد جيهان متزوج قبل ان يتزوج السيده هوليا إلا أنه لم يرزق منها بأطفال ..في يوم من الأيام جاءت برقيه دعوه لحضور مزاد في باريس المقتنيات الاثريه واللوحات العالميه ..ذهب إلى هناك وبدأ المزاد كان جالس في الصف الثاني للحظور لم يعجبه شي مما كان في المزاد مما ادى به الخروج إلى الحديقه بينما كان جالسا على إحدى الطاولات الكبيره ذات الشراشف البيضاء تزينها مزهريه زجاجيه شفافه اللون حامله بضع زهرات من الورد الطبيعي متعدد النوعيات مع ضوء الشموع الباهت أجواء تبعث على الراحه النفسيه والاسترخاء التام..جلس السيد جيهان واذا بأمرأة تمشي في وسط العشب واثقه الخطى حزينه الوجه كأنها في نهايه والعشرين تمتلك عينين وشفتين بارزتين ..ترتدي فستان بلون البحر مع تمايل خصلات شعرها على كتفيها تجلس إلى الطاوله المجاوره ..لم يستطع السيد محاربه عينها بعدم النظر الى اللوحه الكامله التي تجلس امام ناظريه..كان ذلك اللقاء الأول لكليهما وبعدها قررا الزواج لتأتي معه إلى اسطنبول وترزق ب4 اولا وهم احمد وخليل ويزن والاخت الاصغر اسمها ديما..بعد أن تخرج خليل قرر والده أن يخطب له ابنه عمه طمعا في توسيع نطاق اعماله وظم شركه أخيه اليه والاتفاق على أن يسجل معمل الخياطه بأسم خليل واسم اخيه..ذات يوم خرج خليل راكبا سيارته في الصباح يقودها بنفسه بعيدا عن السائق والحارس بينما يمشي سقط جهازه تحت المقود حاول أن يلتقطه لم يغفل عن النظر سوه هفوه امسكه ورفع رأسها ليرى فتاة تقف امامه..ياللهي ..اوقف السياره في آخر لحظه. كان رافعه كتابها وفجأة وقعت على الارض ليغمى عليها .نزل خليل مسرعا اذا كانت قد اصيبت..كان اول احساس كما وصفه ..لمس خديها ببطئ وهو يتحسس نعومه وجهها لم يستطع منع نفسه من فحص تفاصيلها تأكد انها لم تصصدم بالسياره وان مكروها لم يصبها ادار وجهها بكفيه الضخمه ليتعرف عليها..ياللهي انها الفتاة من حينا ..لقد عرف هويتها لكن كان اسمها مجهول بالنسبه اليه ..قرر حملها وايصالها إلى منزلها ...ما أن حملها حتى شعر بأن قلبه عاده للحياة وانه بدأ بالتنفس لأول مره منذ أن ولد..احساس غريب بينما كان حاملها ضل في حيره مالذي يحصل لي شعور جميل ومخيف..قرر أن يوصلها حملا بين ذراعيه رغم أن منزل سيلا كان مسافه لا بأس بها ..مشى إلا أن اوصلها الباب اجلسها على الارض ليرى ان يدها قد جرحت اخرج منديله ولف جرحها ..يلف تاره وعينه عليها تاره وهي تغط في نوم عميق ليقلب ملامح وجهها إلى طفله بريئه لم يستطع مقاومه نفسه من عدم امساك وجهها بأصابعه التي غطت وجنتيها..طرق باب اهلها وهرع ليختبئ خلف احدى الأشجار للمنزل المجاور..تأكد من انها افاقت امام والدتها وأنها بخير .. قبل ان يدير ظهره للذهاب سمعت ولادتها تناديها سيلا ابنتي هل انتي بخير ..رسمت ابتسامه خفيفه على شفتيه وانزل عيناه للارض ماشيا ..اذا اسمك سيلا ..ما اروعه من اسم ..دخلت إلى منزلها وذهب بدوره إلى السياره ..جلس من دون قياده فقط يتأمل ويبتسم لم يكن في وعيه الكامل فقد رجع إلى المنزل واضعا الكل في حيره واستغراب لان من عادته أن يكون في الشركه في مثل هكذا وقت ..سيلا قد اخذت عقله فبدل الذهاب كان قد رجع ..بينما يبتسم يتخيل عيني سيلا المغمضتين ينظر ليديه كيف لامست ملاك يمشي في الارض ..ليقاطع أحلامه وتخيلاته الجميله صوت والده..خليل ..مخاطبا إياه..مالذي حدث هل هناك شي ..اجاب خليل بالنفي ..لا يا أبي لا يوجد شي ..كان مكشوف الحال تعابير وجهه أظهرت عكس ما كان ينطق به فمه..
بدا عليه للقلق وغير العاده الكل كان منتبه لكون عيناه تلمعان ويبدو عليه الابتسامه والفرح ..حاول التقمص من والده ليخرج من قفص التحقيق صعد إلى غرفته التي كانت في الطابق الاعلى قبلها ممر طويل مفروش بسجاد مزخرف بلون الماروني المحروق ممزوجه بالازرق والصحراوي. كانت غرفته معزوله عن باقي الغرف إلا غرفه صغيره متروكه تلبيه لرغبه خليل في عدم استعمالها لأي غرض لكي لا تكون مصدر ازعاج له ..دخل الغرفه ..كان من عادته عندما يدخل يخلع سترته ووضعها في الخزانه وافراغ ما في جيبه ..الجهاز والمفاتيح و الى ان وصل الى المنديل فتش عنه في كل مكان ثم وقف لحظه ليتذكر انه لف يدي سيلا به لتأخذه تخيلاته الى عالم جديد لم يشبه العوالم التي عاشها ابتسم وهو يتخيل عينيها النائمتين ..لم يكن في وعيه حتى آفاق ليجد نفسه يبتسم وقد وضع يده على صدره ليواسي فرحه قلبه..رفع يده ليرى حلقه الخطوبه في يده وبذلك قد كسر كل أحلامه ليستيقظ ويعود إلى الواقع وانه داخل كابوس اسمه رزان..ابنه عمه وخطيبته وكأن من المقرر أن يتم الزواج بعد أن تكمل سنتها الاخيره من الجامعه..شعر بخيبه امل لانه تيقن بوقوعه في حب الفتاة الفقيره لكن ما باليد حيله..مضت ايام وجاءت ايام وقد اشترى عمه معمل الخياطه ليكون بأسمه واسم خليل ..في بادء الامر اعترض خليل لانه لم يكن يريد أن يشاركه احد في السلطه وهو وحده من يستطيع اداره اكبر الشركات العالميه ليست فقط المحليه لكنه اضطر إلى الموافقه لكون عمه أراد أن يحول المعمل من الخياطه إلى مصنع لصناعه الأسمنت والطابوق..كان خليل يعلم بأن سيلا تعمل فيه للخياطه مما اظطر به إلى موافقه الشراكه بشروطه وهو إبقاء المعمل للخياطه وإبقاء العمال كما هم وعدم إخراج احد منه ...تمت الموافقه مصحوبه بتحدي وهو أن المعمل لن ينهض وسوف تكون الخساره كبيره ..علم خليل أن التحدي كبير وانه سوف يواجه خساره كرامته مقابل المال لكن في نفس الوقت كان واثق بنجاحه لكن بالعمل والتخطيط ..لذلك قرر أن يجري اتصالاته مع شركات عالميه لتجربه إنتاج العاملين ..بالتالي جاء عرض من شركه كبيره للتصاميم وتم عرضه على العمال ...
ضغوط العمل والحياة انهكتا خليل حتى قرر أن يخرج للجري في الليل للتنفيس واخراج الطاقه السلبيه بينما يركض وقف امام حديقه المعمل ..كانت الرؤيه شبه معدمه لذلك كان من الصعوبه التمييز ..لكن خليل لمح شخص نائم وسط أوراق مبعثره ..ظن انه شخص محتاج للمساعده او اصابه اغماء..حاول أن يغفل وان يقنع عينيه انه لم يرى شيئا ويكمل جريه لكن الفضول تغلب على الرغبه..
اقترب رويدا رويدا ليركز ويرى انها سيلا نائمه وحولها أوراق أغلبها ممزقه والبعض منها شبه مكتمله لتصاميم ابداعيه..وكأنه ركض حول الكره الارضيه بلمح البصر..مالذي جاء بك إلى هنا ..نظر إليها وقلبه مليء بالحسرات..لماذا كلما تعصرني الحياة اجدك أمامي..يا حلمي المنكسر ..بدأ يتكلم معها وهي تغط في نوم عميق ..
بقي مده ساعه او اقل وهو جالس امامه يلمس يدها وهي نائمه ..مالذي فعلته لي لاقع في حبك ..لا اعرف حتى نبره صوتك اذا لماذا هذا التعلق ..لماذا اخذتي قلبي وانا لا أمتلك غيره للعيش سلبتي قلبي وتركتني بلا حياة ..تمنى أن يحتويها بين ذراعيه لكن تبقى امنيه ..نظر إلى ساعته ووجد أن الوقت قد تأخر كثيرا وأنها لازالت نائمه تحت الشجره ..دنى نحوها وطبع قبله على خدها لترتجف شفتاه طالبه المزيد ..سأذهب وانا متلهف لرؤيتك من جديد ..اختبئ خلف احد الشجيرات وصرخ قائلا سيلا استيقضي ...