-Ch : 02

599 53 80
                                    

شَابٌ وَسِيم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شَابٌ وَسِيم

لَيسَ مِن حَقيَ التَّصرُّفُ هكَذَا، ولكنَّنِي أفعَل. لاَ، هذَا لاَ يتَعلَّقُ بأمرِ إستِقالَةِ آنِي المُفاجِئِ فَحَسب، لأنَّنِي أفعَلُ مَا يَحلُو لِي دَائِمًا، ولاَ أنظُرُ إلَى الحُدُودِ وكَأنَّهَا لاَ مَرئِيَة.. وكَأنَّ العَالَم سيَكُونُ أفضَل مِن دُونِهَا.

حَاولتُ كَثيرًا إقنَاعَهَا بالعُدُولِ عَن قَرارِهَا الجَائرِ بحَقِّ المَجمُوعَة، وحَاوَلتُ الضَّغطَ عَليهَا بطَريقَةٍ مَا لأدسَّ فِي عَقلِهَا أفكَارًا قَد تَنجِحُ فِي إثنَائِهَا عَنِ المُغادِرَة، ومِنهَا تَخوِيفُهَا مِن إحتِمَالِ أن يَجِدَ أرمِين فُرصَةً للنَّظَرِ إلَى فَتَاةٍ غَيرِهَا، أجَل أنَا يائِسةٌ إلَى ذلكَ الحَدِّ وتَركُ آنِي للفَريقِ سيُدَمِّرُ كُلَّ شَيء!

-لَقَد إتَّخَذتُ قَرارِيَ ولَا أنوِي الرُّجُوعَ فِيه.

قالَت آنِي ببرُودٍ شَدِيدٍ أصَابَ عَضلاتِ وَجهِي بالتَّجمُّدِ لثِوانٍ، بَينَمَا تَجمَعُ أغرَاضهَا الخَاصَّةَ مِن مَكتَبِهَا وتَضَعهَا فِي صُندُوق، كُنتُ أراقِبُهَا وأعتَصرُ دِمَاغِيَ بيَدَينِ خَيالِيَّتَينِ لعلَّهُ يُفيدُنِي بفِكرَةٍ مَا.. أيُّ شَيء.. لاَ جَدوَى.
لَقَد نِلتُ كِفَايَتِي مِن كُلِّ هَذَا وَلاَ أريدُ الفَشلَ قَبلَ المُحَاوَلَة، زَفَرتُ هَواءً لَوَّثهُ القَلقُ بدَاخِلِي ورَفَّهتُنِي ببَعضِ الأكسِجِين النَّقِي، كَانَ الشُّباكُ مَفتُوحًا ويُمكِنُنِي رُؤيةُ المَدِينَةِ مِن مَكَانِي، ولَكِن مَا فَائدَةُ رُؤيَةِ المَدِينَةِ فِي وَضعٍ كَهذَا؟

-كُنتُ أفكِّرُ بالإستِقَالَةِ مُنذُ فَترَةٍ طَوِيلِة، الرَّاتِبُ لاَ يكفِينِي لِشَهرٍ كَامِلٍ ولَدَيَّ فُرصَةٌ أفضَلُ فِي شَركَةٍ أخرَى.

-أوه حَقًا؟ مَن أخبَركِ بمِثلِ هذَا الكَلاَمِ اللَّامِع.

-لَدَيَّ مَعَارِفِي.

يَاللأسَف، وَدَدتُ لُو أنَّنِي أملِكُ مَزيدًا منَ الوَقتِ معَهَا لأجعَلهَا تُدرِكُ زِيفَ أحلامِهَا، إنَّهَا فِي اليَابَان! هُناكَ مَا يَزيدُ عَن مَلايِينِ العَامِلِينَ وأضعَافُهُم باحِثُونَ عَن وَظِيفَة، هَل حَقًا تَظُنُّ أنَّ مكَانًا مَا مَايزَالُ شاغِرًا بإنتِظَارِهَا؟ كَم هِي حَمقَاء، وغَبيَّة.. لكِنَّ هذَا لَيسَ مَا فِي الأمر.

لَيسَ بِطَريقَةٍ وَقِحَة! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن