~•11•~

38 8 0
                                    

نُجوم و تعليقات بينَ الأسطُر ☆

~

بسمِ ﷲ♡

_____

عندَما تكونُ الحياةُ قاسيةً علَى صاحِبةِ الخُصلاتِ القصيرةِ الكستنَائيَة،
لا تجدُ خياراً خيرَ ٱلتِجاءِها للمَكانِ الوحيدِ الذي تخلُو فيهِ للغوصِ بأفكارِهـا.
البحر!

هي في الواقِع ليسَت حزينَةً لتَركِها أخيهَـا بقدرٍ ما هي حزينَةٌ لذلِكَ الشُّعورِ بالنّدمِ تُجاهَ بُـومغيُو الذي يَنهشُهـا.

صحيحٌ أنَّهـا قرَّرت إخبارَهُ بكلِّ الحقيقَة لكنَّهـا تجهلُ الطريقَة التي ستواجِهُه بهِ،
كيفَ ستعتَرفُ لهُ أنَّهـا كانَت تستغلُّهُ فحَسب؟!

أحسَّت بخُطواتِ بُـومغيُو الثّقيلَةِ اليائسَةِ تقتربُ منهـا لترسُم ٱبتسامةً منكسرَةً علـى محياها و تتقدَّمَ منهُ أكثَر.

تحمحَمَت بٱستِعدادٍ للحَديثِ عندَما رأَت عيونَ بُـومغيُو العميقَة تنظُر بعُمقِ أعماقِ عينَيها.

" بُـومغيُو في الواقِع أنـا-... "

"خائِنَـة"

قاطَعها بُـومغيُو بصوتٍ يائسٍ و بحَّةٍ واضِحة،
ليجعلَها تبتلعُ ريقَها بتفاجئٍ من كَلمَته.

"بُـومغيُو ما الذي-..."

"سَـايـَا أرجوكِ توقَّفي، لا أُريدُ سَماعَ الأكاذيبِ أكثَر"

لمحَتهُ يغلقُ أُذنيهِ و عينيهِ بعنفٍ بينَما دُموعُه بدأَت بالظُّهورِ، مما جعلَ دموعَها تنسالُ بدَورِها فورَ إدراكِها معرفتَهُ للحَقيقَة.

" بُـومغيُو لكنَّني أقسِمُ لَكَ أنّ نوايايَ لَم تَكُن سيئَة، ندمتُ بشدَّةٍ علـى ذلكَ حتَّى أنَّني تركتُ المنظَّمة! "


أخذَ يلومُها بغضبٍ بينَما دموعُه أخدَت منحى آخَر تحجبُ عنه الرؤيَةٕ بوضُوح

"أكرَهُكِ"


ٱلتفَتَ مُحاوِلاً الإنصرافَ متجاهِلاً ندائها المُستمرَّ لهُ و شَهقاتُها تأبى التوقُّف.

_______

رغمَ كلِّ ما يحدثُ معَ الإنسانِ، يجدُ الحياةَ تستَمرُ و الوقتَ يمرٌ وكلٌّ يحاولُ التأقلُمَ مع جُروحِه، فالحياةُ لن تتوقفَ عندَ شخصٍ على أيِ حال.

القِطُّ الأسوَدُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن