الفصل ٢١

345 18 1
                                    


‏"تظل حتى آخر لحظة تزين الناس بريش الطاووس ، تظل حتى آخر لحظة تفترض الخير لا الشر .فهي بيديها تحجب وجهها حتى لا ترى الحقيقة ، إلى أن يأتي الإنسان الذي زينته بريش ملون من خيالها فيصفع وجهها ويدمي أنفها بيده نفسها."

- دوستويفسكي

و هو أيضا يطعمها كانت ريم  تأكل و تنظر لهم بشرار كيف يتعاملوا بكل هذه الرومانسية و هي هنا الا يخجلوا أثناء ذلك رن الجرس الشقة فذهب علاء ليفتح و لكنه وجد والدته و خالته
و بعد الترحيب بهم دخلوا الي الداخل صعقوا بمنظر الاثنين حيث كانت كل منهم ترتدي ملابس عارية ثم قالت خالته ( انت بتعملي اية هنا يا ريم )

فصمتت ريم مذهوله فهي لم تكن تتوقع أن تأتي والدتها ستأتي و لكن مريم صدمتها حين قالت ( بنتك جوزها كان هيبيعها و احمد لحقها بس مع الأسف اللي بيعمل خير يلاقيه شر بنتك يا مدام بتلف علي جوزي عايزة تخطفوا مني )

فقالت فاطمة ( والدة مريم ) : ( انت بتقولي اية انا بنتي مستحيل تعمل كده خطف الرجالة دي هوياتك انت )

فقالت مريم بانكسار و دمعة تسقط من عينيها  ( و انا مش بنتك و لا اية و لا ريم بس اللي متغلطش ملاك انا نازل من السما لكن انا شيطان بالنسبالك عارفة لية لأنك دايما شايفني غلط حتي لو كنت صح و شايفها صح حتي لو كانت غلط لأنك انسانة مريضة و ظالمة )

كادت أن تصفعها و لكن منعها علاء و امسك يدها  و قال ( قولت مية مرة محدش يمد ايده علي مراتي حتي لو كان انا ذات نفسه ، و علي فكرة مريم مغلطتش بنتك من لحظة ما جات و تصرفاتها كلها غريبة و بتحاول تغريني و اعتقد لبسها كافي يوضح كلامي )

فقالت زينب ( طاب مطردتهاش لية من الاول طالما بتعمل حركات غريبة و عايزة تغريك )

فقالت مريم ( انا اللي مكنتش عايزة اطردها لاني مكنتش اعرف انها بالوقاحة و البجاحة دي لدرجة انها لسة علي زمة راجل و بترقص بلبس خليع قدام جوز اختها فاتصلت بيكم تيجوا تخدوها بدل ما ارميها في الشوارع  )

فقالت ريم بحقد و غيرة ( يا سلام طب لما انت اتصلت بأمي لازمتها اي حركات المراهقة دي  و  اللبس القصير ده بعد الخمار و الضحك و غيره و غيره طالما كده كده هتطرديني )

فقالت مريم بابتسامة وجع ( حبيت احس اني جميلة في عينيك حتي لو بالغيرة مني حبيت اعيش شعور اني مرغوبة و انت مرفوضة و بتاعني من ده )

فقالت ريم بغضب انت مريضة .

فقالت مريم بوجع و حزن و كانت دموعها تسقط من عينيها ( انت اللي مريضة انت و مامتك مامتك اللي دايما شايفة اني مصلحش لحاجة بس لاني شبة جدتي جدتي اللي كانت بتكرها و شايفة انها لا تصلح أنها تكون زوجة لبابا و بصراحة هي عندها حق انت لا تصلحي تكوني ام )

صمتت قليلا ثم قالت مع صوت النحيب ( ايوة با ماما انت لا تصلحي تكوني ام الام اللي تربي بنتها انها هي الأجمل و الأفضل و انها لازم تكون حلوة في عينين الجميع حتي لو بالعري كل ده علشان تغطي علي جمال اي بنت و أهم واحدة لازم تعمل معاها كده هي انا بنتك التانية ، عارفين لية لان ماما بتشوف نفسها في ريم و بالتالي لازم تتفوق لازم هي اللي تكون الأفضل تتجوز جواز أفضل و ريم مبتغلطش و نظرة الفخر اللي في عينيك ليها حتي لو فازت بحاجة تافهة كل الحجات دي كانت بتقتلني )

توقفت عن الكلام و هي تبكي و نبرتها كانت اعلي ثم قالت ( انا بكرهك يا ماما في كل لحظة كنت اشوف فيها سخرية علي نجاحي كرهتك ، في كل لحظة بشوف فيها اني في عيونك غير كافية كرهتك ، في كل لحظة كنت بشوف انتقادك لية كرهتك ، حتي اللحظة اللي اقنعتيني بالحجاب بدل ما تقوليلي غطي جمالك زي ريم قولتيلي خبي العار ده شكلك يقرف كرهتك لما كنت بتتريقي علي عيوني و طولي كرهتك لما قعدت ساعة كاملة انت ريم واخدين وزني مادة للسخرية كرهتك لما كنت بحاول احبك فكنت بسمعك تقولي لريم  اني وحشة فكرهتك و كرهت نفسي معاكي   كرهتكم كرهتك نظارتك و كلامك حتي انفاسك انا بكرهك بكل ما فية )

كانت تبكي في احضن علاء ثم قالت مرة اخري ( عارفة يا ماما انت شخصية مؤذية بكل ما تعني الكلمة المفروض الأمهات دي يعملولها اختبار نفسي قبل ما تكون ام ، و اعتقد كلامي واضح بنتك الأولي حقودة  و   نرجسيه وانانية   و شايفة انها من حقها تاخد كل شئ و التانية متشكرة نفسيا معندهاش ثقة بنفسها ، عارفة يا ماما انا لما جوزي قالي اني جميلة مكنتش مصدقاه لاني اتعودت اني اكون وحشة فمش معقول يعني هكون بالجمال اللي بيقول علية ، انا مش مسمحاكي منك لله )

كان الجميع ينظر لها بصدمة و ذهول و ألم اهذة مريم الصامتة المطيعة التي تحب الجميع هل هكذا تشعر بداخلها  هل نجحت امها فجعلها تكرة كل شئ حتي نفسها حتي أن زينب التي كانت لا تحبها ادمعت عيونها عليها و لكنها وجدت انها تنزف فصاحت ( الحق يا علاء مراتك بتنزف )

عندما رأي علاء هذا شعر بخنجر طعز في قلبه هل سيخسرا اول نبته لهما و لكنه استفاق علي صياح والدته و اسرع و أخذها الي المشفي بعد ان البسها اسدالها    .

.................................

بعد لحظات كان الجميع ينتظر أمام غرفة العمليات ثم خرجت الطبيبة عليهم وقالت ( الحمد الله البيبي منزلش نحن لحقناه و هنديها حقنة تثبيت و اللي حصل نتيجة للحالة النفسية للأم،  اما بالنسبة للأم فدى انهيار عصبي نحن ادينها مهدئات و اتمني انكم تخلوا بالكم من الحالة النفسية ليها و محدش يضيقها )

كان الصمت هو من يسيطر علي المكان حتي قاطعت هذا الصمت زينب و قالت (  كفاية كده يا ست ريم البنت كانت هتسقط بسببك انت و امك ، و البنت باين انكوا بتتعبوا نفسيتها فلو سمحتوا امشوا مش عايزها تفوق تلاقي اشكالكم )

كفاية كده نكمل بكرة      


العوضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن