الفصل 73 فصل جديد من المعانات

48 8 1
                                    

" كانت تلك رسالة من احد الجواسيس ، قال ان احدى الدول  الكبرى تخطط لشن حرب عينا ، بصراحة من المنطقي انهم سيحاولون الاستيلاء على دولتنا لأسباب عديدة ، لن يكون من المفاجأ ان لديك خطة بالفعل هذه المرة ايضا ، فكرة وضع جواسيس بدول كبرى، انها لفكرة عبقرية و مجنونة خاصة ان جواسيسك جميعهم قد نجحوا في جمع معلومات غاية في السرية " قلت لكنه كان شارد النظر الى الارض و كأنه لم يهتم لما كنت اقوله حينها توقفت عن الحديث فجأة 

" هذا ليس الوقت المناسب " قال " لا استطيع فعل شيئ الآن "

" أخبرك عن حرب قد تقام في أي وقت ، عليك ان تفكر ، لا تنسى ان جميع هؤلاء الناس يثقون بك أنت هنا فقط لتفكر في حل ، ارى انه يجب ان نبدأ بالتجهيز تحسبا لأي تحركات من اعدائنا "

" فكري انت و مارك و سالي هذه المرة " 

" ماذا حدث ؟ هل تخاف المواجهة؟ هذا غريب لم اعهدك جبانا هاري "

" أنا لا اخشى المواجهة ، كل ما في الامر اني لا استطيع التفكير ، عقلي مشوش بأشياء عديدة لا اجد تفسيرا لها "

" كان يجب ان تحسب حساب ذلك الشعور الذي قد ينتابك ، قلت انك الرجل الحديدي الذي لا يمكن للمشاعر هزيمته "

" هذا يكفي ساره ، اتعتقدين اني لا اشعر بالقلق على الجميع ؟ "

" اذا لما لا تبدي اي اهتمام ، لقد اخبرتك ان حاكم دولة كبرى يخطط لاستعمارنا و كل ما تفعله الان الجلوس و تدخين تلك السجائر ، توقف عن فعل ذلك أنت تستفزني فقط "

" ألا ترين ؟ أني أتعذب هنا و لا احد يهتم في نهاية المطاف علي ان اعترف اني بشري ايضا و لست روبوتا ، لم افكر يوما بهذا الجسد ، لقد صرت انام لسويعات قليلة كل اسبوع و لا اتناول سوى وجبة واحدة كل يومان ، انا اموت هنا و لا احد يهتم ، اللعنة على ذلك الحلم ، كيف لي ان افكر؟ اشعر ان عقلي قد تجمد بالفعل و لم يعد قادرا على ايجاد حل لقد صرت عاجزا بسبب هذا الجسد الذي يعيقني على تحقيق حلمي اللعين "

" لم اعهدك متذمرا هاري  "

كانت آثار التعب بادية على وجهه و حسده النحيل لكنه لا يزال يدخن تلك السجائر التي ادمنها أثر من قبل ، لقد صار اشبه برجل ضعيف ينتظر موته و يرفض ان يتلقى العلاج لكن اعترف اني كلامه هذه المرة بدا غريبا فهاري الذي اعرفه من المستحيل ان يتذمر او ان يستسلم ببساطة ربما بتلك اللحظة قد علمت انه يعاني ، ليس فقط من الأرق او سوء التغذية ، بل كان مرضه نفسي بالأساس ، ذلك الرجل الذي قد عاش الألم كان يجب ان يخلف ذلك آثارا على نفسيته ، لو لم التقيه من قبل لظننت ان قصة لقصته من المستحيل ان يعيشها شخص حقيق و انها ليست الا قصة من وحي الخيال ، كيف لرجل ان يحمل هم دولة بأكملها ، كيف لعقل ان يعمل بطريقة مجنونة و مستنفذة للطاقة ، لم تتم تسميته بالعبقري من فراغ لكنه هذه المرة بدا و كأنه بالكاد يستطيع ايجاد كلام لقوله اتفهم عجزه عن التفكير في حل حينها علمت انه يجب ان اكون سنده ، و أن اساعده و انه قد حان  دوري لأفعل شيئا 

" لما لا تعود المنزل و تنام فقط " قلت لكنه ابتسم ثم اجاب

" ظننت انك لن تهتمي لأمري بعد ما حدث ذلك اليوم ... لقد جعلتك تبكين ، ظننت ان والدك و صديقك قد توفيا ، اعتذر فذلك كان فعل الشيطان الذي كان بداخلي "

" لكنك لم تقتل ايا منهما ، اتفهم قلقك بشأن ما كنت اؤمن به ، ربما انا شخص مسالم الى ابعد حل ، لكني ابذل جهدي كي لا يتأذى أحد و انا على وشك النجاح في ارساء العدالة بعد عمل شاق استطعت اخيرا ان أعين قضاة اثق بهم  لم يعد يوجد اي رجل قانون متورط في اي فساد جميعم الآن محل ثقة و بالتالي لن يظلم احد " قلت لأضع يدي على كتفه " سأتكفل بالأمر في غيابك ، لا تقلق ، ثق بي هذه المرة ايضا ، لأني اثق بك ايضا ، لقد وثقت بك لدرجة اني تفهمت جميع افعالك و لم اعاتبك يوما ، ربما لن نعيش تلك السعادة التي طمحنا لها ، ربما ما تقوله نسوة البلدة صحيح ، ربما نحن لن نتزوج لكن حتى و ان لم نفعل على الأقل نحن سبب في سعادة أحدهم كلانا كان رمزا للتضحية ، نحن نضحي بسعادتنا لأجل هذا الشعب ، الشعب الذي منه من كان سببا في قتل والداك و منه من كان سببا في جراحك ، قد لا اكون في مستوى حكمتك و ذكائك لكن أؤكد لك اني سأتبنى هدفك و سأعمل على تحقيقه ايضا انا اضحي بحلمي لأجل حلمك لقد علمتني الكثير حقا ، علمتني ان اضع مصلحة الآخرين قبل مصالحي الشخصية ، لذلك اعدك بأن اجد حلا ، عليك ان تعود المنزل الان و ترتاح يجب ان تستعيد عافيتك فجميعنا بحاجة لك " 

" بلى ... أثق بك ايضا ، لكن من الخطأ ان اتركك تحاربين بمفردك "

" لا تنسى اننا نفكر بنفس الطريقة ، لقد كتبنا نفس الرواية دون ان نعرف بعضنا البعض ثق اني سأجد خطة في مستوى خططك نحن متشابهان رغم اختلافاتنا " 

" لا استطيع الذهاب ، لا استطيع النوم حتى ، لا استطيع التوقف عن التفكير بتلك الهلاوس ، سأصاب بالجنون ساره ، ماذا ان حدثت مجزرة ، أنا لست الا شخص فاشل ، اخاف ان تموت روح بريئة بسببي ، ماذا ان تم غزو هذه الارض ، الارض الذي نشأت بها و والداي ، ماذا ان خانني اقرب اصدقائي ، اخاف ان اغمض عيناي و يقوم احدهم بغدري و طعني ، الكل يحاول قتلي "قال و قد كان يرتجف من شدة الذعر حينها قربته مني لأحتضنه ، كان مرهقا لدرجة انه لم يستطع رفع يده لذلك كانت فرصتي لأغرس تلك الحقنة بذراعه 

" أنا آسفة ... لكن يجب ان ترتاح و لو كان ذلك بالغصب ، و الى حين ان تستفيق مجددا سأكمل ما بدأته انت و أعدك اني سأفكر مثلك ، سأتجرد من مبادئي و اتبع طريقتك الى ان تعود هاري " 

December Rain فتاة الغابWhere stories live. Discover now