-Ch : 01

1K 63 55
                                    

سأتَوقَّفُ عَن شُربِ الكُحُول!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

سأتَوقَّفُ عَن شُربِ الكُحُول!

كَانَ العَالمُ رمَادِيًا عِندَمَا نَظَرتُ إلَى الأعلَى، لَم أعهَد سَمَاءَ النَّهَارِ علَى لَونٍ غَيرِ الأزرَق فإستَغرَبت، أ هُوَّ مَوسِمُ الأمطَارِ بالفِعل؟ لاَ أظُنُّ ذلِك، إذًا مَاذَا؟
فشِلتُ فِي إستِنتَاجِ مَا يَحدُث، وبينَمَا أنتَظِرُ أن تَسكُبَ الغُيومُ مَاءَهَا فعَلـَت عَينَاي.. ولَم أقوَى مَسحَهَ فالتَّجمُّدُ قَد وَطَأ يدَاي، لمَاذَا أبكِي وَحِيدَةٌ هُنَا، بَدَلاً منَ السَّمَاء؟ لَم أفهَم علَى الإطلاَق، وإنهَمَرت منِّي الدُّموعُ بلاَ إحتِسَاب، خَفَضتُ رأسِيَ ونَظَرتُ إلَى الأمَام، فكَانَت تَنتَظِرُنِي شَاهِدَةُ قَبرٍ لَيسَ علَيهَا إسمٌ لأحَد، وكُنتُ أحمِلُ باقَةً مِن زُهُور التُّولِيبِ الأحمَرِ والأصفَر.
تَعالَا صَوتُ إنتِحَابٍ حَولِي بحَثتُ عَن صاحِبِهِ وكَانَ وَالِدَاي، حاوَلتُ التَّحدُّثَ وحَاوَلتُ سؤالَهُمَا عمَّا يَجرِي، وفِي كُلِّ مَرَّةٍ يَنسِجُ فيهَا لسَانِي كَلمَاتٍ يُخفِي صَوتَهَا نَعيقُ غِربَانٍ لاَ تَظهَر.. فِي النِّهَايةِ إستَبدَّ بيَ اليَأسُ فوَدَّعتُ البَاقَةَ علَى القَبرِ ونظَرتُ إلَى شاهِدَتِهِ لمَرَّةٍ أخِيرَة، ولكِنَّهَا إستَحَالَت مِرآةً فَرأيتُ إنعِكَاسِي.

•••

إنفَرَجَ جَفنَايَ علَى مَنظَرٍ مَألُوفٍ لسَطحٍ مُنبِسِطٍ فَوقِي بلاَ دِعَامَة، وبمُرورِ الثَّوانِي أدرَكتُ أنَّهُ سَقفُ غُرفتِي لاَ أكَثَر، وأدرَكتُ أيضًا أنَّنِي كُنتُ أعيشُ حُلمًا مَا للتَّو، مَاذَا كَان؟ لاَ أستَطِيعُ التَّذكُّر.. هذَا لَا يُهمّ، الأحلاَمُ مُجرَّدُ أحلاَم.

مَسحتُ عَن فمِي ذلكَ اللُّعابَ الَّذي قَد سالَ منهُ أثنَاءَ نِومِي.

هذَا مُقرِف، أرجُو أنَّ حُلمِيَ لَم يَكُن كَابُوسًا. -ضحِكتُ بخِفَّة- بالفِعل، إن كَانَ حُلمًا سَيئًا فإستِيقَاظِيَ علَى لُعابٍ سائلٍ لهُوَ إهانَةٌ لَه.
تِنبَّهتُ سريعًا إلَى ألمٍ ساحِقٍ يَعتَدِي علَيّ، كَانَ الصُّدَاعُ يَشُقُّ رَأسِي حِينَ تَذكَّرتُ أنَّنِي نِمتُ ثمِلةً البَارِحَة، وفِي الحَقيقَةِ فأنَا أجهَلُ المِقدَارَ الَّذِي شَرُبتُه، علَى هَذَا المُعدَّلِ فلَن أعِيشَ طَوِيلًا. تنهَّدتُ بعُمقٍ وإستَنَدتُ علَى أحدِ ذرَاعيَّ لأقُومَ عَن السَّرِير، ولحُسنِ حظِّيَ كَانَتِ السَّتائرُ تَحجِبُ عَنِّي ضَوءَ شَمسِ هذَا الرَّبيعِ الَّذِي يأبَى الإنقِضَاء.

لَيسَ بِطَريقَةٍ وَقِحَة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن