الفصل الخامس و الاربعون استعارة جسد

64 6 0
                                    

دانيال

" أشعر بالعار ، لا استطيع تقبل فكرة ان يقوم ذلك الشاب باخباري بما علي فعله ، اعطاء الأوامر كانت وظيفتي بهذا المكان ، انظر له كيف يتحدث ، يبدو واثقا من نفسه " 

همس أحد زعماء الجيش و قد كان يعتقد انه يهمس لصديقه لكني كنت اقف بينهما استمع لذلك الحديث الشيق الذي كان يدور بينهما 

" يقول ان أطفال الأكاديمية لن يكونوا بالصفوف الأمامية ذلك الجاهل يريد جعل قدماء الجيش بالمقدمة انه يفتقر للحنكة مجرد رجل قانون لا علاقة له بنا "

أجابه الآخر ، كانوا جميعا يستمعون الى هاري الذي كان يشرح الخطة لهم ذلك الشقي قد تعمد جعل جميع الجنود يقفون في طوابير بينما هو كان على المسرح لتتجه جميع الأنظار له ، لقد بدا وسيما حتى و بعد ان ارتدى البدلة العسكرية و التي قام مارك بتصميمها 

انتهى ذلك الاجتماع بعد سويعات و قد اتجه القادة الى غرفهم حينها اتجهت الى هاري و الذي كان في طريقه الى احد المكاتب بالأكاديمية ،فنحن لا نستطيع التحدث أمام أحد بسبب اني كنت مجرد خيال يظهر له و لا احد سيصدق وجودي 

" كانوا يتحدثون بسوء عنك "  قلت 

" اذا ؟ ماذا عساي أفعل "

" ربما التخلص منهم "

" لن أفعل ذلك "

" لما لا تدع أمور الجيش لي لدي خبرة كما تعلم "

" ذلك ليس مهما الآن ، لن اهتم ان كانوا يقبلون بي ام لا "

" لكن قد يخونونك لاحقا ، قد يتحالفون مع العدو ، القاعدة الأولى بالنسبة لي و هي ان لا أثق بأحد"

" سأكون فتى جيد و لن اقتل أحدا من أتباعي سأثق بهم هذه المرة "

" لا تنسى اني قد حذرتك ،  أنت لا تفقه شيئا عن الحياة العسكرية و كيفية قيادة جيش و لحسن حظك انني موجود لهذا سأستعير جسدك لبعض الوقت "

" ماذا تعني باستعارة جسدي ؟ "

" سأريك ما أعنيه ، لنذهب الى معسكر التدريب " 

كانت الساعة منتصف الليل تقريبا حين قدته الى المعسكر بعد ان نام الجميع تقريبا ما عدى بعض القادة العسكريين و الذين كانوا يراقبوننا ، او لنقل انهم يراقبون هاري في الخفاء ، يراهنون على فشله ، أولائك الحمقى يحكمون على المرء دون معرفة جوهره لهذا كنت أفكر في أن أثبت لهم العكس 

" لما نحن هنا ؟ لا أريد التحدث لشبح الآن ، سأبدو مجنونا ان لمحني أحدهم "همس هاري و الذي اخرج علبة السجائر من جيبه 

" أريد منك أن تصيب الهدف عند الحائط المقابل باستعمال القوس و السهم "

" لما قد أفعل ذلك الآن ؟ "

" لتثبت لهم انك قادر على اصابة هدفك ، هذا اختبار بسيط "

" لن استطيع اثبات جدارتي بمجرد قوس و سهم ، ثم اني لا اسعى لاثبات شيئ أثق بنفسي و لا حاجة لي بالتدرب "

" فقد افعل ذلك سريعا و الا لن اساعدك في المعركة "

" لا أحتاجك "

" هل أنت واثق ؟ " همست و بعد ان اقتربت منه ثم وضعت القوس بيده  حينها و دون ان يقول شيئا اخذ السهم ثم بدأ يستعد لاطلاقه ، كان الهدف بعيدا و قد كنت متأكدا انه سيفشل ، و بالفعل و بعد محاولتين لم يستطع خلالهما اصابة تلك النقطة السوداء عند الحائط و الذي كان يبعد عشرات الأمتار ، كان أولائك القادة يشاهدونه في الخفاء و قد كنت اعلم انهم الآن يسخرون منه حينها لم أتردد في استعارة جسده دون أخذ اذنه و قد كانت المرة الاولى التي أشعر بها بالحياة فعليا ، أمسكت بالقوس مجددا ثم صوبت السهم ناحية أحدى الغرف بالطابق العلوي أين كانوا يختبؤون ليخترق السهم بلور النافذة

" أيها الحمقى ، اعتبروا ذلك تحذيرا مني " صرخت و قد كنت أشعر بالقوة أخيرا بعد تلك السنوات قد عدت الى حياة بفضل جسده و هذا ما أنوي فعله خلال الحرب لمساعدته 

في طريقي الى المكتب مجددا اعترضني مارك 

" أنت من قام بكسر زجاج احد النوافذ بالطابق العلوي ؟ لقد أصبت احد القادة " 

" أوه حقا ؟ و هل مات؟ " قلت على لسان هاري و الذي كان غائبا عن الوعي تاركا جسده تحت تحكمي و امرتي

" لا ، لم يمت ... ذلك السهم كان دقيقا للغاية لقد تعمدت ان لا تقتله فقد قام السهم بخدس وجهه فقط "

" لن أتردد في جعل سهمي يخترق صدره المرة القادمة "

" بصراحة لم اتوقع انك تجيد فعل ذلك ، مجددا أتفاجأ ، و كأنك شخص آخر حقا "

" أتستهين بي يا فتى؟ "

***

ذلك الصوت و تلك النظرة ، تلك الابتسامة المخيفة لوهلة ظننته قد اسرف في الشرب لكني اعرف هاري جيدا هو لن يفعل ذلك ، كما و انه قد تحول لشخص آخر لا أعرفه ، لطالما كانت ضحكة هاري هادئة لكن هذه المرة كانت ضحكته صاخبة ، كما انه قد صرخ بصوت مرتفع لأول مرة لطالما كان شخصا متحفظا و هادئا لكن و رغم ذلك زاد اعجابي به خاصة انه قد قام باثبات جدارته بالقيادة من خلال سهم فقط ذلك الرجل غريب الأطوار حقا

December Rain فتاة الغابWhere stories live. Discover now