" شَهرزاد مَدينتي "

201 22 16
                                    

تَباريح السَدم لا تقطن بِموكب السفر تَرَقب مُسافريها بألحان الحب.
ليغدق كل مُنهم بكأس المشاعر تجاه أنُاساً التقيتهم تواً او صدفتاً على قارعة الطريق .

الحُب .. يطرق ابواب الفؤاد فجاءه ليكسوه الماً او هياماً مُبتهج .

كما حصل معي" شهرزاد مدينتي ليست كالباقين " .

أغتبطت الحُب طوال مُهٌجَتي ، بل وَصل الامر حده بَقطع اوصال علاقاتي بِمن يكرس حياته للتحليق عالياً مع فتاه ما
قائلاً ( الحياة تسير على هذا النهج ، تعجب بفتاه لتتزوجها وينتهي الامر بكما بمنزل مع اطفال ؟ )

الامر لا يسير بِرمته على هذا النحو ، بِطريقه ما تعلمت او اكتشفت مُؤخرا ( احلامي و طموحاتي )
التي تتمثل بالنجاح والثراء وملىء رأسي بكأس المعرفه
كان غيري يكرس حياته والمال من اجل فتاه في سِريرته .

كان علي أحترام تَفكير هذه الفئه من الناس حتى وان كانت ضاهرياً ، فمن يرغب بالدخول بصراعات ونقاشات عقيمه لا نهاية لها ؟ .

لا لَغه تَجمعنا على الرغم من ان الارض تحتوي على اكثر من سبعة ألاف ومئة لغه .

لكن لا احداها استطاع صياغه حَبل وصال مابيني وبين افكارهم تلك .

ومُجدداً ( شهرزاد مدينتي لم تكن كالباقين )
كان الصباح المُعتاد بِتهاليل القُرص الدوار المُشمس على اراضي لَندن .

لم تَكتفي بشوارع قاطينها لتنشر الحان اشعتها الشقراء ، طمعها ازداد خِفيه تقتحم نَافذه الشَقة ، لِتصبح مُنبهاً يومياً ، شتاءٍ صيفاً ، وفي خريفها و ربيعها .. كانت من تداعب أديمِ صباحاً تاركاً مِن احب ( السرير من يسرقني طوال الوقت ويلهيني عن الدراسه حتى ) .

من كان يدري ان شهرزاد مدينتي ستسبب يوماً لي ارقاً بل ان استيقظ قبل بِهجتي المُشرقة صباحاً ؟

( شَمس لندن تُنافس شَهرزاد بِاشراقها صباحاً ! )

     ********************

شُهورِ قَضت ومَضت كَسراب بَريق بِئرِ ماءٍ مُلتحي في مُنتصف صَحراءٍ لِمغيبِ شمسٍ .

تَرتدي ثَوب الأرتحال ، بِحقائِبِ مَلئتها الذِكريات ، عباءه الذكريات هي كُل ما سَترت فؤاديها و عقلها مِن الانهيار .

لم تَكنُ سنتين ، ولا ثلاث اعوام .
بل انفاس هذا الريف اُكسجنيها ، شَمسه جَنتها ، مياهها نجاتها .

خروجها مٍن مَسقط رأسها فجاءه الى عالم المُدن بَعدما تمت اغلاق جميع طُرق المؤدية الى الريف ! و الامور القانونيه لِمن لا يترك المكان اما بالسجن او الغَرامة ! والتي بالتأكيد لاهي ولا والدها او جديها قادرين على جمع تكاليفها ! .

قرار مُفاجئ كهذا كان كالساعقة لِمعظم سُكانها وذلك بسبب
كِثره الوفيات خلال فَصلي الشتاء و الخريف .

وبعض الاشاعات ان المَصنع المهجور على قارعه الريف والمدينه مليئه بِاشباح الاموات ! والذين توافدو لانهاء حياتهم بأقل طريقه ممكنه لا الم فيها في هذا المصنع!؟ .

ولكن مازالت تَضن في سَريرتها انه لسبب ضعيفاً لطِردهم و لا قيمة له ولا يَمِت بِالمنطق بِصلة ! .

إنتهت مِن وَضَب حقائبها قَبل دقائق مِن إنتداح صَهيل الحِصان لِتنبس بِامتعاض ( لم اجهز بعد ! )

كانت على استعداد لِلعودة الى حُجرتها بِبساطه والتي تزينت بِسرير خشبي مع طاوله مُستديره نَصفت الحُجره ! .

( تاتيانا ما أفرط الوقت بِحقك البارحه ؟ لتِجهزي كل شيء الان ! )

المَعنيه بذِالك الحديث اكتفت بتقليب زُمرديتيها ناطقة
( أ فُضل توديع الاشجار و النَهر على القيام بِعمل مُمل كهذا جدتي ! )

( إلحقي بي بِسرعة ! ان لَم تَنتهي ستقضين الرحله كلاعبي المارثون خلف العربة عزيزتي ! )
ألقت المُسنه كلماتها لِتترك شَقراء الشَعر خَلفها ، هي تدرك طباع حفيدتها ، وان اظهرت الصلابه سينتهي بها الحال داخل العربه بالبكاء مُتذمرتاً حتى من رائحه الحضيره ! لكنها ستُبدي اشتياقها لكل هذا حتى بعد مُغادرتها مَثوى طفولتها وحتى شبابها الغير مُكتمل هنا بل قطعت بِالمنتصف ! .
لذا لا بأس بتوديعه صغيره ما قبل الرحيل .
نظره ما بَعدها دَمعه لكل زوايه مِن اركان المَنزل كَمن يكتب رسالة الوداع بِحبر الدموع .

لم يَدم الامر طويلاً حتى تواجد الجميع داخل العربة ، بعد حين تأكدها مِن عدم وضوح احمرار مُقلتيها ، فلا طاقة لها لِتفسير سبب بكاءها ! .

سَتُفضل ان تحتفظ به سراً " انها انفجرت باكيه لِحجرة باليه لا تساوي قرشاً ، لكن سِعر الذكريات اغلى و اثمن مِن حجرة مليئه بالاثاث الباهض و الجدران المنقوشه بالذهب "

********************

"شَهرزاد "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن