البارت الحادي عشر

284 24 6
                                    

تمشي نيا بيأس شديد .... بين المطر الغزير و الرياح الشديدة , ترتعش و هي تمشي و البرد جمد كل جزء من جسدها حتى دموعها لا تزال تتألم بعد كل ما حدث حتى أنها ظلت تفكر طوال الوقت ما إذا كان الخيار الذي اتخذته صحيحا أم لا .... هل كان عليها فعلا ترك إخوتها ؟ هل كان هذا القرار صائبا ؟ تلك كانت الأسئلة التي تدور في رأسها منذ ساعات و هي تمشي بعيدا عن الشارع الذي تعيش فيه , بعد فترة سير طويلة توقفت الفتاة من شدة التعب و لكن المشكلة هي أنه لا يوجد مكان لتنام فيه هذه الليلة سوى زقاق قذر مليء بالجرذان .. لكن لا خيار آخر ليس لديها مكان آخر لترتاح فيه لذا قررت أن تنام في ذلك المكان .. أخرجت البطانية الصغيرة من حقيبتها و فرشتها على الأرض المبللة بماء المطر ثم حاولت أن تغطي نفسها جيدا كي لا تصاب بالمرض و خلدت للنوم بصعوبة .... في اليوم التالي مرّ رجل في الخمسينات من عمره و لاحظ شيئا في الزقاق , دقق النظر حتى رأى أنها فتاة نائمة على الأرض هرع إليها و أيقظها

الرجل : أيتها الصغيرة هل أنت بخير؟

نيا : أنا بخير كنت نائمة فقط

الرجل : كيف تنامين في الشارع هكذا

نيا : أنا ليس لدي مكان آخر أذهب إليه 

الرجل : إذا تعالي للعيش معي

نيا : لا شكرا هذا لطف منك

الرجل : لا ليست لدي مشكلة أرجوك يا صغيرة لا يجب عليك البقاء هنا في الشارع قد تتعرضين للإعتداء و من يدري ما قد يحصل لك هذا المكان ليس آمنا

نيا : حسنا , لا بأس سآتي معك

اصطحب الرجل نيا معه إلى منزله و أدخلها إلى غرفة الجلوس و وضع على كتفيها غطاء و أشعل المدفئة كي لا تشعر بالبرد و أعد لها شاي ساخنا و جلس بجانبها

الرجل : هل تحتاجين شيئا آخر أيتها الصغيرة؟

نيا : لا شكرا , أتعبتك معي

الرجل : لا لا مشكلة أبدا

نيا : هل تعيش هنا بمفردك؟

الرجل : أجل يا صغيرتي , أنا أعيش وحيدا في هذا المنزل و أملك متجرا صغيرا أكسب منه رزقي

نيا : أين عائلتك؟

الرجل(تنهد) : ابني تخلى عني بعد أن تزوج و صار يعيش خارج البلاد و بقيت هنا وحدي

نيا : هذا قاس , آسفة أنني سألت

الرجل : لا عليك يا صغيرة , أدعى سامي ما اسمك؟

نيا : أنا اسمي نيا , شكرا لأنك ساعدتني أيها العم سامي

سامي : لا داعي لشكري كيف سأترك فتاة مثلك في ذلك الجو القاسي؟ لكن أين منزلك و عائلتك؟

نيا : أنا .... أنا يتيمة هربت من الميتم لأنه مديرته تفرض علينا قوانين قاسية

سامي : هكذا إذن؟ ... حسنا ما رأيك أن تعيشي معي؟

نيا : حقا؟

سامي : أجل و يمكنك العمل معي في المتجر

نيا : لا أدري كيف أشكرك يا عم سامي

سامي : لا تشكريني صغيرتي , من الآن اعتبريني كوالدك

نيا (عناق) : شكرا جزيلا لك

يتبع

بي باتل بيرست // قصة مكتملة : إخوتي سبب تعاستيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن