هل الذكريات تموت...

32 12 18
                                    

الموت هو النهاية المحتومة، سيأتي حاصد الأرواح لإعادة روحك لخالقها...ستأتي ساعتك،ستترك خلفك كل شيء عائلتك،أحبائك،أصدقائك،ذكرياتك وحزنك،كل شيء سيبقى على سطح الأرض بينما روحك ستحلق براحة نحو عنان السماء..."
.
.
.
.
.
.

دلفت الغرفة الأخيرة في الرواق في الطابق الأرضي، كانت باردة بشكل غير مريح ، شعرت بالقشعريرة تسري مع ظهري نحو نخاعي الشوكي، رأيت رجلا ذو بنية متوسطة يجلس بملل على الكرسي، وسرعان ما وقعت عيناه علي حتى أصبحت نظراته متهجمة سحبت الكرسي المقابل له أجلس، وضعت هاتفي أعلى الطاولة الخشبية التي تتوسط الغرفة، كان على ما أظن في أواخر عقده الرابع، مثير للإهتمام حقا، أمسكت بالملف المليء بمعلوماته الشخصية أقلب صفحاته، لا يهمني من هو ولا من يكون،كل ما أهتم به في هذه اللحظة هو أن أكتشف حقيقته، هل كان السبب في مقتلها، ناظرته عدة دقائق قبل أن يقول هو بنبرة مرتفعة...

"لماذا جلبوتموني إلى هنا... وأنتم حتى قمتم بجعلي أنتظر هنا لمدة ثلاث ساعات ونصف" شعرت بالغضب يلتهمني ببطئ لكني أمسكت بنفسي كي لا أقوم وأحطم رأسه الكبير ذاك، هو هنا بتهمة قتل ويصرخ في وجهي أيضا.. يا له من سافل

"إن رفعت صوتك ثانية لن يعجبك ما سيحصل لك، سأقوم بطرح أسئلة عليك وقم بالرد بكل صراحة، لا كذب لا خداع، هل فهمت.؟ " لم أظن على الإطلاق أن نبرتي ستكون بذلك الهدوء، هو راقبني بكره قبل أن يومئ برأسه ايجابا...

"جيد جدا... إذن ما علاقتك بالضحية سكارليت بيرغ؟"

"وكأنك لا تعلم أيها الأحمق، أكره رجال الشرطة لأنهم أغبياء. " كنت لا أزال متماسكا،رغم أن قبضتي ترتجف، راغبة في أن تلتحم مع وجهه الذي باتت التجاعيد تسكنه، رغبت في كسر أنفه الأفطس ذاك وتحطيم اسنانه لكنني تماسكت، أنا رجل شرطة لا يجب أن أكون عنيفا..

"من الأفضل لك أن ترد وتكون جيدا في الرد بأدب كي لا أكسر رأسك الذي لا تزال ترفعه بغرور . " نظراته الحقودة ازدادت حقدا وغضبا..

"كنت مدير أعمالها السابق، أدير كل شؤونها الخاصة بالعمل، ومواعيدها وجدول أعمالها كنت أنا المسؤول عن كل شيء يخص أعمالها. "كانت نبرته تحمل كومة من المشاعر التي تدل على ملله..

" كيف كانت علاقتك معها عندما كنت لا تزال مدير أعمالها، هل كنتما تتشاجران؟. "أنا قلت بعدها أدرت وجهي نحو ذلك الزجاج الذي يظهر مثل مرٱة لكن كان يقف خلفه تشارلز وكيڨن يراقبان ما يجري بيني وبينه من حديث.

_ غَيَاهِب_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن