0.3

2.1K 131 15
                                    


-اوه.

هذا ما صدر من فمي المصدوم ، مازلتُ داخل هذا الجسد حتى بعد حلول الصباح ، عندما فتحتُ عيني كانت أشعة الشمس الساخطة علي ، تحرق وجهي ، تحُثني على الاستيقاظ و التوقف عن الحُلم بأنني ملاك من الملائكة يُحلق في السماء.

نظراتي تكاد تخترق المرأه المسكينة ، من قد يمتلك وجهاً شهواني الجمال و تكون ملامحه تعيسة لهذا الحد؟

                      -سِيلينا.

صفعتُ وجهي بخفة مُستخدمه راحة يدي ، تألمتُ بشدة لأنزعج من تصرفي الطفولي.

                       -سِيلينا ا انتي حية؟

خاطبتُ ذاتي بالمرأة ، لا استطيع حتى الان استيعاب ان هذه ملامحي الجديدة والتي يجب ان أتعايش معها حتى تظهر خفايا المستقبل!

كان سؤالي في المُقابل سخيفاً ، الفتاة انتحرت و روحها بالفعل رُبما الان تُحلق في السماء بدلاً من روحي.

وضعتُ يدي على صدري أُخاطب ذاتي بالمرأة بإندفاع.

                       -هل انتي مجنونة يا سِيلينا؟ انتحرتي بسبب التنمر! كان عليكِ مُحاربتهم هم وحديثهم القبيح! انا من كان يجب ان تُغادر روحها جسدها و تُصبح حُرة غير مُقيدة بجسد يشعرانا هي من عانت أكثر!

سُحقاً لكلماتي اللازعة ، اظُن انها لو كانت تستمع لي لكانت تبكي بشدة ، لا اعلم ان كانت ستبكي بسبب الندم إثر انتحارها ام لأنها حققت هدفها الأسمى.

تنهدتُ في نهاية حديثي ، انه بلا فائدة حتى فأنا أُحدث نفسي الان ، بملامحي الجديدة ، جسد جديد ، بشرة بيضاء لا تشوبها شائبة.

عينان بُنية ممزوجة بإخضرار خفيف ، شعر طويل بُني اللون ، عينان منحوتة على الطريقة الكورية الأصلية.

أمعنت النظر لوجهي الجديد ، لاحظت بعض الهالات السوداء اسفل عيني ، تيقنت ان سيلينا لم تكن تعتني بذاتها لفترة كافية ، كما ينقصها قسط جيد من الراحة.

نظرتُ لعُلب مساحيق التجميل المرصوفة على الطاولة بعناية بحيرة ، اخذتُ أمرر اناملي فوقهم لأختار شيئاً يُناسب ذوقي.

توقف اناملي امام بعض المُستحضرات لأخذهم ، قبلاً قمتُ بترطيب وجهي و إخفاء تلك الهالات.

بعد ان انتهيت نظرتُ برضا لوجهي ، لن استطيع مُجاراة طريقة وضع الكورييات لمساحيق تجميلهم لكن خاصتي اجمل! ، مُتناسبة مع هذا الوجه الجميل!

Between two bodies | بين جَسـدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن