𝐒𝐄𝐃𝐈𝐂𝐈

3K 178 63
                                    

وَدعتُ سوبين بعدَ ان نَزلنا منَ السيارة، واحتضنتهُ قبل أن ادخُلَ المنزل

كانَ المنزلُ هادئ لا شيء يُضيئ فيه سوى ضوء القمر الخافت الذي يخترق النافذة
دَخلتُ غُرفتي وَرميتُ هاتفي فوقَ السرير وغيرتُ الى ملابس نوم
ارتميت فوقَ الأغطية وحاولت النوم لكن في كل مرة كان هنالك أفكار في رأسي حول اليوم وحياة سوبين وكاي وكل شيءً

أفتحُ عَينايَ بينَ الحين والآخر واتقلبُ في السرير أفكر بكل الاحتمالات
عندما حاصرتني الأفكار من كل زاوية كان من الصعب عَليَ العودة الى النوم لذا استسلمت وها أنا أحوم في غُرفتي والافكار تَغزو ذهني

أبعَدتُ الستارة وفَتحتُ النافذة أستنشقُ بَعض الهواء
أسندتُ يداي وأغمضتُ عَيناي أحاول تصفية ذهني
أخذت نفسًا عميقًا ثم اخرجته
استنشقت أنفاسًا عديدة حتى أمتلأت رئتاي ثم فتحتُ عينايَ
نَظرتُ الي منزل سوبين
كانت نافذتهُ مَفتوحة لذا فكرتُ أن أخرج لذا فَتحتُ النافذة أكثر
أرتديتُ معطفاً عشوائيًا وخرجتُ منَ النافذة كَي لا أصدر ضجة
مشيتُ عدة خطوات ووقفت أمام باب منزل سوبين
طرقتُ عدة طرقات لكن من سيفتح في الثالثة صباحًا
تذكرت أن سوبين ذاتَ مرة أخرج مفتاح المنزل من تحت سلةِ أزهار القُرنفل التي قُربَ الباب
لذا رفعتها وسحبت المفتاح من تحتها
فتحتُ الباب ثم أعدتُ المفتاح الى مَوضعه

دَخلتُ كاللصوص وأغلقتُ البابَ خلفي
كان المطبخ مُضاءً بإضاءة صفراء قديمة و غرفة الجلوس معتمة مشيتُ عَبرَ الممر ناظراً لتلك الرسمات كَكلِ مرة آتي بها
صعدتُ الدرج ومباشرة الى غرفة سوبين
فتحتُ الباب دونَ أن أطرق
ورأيتُ سوبين مَحنياً فوقَ مَكتبه والاقلام والالوان من حوله
كان شكله ساكنًا هادئًا يبعثُ السلام
انه جميل حتى في نومه بشرته البيضاء صافية يغلق جفناه لتبدو رموشه القصيرة أطول ويعبس شفتيه كالاطفال

مَرَرتُ اناملي فوقَ وَجنتيه أتلمسها، وجفناه ثم رموشه، انفه وشفتيه
أبعدتُ بعض الشعر من فوق عيناه واقتربتُ منها اقبلها
أضغط بشفتيَ فوق جفناه ثم الى وجنته أقبلها

نظرتُ الى شفتيه ومَسحتُ بإبهامي فوقها ثم اقتربتُ أقبلهما شعرتُ بشفاه سوبين تبتسم ما أن حطت شفتي فوق لذا فتحتُ عيناي بصدمة
لكني لم أبتعد ثم رأيتُ يده تَتسلل الى خلف رأسي يقربه اكثر ويعمق القبلة كانت عيناه لا تزال مُغلقة لذا اغلقت عيناي أيضًا
سوبين كان مستيقظ لكن اثار النعاس لا زالت عليه

ابتعدتُ بعد أن فصلت القبلة
وساعدت سوبين على النهوض من على الكرسي ووضعته فوق السرير

نظرت الى اوراق الرسم المبعثرة فوق المكتب
تفاجأت
سوبين كان يَرسُمني ؟

التقطتها وكان هنالكَ اخرى تحتها
كانت الصور التي اضعها لملفي الشخصي
لكنها مذهلة
ذابَ قلبي لهذا، انه حقًا موهوب

كان هنالك تارخ تحت كل واحدة
احدهما تحمل تاريخ اليوم والاخرى منذ ذلك الحين حين رفض ان يُريني ما يرسم

اعدتهُما ونظرت الى سوبين بحب لكنه كان نائمًا لذا اطفئتُ النور
لكن لا تزال اقل عُتمة بسبب القمر

غَطيتُ سوبين واردتُ العودة لكنه جَرني لاسقط قربه
وهمس ب " ارجوك، لا ترحل "

دخلتُ تحت الاغطية مع سوبين ليحاوطني بذراعيه
ويدفن راسه في عنقي

كان امامي واجه النافذة وظهري ملتصق بسوبين
تنفست عدة مرات ثم ادرت نفسي لادفن وجهي في صدري واريح نفسي بين احضانه

اخرجت كل الافكار من رأسي وملأته برائحة سوبين
اغلقتُ عيني واستسلمت للنوم

لو كان النوم دائمًا هكذا لما استيقظت ابداً

___________

اسفة على السحبة

my warmth in winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن