دخل سليم المنزل و عليه علامات الغضب و كان من الواضح عليه أنه ثمل ..... وقفت نيا بسرعة و تجمدت في مكانها لأنها تعلم جيدا أن أخاها الآن ليس بوعيه يمشي و يتأرجح و يتمتم بكلام غير واضح
نيا : لقد عدت مبكرا
سليم : أخذت إجازة هل هناك مشكلة؟!
نيا : لا .. لا مشكلة أبدا أنا فقط......
سليم(غضب) : لقد تسببت في تأخري عن عملي وهذا كله خطأك
نيا : كيف يكون هذا خطأي؟
سليم(صراخ) : كان عليك أن تستيقظي مبكرا !! ...... أيتها الكسولة عديمة الفائدة.... حرفيا أنت مجرد حيوان ناطق لا أكثر!!
نيا (بكاء) : لما لا أحد يقدرني أو يشعر بي لما أنتم قساة لهذه الدرجة!! ...... أرجوكم لم أعد أحتمل العيش هكذا!!
سليم (صراخ) : إذا ارحلي!!
نيا (صراخ) : جميعكم وحوش بصورة بشر!! أنا أكرهكم!!
سليم يتكلم:
كانت غاضبة .... كانت تصرخ و تبكي و تقول " دمرتم حياتي " " أكرهكم " ..... أثارت غضبي بشدة و الأسوء هو أنني كنت ثملا لذا أمسكت شعرها بقوة و دفعتها لكنها لم تقع لذا فعلت شيئا يا ليت يدي قطعت قبل فعله ...... ضربتها بالزجاجة التي كنت أحملها على رأسها و انكسرت.... سقطت الفتاة و أغمي عليها , لم يسعني رؤية شيء سوى الدماء على رأسها و الزجاج المنكسر على الأرض .... اعتقدت أنها ماتت لذا نظفت كل شيء و أخذتها بعيدا و رميتها في مكان لا أحد يأتي إليه و غادرت و تركت جثتها تنزف و تتجمد تحت المطر ....... و عندما كنت في منتصف الطريق عائدا إلى المنزل فكرت كيف سأشرح للآخرين سبب اختفائها فجأة؟ , لم أجد صعوبة في إخبار إخوتي أنها هربت من البيت لكن كان من الصعب قول ذلك لشهاب فهو سيعرف جيدا أنني أكذب و لن يسامحني بقية حياته و حتى لو هربت نيا من البيت فهو سينطلق للبحث عنها و ما أخافه أن يجد جثتها في المكان الذي رميتها فيه
شهاب يتكلم:
عدت إلى البيت أخيرا و تفاجأت أن نيا ليست موجودة في غرفة المعيشة تنظف كما يجبرها الآخرون , صعدت إلى غرفتها لعلي أجدها ترتاح من العمل الشاق لكن لم أجدها , ذهبت إلى المطبخ لآرى سليم فسألته عن مكانها ... أجابني و كان التوتر باد على وجهه قلت ربما بسبب الصداع لأنه ثمل و لكني أحسست بشيء مخالف ..... قال أنها خرجت لتشتري حاجات العشاء و ستعود لكن انتابني شعور غير مريح أليس أغيد عادة ما يذهب إلى السوق؟ أجابني أنه خرج هو الآخر و كلما أسأله عن بقية إخوتي يخبرني أنهم خرجوا , هناك شيء غريب يحدث و علي اكتشافه
مرّ وقت طويل جدا و شهاب بدأ يشعر بالقلق أكثر , أين هي أخته؟ لما لم تعد إلى الآن؟ يعلم جيدا أنها تخاف العودة إلى المنزل في وقت متأخر لأن الآخرين سيعاقبونها ...... مضى وقت أكثر و عاد باقي الإخوة و هم غاضبون لأن نيا تأخرت في العودة
ضاري : أين تلك الحمقاء!!
لين : لا أعرف لكن ما أعرفه أنها في عداد الموتى إذا دخلت المنزل
ديلتا : أتيت متعبا من العمل و ظننت أن العشاء معد ليتبين أن الحقيرة اختفت
فريد : سأجعلها تنام في القبو مجددا و لأسبوع
شهاب(صراخ) : ماهي مشكلتكم؟! أختكم مفقودة و بدلا من أن تقلقوا عليها و تبحثوا عنها تشتمونها هكذا؟!
أغيد : و من قال أنها أختنا؟
فيصل : ليست سوى مجرد خطأ في حياتنا
شهاب (صراخ) : سحقا لكم جميعا!! ..... سأذهب بنفسي لأبحث عنها
أغيد : لا تتعب نفسك الكلاب تنتمي إلى الشارع أصلا
خرج شهاب مسرعا للبحث عن أخته الصغيرة تحت الظلام .... الجو بارد جدا و الرياح قوية و رغم ذلك عزم على إيجادها مهما كلف الأمر ......... نظر الجيع إلى سليم و سألوه عما حدث حتى يخبرهم بما حدث لكن ليس فعلا حيث قال أنه حبسها في غرفتها و عندما جاء ليتفقدها كانت قد هربت
ضاري : هل تكذب؟
سليم(غضب) : ماذا تقصد بهذا؟
ديلتا : هل فعلا هربت؟ أم أنك طردتها؟
سليم : لقد هربت من البيت عندما صعدت إلى غرفتها لم أجدها
فيصل : ليتها فعلت هذا منذ البداية
أغيد : أجل .. سبق و أن قالت أنها لم تعد تحتمل لذا يبدو أنها أخيرا اتخذت القرار الصحيح
بعد مرور وقت طويل عاد شهاب إلى المنزل و هو يلهث و الدموع تسيل من عينيه ... دخل و لم يقل شيئا لأنه يعلم جيدا أن إخوته لن يهتموا فصعد إلى غرفته و استلقى على سريره و هو يعد أخته على أن يجدها مهما حدث
........ يتبع .........