طرقات هادئه على الباب جعلته يلتفت نحو الباب وهو جالس على ذاك المقعد في زاويه الغرفه، تعجب ونظر نحو زوجته التي كانت تنظر له بنفس نظرات التعجب ليقف وهو يرتب تيشرته ويتحرك نحو الباب، يفتحه ليرفع حاجبيه بتعجب
شاهين بهدوء متعجب:
خيراً يا إسماعيل، أتريد شيئاًإسماعيل يبلل شفتيه وبتردد وخجل:
أحم ك كيف حالك وحال أمل والصغارشاهين يبتسم بجانبيه ساخراً:
حمداً لله على سلامتك يا سمعه متى عدت من السفر، ام نحن من كنا مهاجرين وليس لدي علمإسماعيل يعض شفتيه بضيق:
يكفي يا شاهين أعلم أننا قصرنا معك ولم نقف بجانبك ولكن والله إبراهيم ه_شاهين مقاطعاً بحده وغضب وهو يشير بيده ويحركها في الهواء:
وهل إبراهيم منعكم من طرق باب الغرفه التي بنفس المنزل هل أمسك أيديكم وكبلها، يكفي تعليق شماعتكم على إبراهيم في كل مره تخذلوني بها، اللعنه على هكذا إخوه إن كانت كلها مثلكميغلق الباب في وجهه بقوه ليغمض إسماعيل عينيه بألم لتهبط دمعه من عينه يمسحها سريعاً وهو يسمع الباب يفتح من جديد ليجد أمل أمامه تنظر له بعتب وحزن لتتنحي جانباً وهي تفتح الباب سامحه له بالدخول، يعض شفتيه مانعاً نفسه من البكاء ليتنفس من أنفه ويدلف وهو مطأطأ رأسه، أول ما جاء بباله هو أن الصغار سيركضون عليه يحتضنونه من شوقهم له ولكنه لم يجد سوي جسدان متمددان على الفراش كالموتي، فتح فمه بصدمه لينظر نحو شاهين ثم أمل ويعود للنظر للصغار ليركض نحوهم سريعاً ويتلمسهم لينظر لأمل بأعين متسعه
إسماعيل بصدمه وخوف:
جسدهم كالجمر، ماذا يحدثأمل بصوت مختنق:
لا نعلم، لا أحد يعلم ما بهم، فقط حرارتهم تأبى أن تنخفض كما تريإسماعيل بحيره وأعين زائغه بينهم:
منذ متى ولما لم تأخذوهم للطبيبشاهين بحده وهو جالس على المقعد:
وهل ننتظر سيادتك لتتفضل علينا بإقتراحك مثلاًأمل تتنفس بعمق وبهدوء:
منذ أسبوع وهم على هذا الحال ويومياً نأخذهم للمشفي كلما أشتدت عليهم الحراره ولكن لا فائده، لا يوجد أحد من الأطباء يعلم علتهمإسماعيل يبتلع وينظر نحو الصغار وبهمس:
منذ مشكله إبنة إبراهيمتعض أمل شفتيها وتصمت لتتحرك وهي تجلب وعاء به ماء وقطعه من القماش لتقترب من الفراش من الجهه الأخرى وتتابع وضع الكمادات لهم بينما إسماعيل يمسك بأيديهم ويقبلها من حين للآخر
إسماعيل بهمس:
أحبتي، هييه هدو إستيقظ أتيت لألعب معك، كظومي هيا يا رجل أتيت لك وتركت تلك الصغيره القذره ها، إستيقظا أتى لكم مائيييلتنهد شاهين وهو ينظر أمامه بشرود، ها هم منذ أسبوع وهم بين يوم والآخر يأخذون التوأم للمشفى بسبب أرتفاع حرارتهم بشده ليظلوا في المشفى من الواحده للخامسه ليلاً وهم يحاولون إخفاض حرارتهم بالمحاليل وغيرها من الطرق المتبعه لخفض الحراره لتبدأ بالإنخفاض فيسمحوا لهم بالمغادره لتعاود الإرتفاع من جديد وهكذا بين يوم والثاني ولم يشعر بهم أحد من سكان المنزل أبداً، لا يعلم أحد ما علتهم وكل الأطباء أجمعوا أنه شئ نفسي على الأغلب فهم جسدياً لا يشتكون من شئ، تنهد ونظر نحو إسماعيل الذي يحاول مداعبه كاظم الذي فتح عينيه بصعوبه وأرتسمت إبتسامه خافته على شفتيه حين رؤيته لعمه نعم فهم يحبونه بل يعشقونه فهو يعتبر الوحيد من إخوانه الذي يقضي معهم معظم الوقت يلعب معهم، وقف بهدوء وهو يرى كاظم يرفع يديه بتعب لإسماعيل كي يحمله بينما إسماعيل قد دخل في نوبه بكاء لرؤيته لهم بهذا الحال، أقترب منه وطبطب على ذراعه ليقف إسماعيل سريعاً ويحتضنه وهو يجهش بالبكاء