١٧- ألم

13.6K 731 42
                                    

✨سبحان الله✨
✨الحمدلله✨
✨لا إله إلا الله✨
✨الله أكبر✨

_________________

تتسلل بعض أشعة الشمس من خلال النافذة الكبيرة المُطلة على الغابة ذات الأشجار العالية والكثيفة ومع ذلك تظل تلك الغرفة باردة كـالصقيع

باردة و كئيبة كأن لا حياة فيها رغم وجود تلك الفتاة

فتاة صغيرة تفترش السرير كـالجثة تمامًا لا روح فيها

لا يغطيها سوى غطاء رقيق من اللون الأبيض الدموع تملأ عيناها التي أصبحت ذات لون أحمر كأنها ستنفجر من كثرة البكاء متورمة كما كامل وجهها ملابسها ممزقة كاشفة عن آثار تلك المعركة التي سـتظل عالقة بـذهنها إلى الأبد معركة كانت هى فقط الخاسرة فيها

جسدها مليئ بـالكدمات و العلامات نتيجة عنفه معها آثر لمساته على بشرتها تشعر بها كما لو أنها تحرقها جسدها يرفض جميع لمساته كما رفضت هى

تحولت الثواني إلى دقائق والدقائق إلى ساعات ومازالت على نفس الوضع جاحظة العينين لا قدرة لها حتى على تحريك رأسها لأول مرة تشعر بهذا العجز و الألم تشعر كم هى وحيدة و مكسورة بالفعل تنهمر دموعها بـصمت دون وعي منها لم تتوقف لثانية

حاولت تحريك جسدها وهى تقوم بِـكتم أنينها تجاهد للاستناد على يديها والنهوض من السرير تشعر بالدوار يُهاجم رأسها لـتغمض عيناها بشدة و تقع محلها وهى تتأوه من الألم الذي أصابها

قررت النهوض مجددًا رغم فشلها عدة مرات في النجاح حتى تمكنت أخيرًا في الوقوف من ذلك السرير الذي كان كـالمقبرة بالنسبة لها حيث فقدت فيه حياتها و روحها و نُفذ عليها حكم الإعدام

أخذت تسير بخطوات بطيئة و متمهلة تتأوه في خفة وهى تستند على الكومود الصغير الموجود جوار السرير تضغط على شفتيها بـأسنانها تكتم تلك الصرخة التي أصابتها حين وقعت مجددًا

قدميها كـالهلام لا تتحملها تتركها على الأرضية الباردة عاجزة دون قدرة على النهوض أو المشي وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير حيث فاضت عيناها بالدموع تترك العنان لِذاتها تصرخ في يأس وألم حتى كادت حبالها الصوتية أن تنقطع من صوت بكائها المرتفع حالتها يبكي لها القلب

"لماذا أنا؟ لماذا فقط لماذا؟"

تنتفض في عنف وهى تحاوط جسدها بـيديها جسدها يهتز تملكتها موجة من الألم تهاجمها كل ذكريات الليلة الماضية تزيد من ألمها تصرخ في جنون

"توقفِ عن الظهور أمامي فقط اذهبِ من عقلي اذهبِ"

تلك المشاهد تُعاد أمامها مرارًا و تكرارًا تشعر بها كما لو أنها مازالت في تلك الذكرى تشعر بـاللمسات فوق جسدها وقبضته القوية على يدها ضغطه على جسدها أنفاسها اللاهثة و عجزها كل شيئ تشعر به كما لو أنها في تلك اللحظة مجددًا

لوسيندا || Lucindaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن