جثة هامدة

140 23 39
                                    

باريس- فرنسا

الساعة 7:45 صباحا

Trocadéro منطقة

في إحدى الشقق الراقية في إحدى المجمعات السكنية للمنطقة..

ذلك الجثمان الشاحب الغريق في جوف تلك المياه و التي سرعان ما تحول لونها للأحمر جراء الدماء القاتمة ...قطرات الدماء الساخنة لازالت تتساقط من ذلك الجرح العميق الذي سببته تلك الرصاصة القاتلة ، جفونها كانت مغلقة وذلك سيكون حالها للأبد، عندما تفقد حياتك بعد أن فقدت روحك في صراعات الحياة المميتة ستفهم أن الفَنَاءَ أهون من الموت مئات المرات كل يوم بينما تحاول الصمود ، الجسد يطفو فوق الماء المليء بالدماء والروح تسبح في عنان السماء منتقلة عند خالقها... يطفو ذلك البدن الذي فقد روحه في حوض الإستحمام، ملابس مبللة بالمياه المختلطة بالدماء، الدماء في كل مكان حول الحوض في أرضية الحمام البيضاء التي تدنست بلون أحمر...

.
.
.
.

كان المنزل مقلوبا رأسا على عقب، كان باب المنزل مفتوحا على مصراعيه ، ردهة الإستقبال كانت كلها مدمرة،وكأن زلازالا هدم المكان، التلفاز محطم و شاشته مهشمة، كل شيء في غير مكانه الصحيح، الأريكة التي تقع في وسط الغرفة كانت قد غدت بعيدة عن مكانها الأصلي...مما استرعى فضول ذلك الجار الذي يمر كل صباح من هناك أن يلقي نظرة، كان منظر البيت وكأن حربا أو مجزرة وقعت هناك... فضول الجار لم يوقفه هناك بل دلف يبحث عن صاحبة الشقة التي تدعى سكارليت بيرغ، بحث في جميع أركان البيت لكن ما جعل الدم يتجمد في عروقه هو قطرات الدم الذي انتشرت في كل مكان على الأرضية الرخامية البيضاء ... أراد أن يتبع خطوات الدم، لكن تخوفه جعله يتصل بالشرطة أولا...الشرطة لم تأخد وقتا طويلا قبل أن تصل لهناك... ثم إيجاد جثة صاحبة الشقة البالغة من العمر السادسة والعشرين عاما، ممددة في حوض الإستحمام الضخم ميتة بعد طلقة نارية أصابت معدتها،تعرضت الشابة لرصاصة واحدة فقط ظلت تقاوم حتى سرقت أنفاسها الأخيرة وهي وحدها داخل ذلك الحوض في حمام الضيوف الخاص بشقتها،ماتت وحيدة في شقتها ...بدأ التحقيق في مقتلها الذي كان أشد صعوبة بسبب ذكاء القاتل الذي لم يترك خلفه أثرا للتمسك بخيوطه...

قتلت إحدى أشهر عارضات الأزياء... وابنة إحدى أغنياء فرنسا...سكارليت بيرغ... وكما يطلق عليها الصقر الأدعج.

شابة لم يتفاوت عمرها السادسة والعشرون عاما قتلت في ريعان شبابها، سلبت روحها بلا رحمة من طرف شخص مجهول، حرمت من عيش سنوات عمرها الجميلة،وتحقيق أحلامها والتي كانت في سبيلها لجعل تلك الأحلام الخيالية حقيقية،قتلت بطريقة بشعة لسبب مجهول من شخص مجهول...

.
.
.
.
.
.

ديباجة قصيرة للرواية، لازلت كاتبة مبتدئة إلا أنني سأحاول وبكل قطرة دم في عروقي أن أجعل هاته الرواية من أفضل الروايات التي سأكتبها، أخدت مني هذه الأخيرة الكثير من الوقت للتفكير، رغم أنني لازلت أفكر في حبكتها...

من وراء شاشتي الإلكترونية ألقي تحية، أناملي التي تكتب وعقلي الذي يلقي ما بجعبته من كلمات...

تحذير:
هذه الرواية ستتناول عدة مواضيع خادشة قليلا، ستتناول مواضيع كثيرة، كالإنتحار، والأمراض العقلية والنفسية، فإن كنت من الأشخاص الذي لا يحبذ قراءة هذا النوع فمن فضلك توقف هنا....

كونوا بخير حتى الفصل الأول... دمتم سالمين.

_ غَيَاهِب_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن