شعور خائن

26 11 3
                                    

"وهل وقوف القاتل أمام قبر القتيل سيعيده للحياة"
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

_عودة للماضي_

الدماء تنزف جراء تلك الرصاصة التي اخترقت معدتي، أغمضت عيناي بسبب الألم المهلك  الذي انتشر في كل جسمي،لم أستطع الحراك  ولا الصراخ صوتي لم يعد قادرا على الخروج من حلقي ، حتى لو صرخت ما من مصغي ... أرى ذلك الظل  يقف أمامي وابتسامة خبيثة تعلو محياه، ٱنات متؤلمة كانت تهرب من ثغري، الثقب في معدتي ينزف دما، ذلك الظل يتلاشى من أمامي  ولا تزال تلك الإبتسامة ترتسم على محياه ، عيناي بدأت تغمض، شعور خائن بدأ يلتهم عقلي وجسدي، أشعر وكأن روحي تخرج من صدري، دموعي التي بدأت تتساقط بحرارة، إنه لحظات حياتي الأخيرة، لم أعرف شيئا حينها سوى أنني أشعر بالوحدة،حتى في لحظاتي الأخيرة الوحدة تقتلني يالي من مثيرة للشفقة، منذ فترة عندما قررت التخلي عن العالم الخارجي لم أكن أظن أنني سأكون بهذه الوحدة حتى في مماتي... لم أكن أحب الحديث مع أحد منذ فترة طويلة ما يقارب الثلاث سنوات،أتسائل لما الٱن فقط أشعر بالحزن على نفسي،أنا من تخلى عن الجميع فلما أبكي الٱن ،لماذا أشعر بالحسرة تنخر صدري... لماذا أرغب بأحد ما يعانقني،ينقذني،يربت على روحي المرهقة...ثواني فقط وشعرت بعيناي تغمض وشعوري بالألم يقل شيئا فشيئا ، رأيتي أصبحت ضبابية، وهنا عرفت أنها نهايتي، نهاية لا رجعة فيها،إنها النهاية المحتومة، هذه النهاية التي سيعيشها كل بشري على وجه هذه الأرض،نهاية حزينة لكنها على الأقل ستخلصني من كل فظائع الحياة اللعينة...وداعا يا نفسي، وداعا يا أيها الصقر الأدعج...وداعا لكل شيء تركته خلفي، في هذه الحياة،في هذا الليل البهيم... وداعا يا سكارليت بيرغ...

_عودة للحاضر_

نهض ٱرثر بتثاقل من سريره، النوم لم يزر مضجعه كما كان يرجى،عاد لمسرح الجريمة يحوم لعله يجد للحقيقة خيط يساعده للوصول لشيء ما لحل هذه القضية ... مرت أربع وعشرين ساعة على موت سكارليت بيرغ، في الصباح الباكر مع طلوع الشمس انتشر الخبر ، انتشارا سريعا مثل انتشار النار في حقل من الزرع، الصحف ملئت أوراقها بوجه تلك الشابة، ووسائل التواصل الإجتماعي أصبح كل حديثها عن مقتل سكارليت بيرغ، عارضة أزياء مشهورة في فرنسا، وابنة رجل أعمال مشهور في البلد، منزل العائلة امتلئ بالأقارب والمعارف، والأصدقاء الذي لم يكونوا يوما كذلك، لاتزال العائلة والجيران تحت مراقبة الشرطة والاستجوابات التي لا تنتهي، كان هناك الكثير من الضغط على الشرطة بسبب أهمية القضية لديهم، كان ٱرثر لا يزال يحوم حول المكان القريب لشقة سكارليت لعله يجد دليلا لموتها لم يجد أي شيء مثير للشبهة، حتى الأشخاص المتواجدون في دائرة الشك قليلون، لا أصدقاء لديها ولا معارف سوى والديها والتي علاقتها معهم كانت في تدهور شديد بعد انفصالهما، هي كانت على بعد شديد عن البشر، تجالس شقتها دائما بلا ضجيج ولا صخب، تذهب لعملها وتعود للمنزل بأسرع فرصة تسمح لها, في تلك اللحظة كان ٱرثر يفكر ويغوص في بحر عقله ، يفكر كيف لتلك المعتلة اجتماعيا والتي لا تمتلك لا اصدقاء ان تقتل بفظاعة في شقتها، كان ٱرثر يغرق في بحر افكاره واحيانا يغوص في ذكرياته ، جسده بدأ يشعر بالانهاك بسبب قلة نومه، عقله بدا مشوشا للحظات حتى رن هاتفه سارقا اياه من الشرود، كان الرقم مجهولا، سحب نفسا طويلا قبل أن يرد...

_ غَيَاهِب_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن