part 12

306 8 0
                                    

حالما اقلعت طائرتي إلي السعودية وصلت طائرته إلي مصر ولم تكن معلومه كتلك ستصل إلي قبل بضع ساعات كانت جدتي دائما تقول " قيراط حز ولا فدان شطاره " والحقيقه انني افتقر إلي كلايهما كدت اجن حينما وصلت وام اجد اي منهما فملابس الفتيات ملاقاع بلا ترتيب ولعبهن تملئ المكان حتي الثلاجة مليئة بالغصائر الطازجة وبقايا الطعام فبأدئ الامر توقعتهم ذهبو للتنزه فانتظرت عودتهم التي طالت كثيرا فبدأ قلبي ينشغل وتذهب بعقلي كل الظنون حتي لفت الضوء انتباه الجيران ولكونهم علي علم بسفرته ووفاتي المزعمه فدققن لمعرفة من بالداخل وما ان رأوني حتي خيم الصمت والدهشه عليهم وكأن علي رؤسهم الطير كانت السيده هي اسرع من استفاقت فشهقت قائله : انتي حيه مانك ميته خبرو ابو البنات ان العمر اله ونزل بالبنات علي مصر
كانت كلماتها صادمه حتي انني لم اعي قولها فطلبت منها ان تعيد اخباري
الجارة : الحمد لله انك منيحه ما بعرف لشو الست ام تميم كذبت وخبرته انه عطاه عمرك كان متل المجنون لما وصله الخبر والله
فادركت حيلة والدته لاعادة ابنتاي إلي حضني ولكن ما انتبهت إليه حقا مدي النحس اللاصق بي فشكرت جارتي واخبرتها انني لا علم لدي بما حدث وانني سأعود إلي مصر في اول طائرة للحاق بهم ومن ثم هنئتني بسلامتي وذهبت وعاودت بعد قلبل لاعطائي بعد الطعام والحلوي فشكرتها وانصرفت
****
كان الامس يوما ثقيلا علي وعلي الجميع ولكن ما يؤلمني حقا ما تسببت به لعمي فبكشف امر ابنته علي الجميع ارتفع ضغطه الذي لم يكن انخفض تماما فكادت تصيبه احد الجلطات لولا التدخل الطبي السريع وصمت عن الكلام تماما من ذلك الحين
صدمت حقا ان تفعل ابنة عمي هذا بي ولولا فطنة مازن ما كنا علمنا بذلك الامر حاولت اتذكر اي جرح قد اكون تسببت لها به كي تكرهني إلي هذا الحد لا اعلم اي امر فعلته بها ورغم ذلك لست سعيده بكل تلك الكدمات التي سببها لها مازن فتلك الكدمات كصك جديد لزيادة العدوة بيننا عداوة لا اعلم سببها حتي ورغم فعلتها الا ان الام الرؤف زوجة عمي التي كانت تأكل مريم اذا ارتكبت اقل الاخطاء كانت ونعم السند لجهاد
فلاااااااااش باك
كريمه : وايه ياعني كانت عملت ايه بترجع حق ابوها اللي الست حسناء هانم عامله لعبه عشان تلطشه كله لوحدها وبعدين القلب وما يريد مش معني انه حسناء مانفعتش معاه اني امنع بنتي تحبه وهو يحبها وطالما عاوزة وعاوزها عاوزين ايه
كانت كلمات زوجه عمي ملجمة لألسنة الجميع فلم يتوقع احد منا ان تقف إلي جوار ابنتها في الخطاء نعلم انها لا تقبل الهفوه ولكن ليس الي هذا الحد
اما مازن واخوته فبعد ان سحب هااف جهاد وضربها اتجه ثلاثتهم إلي منزلي السابق ليقلنو ذلك الكائن درسا لن ينساه ابدا واجبروه علي مسح جميع الفيديوهات حتي انهم قامو بتصويره حتي لا يجرؤ علي التقرب مني مرة اخري
******
عند تميم دخل إلي منزله مسرعا صارخا باسم امه
تميم: ماما هو ايه اللي حصل وهي ادفنت ولا لسه انا ينفع اشوفها هي لسه فالعده
الام وهي تبتسم في انتصار : مكنش في طريقه ارجعك بيها غير دي لما انت بتحبها ومدهول فيها كده خطفت عيالها وسبتها ليه
تميم في صدمه : قصدك ايه
الام : قصدي انه اروي لحقتها يومها ومامتتش وهي تحن الملاحظه فالمستشفي
تميم بغضب : و دي عامله تعمليها فيه انتي عارفه كانت حالتي ايه من لما قولتيلي طب انتي عارفه انا عملت ايه عشان اجي بالسرعه دي
الام : متخيله بس عشان تفوق لنفسك وتلحق حياتك قبل ما كل حاجه تضيع منك
تميم : ماهي ضايعه ضايعه انا شوفتها بنفسي مع ادهم قبل ما اسافر عايشين حياتهم وبيتقابلو ولا كانهم جوز كناريا
الام : ظلم كالعاده ولو كنت قريب منهم كنت هتعرف انها هزقته لما اتفاجئت بيه موجود
تميم : انا تعبان يا امي
الام : وراحتك مش في عمايلك دي راحتك في بيتك لما تلم شملك علي مراتك تاني
******
اخفي الجميع ما حدث عن مريم عمدا فاولي جلساتها للكيماوي هذا الصباح وهي تحتاج إلي هدوء نفسي فالحاله النفسيه تسبب فرقا ملحوظه فالعلاج
كانت في حالة رعب شديد من الجلسه وما يؤرقها اكثر هو علمها بانها ستخسر شعرها ورموش عينايها عما قريب فكان ذلك يؤلمها بشكل لا يوصف 
وصلت المشفي هي واياد
الطبيب : حمد الله علي السلامه لاء مش عاوزين الخوف ده هي رحله صعبه شويه بس هتمر لازم تمر بقوة مش بضعف
مريم : هو في امل اتعالج ولاء احتفظ بشويه الصحه اللي عندي واعيش الايام اللي فاضله بدون ادويه وتعب
الدكتور : الامل في ربنا كبير والطب في الموضوع ده بالذات اتطور جدا وحالات كتير كان ميئوس منها بقيت حالتها احسن بكتير مع العلاج
اياد : ان شاء الله ياقلبي هتخفي وتبقي في اخسن حال ربنا يقومك لبنا بالف سلامه
الدكتور : اتفضلو مع النرس وهي مجهزة كل حاجه
وتذهب بهم الممرضه إلي غرفة اخري مجهزه لجرعات الكيماوي
مريم : هو انتو لافين المحلول كده ليه بالسليوفان
الممرضه : بيتفاعل مع الضوء اديني ايدك عشان اركب الكانيولا
مريم انا بخاف
اياد وهو يضمها : تعالي في حصني واستخبي فيه وهي بتركبهالك
قامت الممرضه ببدأ الجلسه وبدأت القطرات الحارقه تنزل إلي وريد مريم كم هي مؤلمه فهي كمياه نار تدفق  بأنتظام إلي الوريد ورغم كل المسكنات الموضوعه بالمحلول الا ان المه فوق الاحتمال حتي انها كانت تعض علي ايديها من الم وكلما زاد المها ازدادت ضمة اياد لها حتي كاد يكسر ضلوعها
اياد : عضيني انا ايدك مش هاتتحمل انا هتحمل واتماسكي انتي طول عمرك السوبر هيرو بتاعتنا وهتفضلي كده
مريم ببكاء : بيوجع اوي مش قادرة
اياد : ياريت الوجع ده كان من نصيبي انا ولا اشوف دموعك بالمنظر ده
مريم  : بعد الشر عليك من الوجع ده انتي وجعك يحرق روحي مش عروقي بس
اياد : ربنا يقومك لينا بالسلامه ويهون عليكي انا عارف انك قدها ربنا بيدي الحمل للي يقدر يشيل
مريم : الحمد لله
اياد : عاوزة اقولك  حاجه انا بحبك اوي بحب نظرتك ليا لما تبقي مبسوطه ونظرتك الشرسه وانتي متعصبه بحب صوتك الناعم هو بيصحيني الصبح وبحبه وهو متعصب لما بعمل عكس اللي انتي عاوزة انا بعشقك مش بحبك بس انا عامل زي العيل اللي خايف امه تسيبه وتمشي عياكي ده كسرني وانا مابيقونيش الا وجودك فعشان خاطري خفي وقومي قاومي المرض كل ما تستسلمي افتكريني انا وفَّي ونغم
كان الوهن يتملك كنها شيئا فشئ فهذا المحلول مؤلم إلي اقصي حد وما ان انتهي حتي استسلمت للنوم
قلق اياد من شحوبها المفاجئ ومن هذا الوهن والضعف الظاهريين عليها رغم انها اولي جلساتها لتطمئنه الممرضه انها بخير وان هذا هو المعتاد بعد جلسات العلاج الكيماوي ضمها اياد مره اخري وعدل من وضعية نومها وخرج إلي الخارج يغالب دمعة تفر من عينيه وتؤلم قلبه
****
حينما استيقظت علمت ان الحرب بدأت وانتهت في نومي فاخبرتني حسناء بما حدث  حينما طلبت منها ان نتناول الغذاء سويا ولكن وجدتني اتوه في عينيها الصافيه في اثناء حديثها حاي ضاع صوتها فالارجاء ووجدتني اشرد في تلك العيون الساحره فلم اكن اعلم ان هناك زرقة عينين كتلك في مصر من قبل فهي بلون البحر لا بل بلون السماء انها تتأرجع بين هذا وذاك ولكنها رائعه
حسناء : ادهم ادهم هاااي انت هنا
تميم : هاه معلش باين سرحت
حسناء : ده انت روحت لبعيد اوي
ادهم : اه افتكرت حاجه كده
حسناء : هو انت عايش لوحدك
تميم : ماما وبابا متوفيين وليا اخت واحده مسافرة برة
حسناء : الله يرحمهم يارب
ادهم : هو انتي ليه اطلقتي من علاء هو واضح قد ايه انه حق**ير بس السبب الاساسي فالطلاق كان اي  واصلا اتجوزتو ازاي
حسناء : اتجوزنا كنا زمايل فالجامعه ومتجوزين عن قصه حب اسطوريه اطلقنا ليه بسبب قذار**ته بس مش حبه احكي فالموضوع نفسه بس هو اسوء من ما تتخيل بكتير
ادهم : تمام زي ما تحبي
وساد الصمت قليلا  وكان كل منهما يتأمل الاخر بلا حوار يمضغن الطعام طويلا ويتخلل ذلك تنهيده طويله من كلايهما حتي عادت حسناء بالحوار حينما شعرت بالخجل وبدات وجنتيها فالحمرار
حسناء : هو انت بتشتغل ايه متجوز خاطب
ادهم : انا مدرس انجليزي ثانوي مش متجوز مش خاطب وخطبت مرة من فترة بس الموضوع انتهي
حسناء : مش باين عليك سينجل خالص
ادهم : لاء سنجل والعلاقة الوحيده اللي في حياتي معقدة حب من طرف واحد
انتاب حسناء الضيق من كلمته ولكن نفضت عن رأسها ذلك فهو جار غريب لم تراها الا من اسبوع واحد ومؤكد ان له حياه خاصه يعيشها ولكن فضولها جعلها تسال : وليه مقولتلهاش يمكن تكون بتحبك
ادهم : قولتلها ورفضتني بس هفضل احاول لحد ما تشوفني
حسناء وقد تفير وجهها : ربنا يجعلها من نصيبك احنا خلصنا اكل مش هنقوم بقي
ادهم شعر انه تسرع في اخبارها بتلك الاشياء : معلش دوشتك
حسناء : خالص بس انا مصدعه ومنمتش كويس
ليأتي شاب فجاءة ويلقي السلام عليهما ومن ثم يوجهه كلماته لحسناء فيبدو انهم علي معرفة مسبقه

بلا ذنبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن