ذهاب الجشع

53 5 0
                                    

يَشتدُ المطر ويتساقط بغزارة
في شوارع لوس انجلوس اللتي أصبحت فارغه لاول مره من كثرة الأمطار
يرتدي جورج معطفه بينما يسير أسفل الأمطار ويحادث زوجته علي الهاتف
"انا بخير حبيبتي في طريقي للفندق الان ، كيف هو ايثان الان هل تحسنت صحته ؟ أخبريه أن والده اشتاق اليه كثيرا وساحضر له كل الالعاب اللتي يريدها أن أكل طعامه كله "
يتحدث ويضحك في الهاتف بينما وصل لهذا الفندق الصغير في الزقاق
فبالطبع كان قلقا من ليو بعد ما حدث
ليغلق الهاتف مودعا زوجته وابنه الصغير ويصعد الدرج لغرفته ويفتح الباب برفق

صوت مزعج يصدره الباب دليل علي ردائتهِ
ليدخل للمنزل وينزع حذائه ومعطفه ويتجه لداخل شقته
يتجه بخطواته لغرفه الجلوس اللتي تكون مجاوره لغرفة النوم

"لما تاخرت ؟"
صوت مجهول يصدر من علي هذا المقعد يجعل أنظار من يقف بقلق لمصدر الصوت ويلتفت له
"مَ مَن أنت؟ وم."
قاطع حديثه من وضع أصبعه علي فمه موقفا إياه عن الحديث ناظرا لعينيه مبتسما باتساعٍ
يجعل من أمامه مشلولا تماما عن الحركة ليردف بثقلِ مع ابتسامته
"الصمت هو ما عليك التزامه"

7:00AM
في نفس الغرفه
تتجمع الشرطه بعد أن تم سماع صرخه قويه من الغرفه
يقف جميع الظباط في صدمه ينظرون لما أمامهم

تقف الجثه مثبته الاقدام علي ارضيه يداها مربوطتان بشريط احمر مثبت في السقف ترفع يداه للاعلي باتجاه حزمه من الأموال في السقف وتمتلئ ارضيه الصاله بالاموال أسفل قدمي الجثه ولا يوجد أي قطره دم علي الجثه حتي
الشئ الوحيد المفقود من الجثه عيناها

لم يجرؤ أي ظابط علي الاقتراب من الجثه حتي جاء بقيه الظباط والمعمل الجنائي لنقل الجثه

في مكان آخر
يقف هذا المبتسم بهدوء في شرفته
لا يعلم ما به لكن هذا الصباح استيقظ بمزاج جيد
رغم ما رأه في تقرير والده إلا أنه قرر أن يري الموضوع لاحقا وينام حضر أمتعته ليعود لوطنه فقط انتهت إجازته الان
اخذ حقائبه واتجه للمطار
لحسن حظه وصل علي الموعد وصعد إلي مقعده
الذي كان بجانب النافذه كالعاده
وتبدأ المقاعد بالامتلاء تدريجيا لتقلع الطائره

بعد أن أقلعت الطائره تمر المضيفه توزع بعض المجلات والصُحف
ليأخذ أحدي الصحف ليعرف اخر الاخبار

"مَقِتَل جُورجَ كرابيكلس وجثته تُثير صدمه الجميع"

ارتجفت يداه وهو يقرأ الخبر اللذي كان مرفقا بصوره للجثة
صوت قطع لحظه صدمته من الشخص الجالس بجانبه
"مروع أليس كذالك؟"
ابتلع ماء جوفه بثقل يغلق الصحيفة ليوجه أنظاره لمن بجانبه
رٖ"يبدو أن حتي الانسانيه لم تعد صفه يتحلي بها الإنسان "
صوته كان هادئا عكس العاصفه التي تضرب روحه داخل اضٔلُعهِ
ليمد هذا الشخص يده باتجاه ليو
"بن سور تشرفت بك سيد ؟"
ليمد ليونيداس يده ويصافحه بهدوء
"ليونيداس"
"بن سور المحقق الروسي المعروف الم تكن تحل قضيه كنديه استغرب اتجاهك لروسيا مره اخري؟"
ليبتسم بن باتساعٍ
"لم اتوقع اني معروف كثيرا ولكن شكرا علي اطرائك ونعم لدي أسبابي بالعوده "
ليجيب ليونيداس بسلاسه بينما يعيد فتح الصحيفه
"هذا ليس اطرائا هذه الحقيقه فحتي الان لم يقع الفشل في سجلك ٢٥٠ قضية حللتها دون اخطاء لذا أتوقع أن سبب رجوعك لروسيا هو تحقيقك في جريمه قتل جورج كرابيكلس وهذا ليس سؤالا لتجيب فتوقعاتي يستبعد خطائها "
ليضحك بن بخفه
"ويبدو انك تجيد التحقيق ايضا فلم استبعد أن تعرف مقاس حذائي"
ليخفض ليو الصحفيه بخفه وينظر له ليردف ببرود
"عليك دائما أن تعرف مع من ستتعامل فطبيعه عملي تجعلني اتعامل مع الكثير لذا لا يسمي تحقيقا بل معرفه "
ليعاود رفع صحيفته ثم يخفضها مجددا ليردف
"نعم مقاس حذائك ٤٤"
ابتسم بن بخفه
"هل اخبرك أحد أنك غريب ؟"
ليردف ليو دون الالتفات
"اكثر مما تتصور "
وهنا أعلنت المضيفه عن هبوط الطائره
يتجه ليو لخارج المطار بعد أن أخذ حقائبه
ليقف بن أمامه معيقا حركته
"تشرفت بمقابلتك سيد ليونيداس"
ليجيب ليونيداس ويتجه للخارج مباشره
"أعلم أن لقائي شرف لذا عليك أن تكون ممتنا "
تاركا خلفه بن في صدمه من رده

يتجه ليو لمنزله مغلقا الباب خلفه ليسقط حقيبته أرضا ويجلس علي الاريكه بهدوء
ما هذا الشعور الذي يراود ما بداخل صدره
الم يكن يكره أخيه
ربما فهم الان كلام والدته أنه سيحزن علي أخيه عند موته
لكنه لم يتخيل أنه سيشعر بهذا الفراغ
لم يتخيل أنه سيشعر
دمعةٌ من عيناه سقطت علي خده ليمسحها بابهامه وينظر لها
هل هذا هو حقا الحزن ؟

افتح عيناي بثقل بعد أن أخذني النوم بين أحضانه
باعتقادي أنه قد يملئ هذا الفراغ
لكن لا فائده
افتح حاسوبي أعيد قرائه تقرير الطبيب الشرعي الخاص بوالده
"سبب الوفاه نزيف حاد "
هذه التقرير لا يفيد بشئ حقا
لم يعد يفيد بشئ
نهضت وارتديت معطفي وخرجت من المنزل
اتجهت الي المكتبه
الوقت متاخر حقا لكني علي أمل أن أجد هذه الفتاه مره اخري

____________________________________
الفصل الثامن
عدد الكلمات: 717
قراءة ممتعه 🦋

اَلــخَـطَـاَيَا الْسَــبـعَWhere stories live. Discover now