ماركَةُ سجَائرَ رَدِيئة.
إن حاوَلتُ العُثُورَ علَى زَاوِيةِ أنظُرُ بهَا إلَى وَضعِنَا الحَالِي بإيجَابِية، فحَتمَا سأقُولُ أن العَالمَ بأسرِهِ يَعِيشُ حالَةَ فَوضَى، ولَيسَ قِسمنَا الصَّغِيرَ فَحَسب، حَتمًا سأقُولُ ذلِك، علَى الرَّغمِ مِن أنَّه لَيسَ كَافيًا لرَفعِ مَعنِويَاتِي.. وكُلَّمَا شَاهَدتُ هذِهِ الصُّورَةَ أكثَر، وَدَدتُ تَركَ المَكَانِ والرَّحِيل، الجُلُوسُ فِي آخرِ رُقعِةٍ مِن هذَا الكَوكَبِ الصَّاخِب، علَى جُرفِ قمَّةٍ عالِيَّة، بَعيدًا عِن الجَمِيع، فقَط أنَا وعُلبَةُ سَجَائرِي، تُرَى هَل سَأشعُرُ بهذَا النَّوعِ منَ الهُدُوءِ يَومًا؟
لاَ أظنُّ ذلِك، فَحتَّى إن غادَرنِي الجَمِيعُ وغَادَرتُهم، لَن تُغادِرنِي أفكَارِي، سيكُونُ مكَانًا صاخِبًا أينِمَا حَلَلت.-قُمَامَة.
كَرَّرهَا بِنَبرَةٍ هَادِئة، وهُوَّ يَرمُقهُ مِنَ الأعَلَى، بهذَا الوَجهِ الضَّجِر.. ثمَّ أغمَضَ عَينَيهِ وإستَدَار.
-لَقَد جَعَلتنِي أقرَأ هذَا الشَّيء، وجَعَلتَ يَومِيَ سَيئًا.
أوه، يالهَا مِن عِبَارَةٍ مَغرُورَة، لَن ألُومَ جَان عَلى رَدِّ فِعلِهِ مَهمَا كَان.. لَن ألُومَهُ ولكِن..
-لَم يَسألكَ أحدٌ عَن رأيِك، أيُّهَا المُستَجِد.
قالَ جَان ولَملَمَ الأورَاقَ إلَيه، ثمَّ نَظَرَ فِي عَينَيهِ بِغَضبٍ وتَابَع : هَل قُمتَ بالعمَل؟ أم أنَّكَ تَخافُ منَ القُمَامَة؟
أشعُرُ بطَاقَةٍ غَريبَةٍ فِي الغُرفَة، لَم أشعُر بهَا مِن قَبل.. كَانَا يتَبَادَلانِ نَظرَاتٍ مَشحُونَةٍ كُلٌ بطَريقَتِهِ الخَاصَّة، حتَّى أجَابَ إيرِين : صَحِيح، أنَا أخَافُ منَ القُمَامَة، لهذَا أرَى أنَّ علَيَّ تَنظِيفَهَا.
أشَارَ إلَى الأورَاقِ الَّتِي يَحملُهَا جَان بيَدِهِ وقَالَ مُتبعًا : عِندَمَا تتَراكَمُ هذِهُ القُمَامَةُ يُصبِحُ المَكَانُ قَذرًا، إنَّهُ تَعريفٌ مُنَاسِبٌ لوَضعِ القِسم.
-آه حَقًا؟ ومَالَّذِي ستَقُومُ بهِ حِيالَ ذلِك؟ تُنظِّفُ مُجدَّدًا؟
ردَّ علَيهِ سَاخِرًا وهَزَّ برأسِهِ يُطَالِعُ الأورَاقَ بسَطحِيَّة، وفِي الوَاقِع فقَد ظَنَّ جَمِيعُنَا أنَّهَا مُجرَّدُ سُخريَّة، لكِنَّ إيرِين كَانَ جَادًا عِندَمَا أجَابَه : لقَد فعَلت.
أنت تقرأ
لَيسَ بِطَريقَةٍ وَقِحَة!
Fanfiction-هَل تَبقَّت لَدَيكَ أيُّ سَجَائِر؟ -لاَ. -إذًا قَبِّلنِي.