٢٨

6.9K 388 27
                                    

#شوق
بارت٢٨
أسماء عبد الهادي
__
يد حانية تربت على الجميع دون استثناء، بقلب صادق، ولا تجد من يربت على قلبها هي، تحاول تضميد جروح الآخرين، وجرحها يدمي ولا يأبى التوقف عن النزف، تعطي بلا مقابل، وليس لديها شىء لتسكن به وجعها، سوى تماسكها ، تماسكها فقط والذي بات ضعيفا في تلك اللحظة
فهي لم تكن تريد الرحيل الآن، هناك من مازال بحاجة إليها، توبا فداء ميار آيات، كلهن كانت رغم حاجاتهم إليها كانوا سلواها على حالها.
استغلت عدم رؤية أحد لها ففرت دمعة متمردة على خدها ولم تمنعها، بل فتحت لها الباب على مصرعيه حتى تخرج المزيد والمزيد لم تتوقف إلا عندما استمعت لرنين الهاتف وعملت من المتصل
سريعا مدت يدها ومسحت تلك الدمعات، وتنحنحت بصوتها ليبدو طبيعيا لا شىء فيه.

_أيوة يا أيات يا حبيبتي خير، ركبتي مع أمير.

كانت آيات تقف بخارج الفيلا، وهي تشعر بالأسف على ما حدث لشوق راعها أن تعود لبيتها المتهالك، وفقرها المعدم بينما ينعمل أهلها هنا في الملذات والراحة، راعها أن تغادر هكذا والكل يظنها خادمة لذا قالت ببكاء
_أبلة شوق أني هقولهم على كل حاجة

لتهتف شوق باندفاع
_لاه لاه اوعي يا آيات تقولي حاجة الله يرضى عنيكي يا بنتي.
_ليه ليه يا أبلة كل ديه يحصلك، ليه القسوة داي
تحدثت شوق بعقلانية وقلب صابر
_قدر ومكتوب يا بنتي الحمد لله ،معلهش بكرة تفرج وتبقى عال
_بس حرام والله حرام
_يا بت دا انتي تفرحي أني راجعة البلد وهكون وسطيكم تاني
_لاه معيزاشي ترجعي للفقر والحرمان ديه تاني.

_انا غنية بيكم يا آيات انتم عزوتي وناسي وفرحتي، معاكم مش فقيرة يا هبلة بالعكس، أني اهنه كنت وحيدة وفقيرة، لكن معاكم كنت لا، كنت بحس اني جار أهلي وحبايبي الحقيقين ،بالله ما تزعلي ولا تنقهري اكده يا ضنايا اني كويسة، وراجعة لأصلي، من فات قديمه تاه... يلا أني هدق على الواد أمير يوصلك هوا نسي ولا إيه
_هتوحشيني يا أبلة
_منتظراكي في أجازتك يا حبابة انتي استودعك الله يا غالية
__
كان أمير أكثر إخوته حزنا على مغادرة شوق حتى انه بقي مكانه يشعر أنه هنالك ثمة شىء عزيز فقده
لذا قال وكأنه يفكر بصوت مسموع سمعه اخوته الذين وقفوا محلهم لدقائق ولا يدرون لما توقفوا هكذا.
_انا حاسس ان شوق فيها حاجة غريبة، شوق مغلطتش علشان تمشي، انتوا مش حاسين بحاجة زيي؟؟

نظر عساف أمامه بشرود وكأنه كان يفكر في الأمر ثم فاق من شروده وزفر بحنق وقال
_انا ماشي
أما منهد فعاد أدراجه للداخل وصعد إلى غرفته ليريح جسده على الفراش واضعا يده أسفل رأسه وظل ينظر للسقف بشرود هو الآخر.

__
بالأسفل ظل أمير واقفا في مكانه لا رغبة له بفعل شىء حتى جاءه اتصال من شوق فقال بحنين من الآن
_شوووق
قالت شوق بحنان
_هتوحشني والله يا واد يا أمير
رد أمير بملاطفة
_صدقي فعلا هيوحشني الكلمة دي منك يا شوق
_انت يا ولا أني مش قلتلك وصل آيات الوقت اتأخر عليها انها تمشي لوحديها؟

شـــوق.... حصري على الواتباد فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن