~•3•~

60 12 0
                                    

نُجوم و تعليقات بينَ الأسطُر ☆

~

بسمِ ﷲ♡

_____

ليلَةٌ أُخرى من ليالِي ديسَمبرْ الباردَة
مُميزةٌ هذهِ المرَّة إذ كانَت تخلُو من دموعِ السماءِ المالحَة
سماء سوداء صافية وحسب بنجومٍ وقمرٍ برَّاقين.

على سطحِ منزلٍ،
و بوجهِ الخصوصِ سطحُ منزلِ بومغيُو 

كان واقفاً بجسدٍ مستقيمٍ يابسٍ بينماً عُقنهُ الحادُّ مرتفعٌ ينظُرُ لتلكَ النجُوم

ليسَ الأمرُ بغيرِ ٱعتيادِيِّ فبومغيُو ٱعتادَ بالفعلِ قضاءَ لياليهِ هُنـا بينَما يرتشِفُ من الحليبِ الباردِ رغمَ برودةِ الجوِّ عندَمـا يُصابُ بالأرَق

الأمرُ غريبٌ جداً كونهُ يرتدي قميصاً صيفيّا كاشفاً لكتفيهِ في جوٍّ قارِصِ البرودَةِ مثلِ هَذا! 
لكنّهُ ليسَ كذلكَ على بومغيُو 
فلطالَما أحب البردَ و الشتاءَ بكلِّ عيوبِهِ

فمن يعلم؟ 
ربَّمـا فحسب يلجأ للبرد لعلهُ ينسيه أشجانهُ و يسحبَهُ من تلكَ الأفكارِ التي تنهشُ رأسهُ

أيقضَهُ من شرودهِ صوتُ مُياءِ قطِّهِ الأسودِ اللَّونِ
منَ الغريبِ أيضا تربيَتهُ لقطٍّ بهَذا اللّونِ
لكن كما قُلت،
إنه بومغيُو  !

إنخفضَ بجِدعهِ العلويِّ جاثاً على رُكبتاهُ
ليَتمكنَ من منحِ قطِّهِ حصَّتهُ من الحليبِ

لا بأس بذلك
لديه مخزونٌ جيدٌ من الحَليبِ على أيَّ حالٍ

جفلَ للحظَةٍ عندمَا سمعَ ضحكَةً أُثَويَّةَ بالقربِ منهُ

" مضحِكٌ حقَّاً،
قِطُّ يُطعمُ قطَّا "

لمَح هيئةَ الفتاةِ نفسهَا التِي سلبَت منه متعة ضحيتِهِ مساءَ البارحَة

" من أينَ ظهَرتِ أنتِ! "
بدى على ملامحهِ بعضُ الدهشةِ بينَما ما زالَت مُحافضَةً علـى رونَقها الحادْ

أبصَرها تقفزُ من سطحِ المنزِل المجاورِ لسطحِ بيتِه مقترباً أكثر
بينما ما زالَت الإبتسامة الغريبَة مسيطرة على ثغرها

"علـى رسلِكَ يا فَتـى،
لا يبدُو الأمرُ و كأنَّني أحاوِلُ ٱغتِيالَك!" 
ضحكت مجدّداً تلكَ الضَّحكةَ الرنانَة التي لم يستوعِب الأكبَر سبَبها إلى الآن! 

القِطُّ الأسوَدُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن