01| مُحَاوَلاتٌ فَاشِلَة -مُعَدَّل-

864 81 339
                                    

مُشاجرةٌ عنيفة حدثت بين شخصَين وإِنتهت بـ إراقةِ الدماء، غضبُ الآخر وصراخه وتحطيم ما في الأرجاء، وكل ذلك أمام شخص ثالث قد تَوقف به الزمن من صدمته، بكاءُ طفل رضيع بخوف قد انتشلهُ ممّا كان فيه، وبِعينين دامعتين، وبرعب قد داهم أوصالهُ وخلايا جَسده، ح...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مُشاجرةٌ عنيفة حدثت بين شخصَين وإِنتهت بـ إراقةِ الدماء، غضبُ الآخر وصراخه وتحطيم ما في الأرجاء، وكل ذلك أمام شخص ثالث قد تَوقف به الزمن من صدمته، بكاءُ طفل رضيع بخوف قد انتشلهُ ممّا كان فيه، وبِعينين دامعتين، وبرعب قد داهم أوصالهُ وخلايا جَسده، حمل ذلك الصغِير وخبأهُ في حضنه ليُكمل الأثنان بكائهُما عَزائًا لموت محبهِما.

تلاشى المشهد بَعدها ليُبنى آخرٌ غَيره، يدٌ تمتد بكل ثباتٍ نحو تلك الأداةِ الحادة، ليَعود مَشهد الدماءِ المُتناثرة مجددًا.

فتحَ عينيه بخمولٍ ليُبصر أجهِزة المشفى التي اعتادَ على رؤيتها دومًا، رأى المُمرضة تَجول في أنحاءِ الغُرفة تمسكُ هذا وتضعُ ذاك في حركةٍ أزعجت إدراكَه لما هي فِيه.

«ما الذي تَفعلينه؟» سألَ وهَمَّ بنهوضٍ مُباغت.

لم تَجِبه، خافت منهُ ومن أفعاله الغِيْر متَوقعة فتجاهلتهُ وأكملت ما تفعلهُ بصمتٍ يستفزُه.

تأفَّف ونظر للبابِ المغلق بِـ إحكامٍ، ثم أعادَ النظرَ إليها بِاستفهامٍ من الفَعل الذي أصدرتهُ

«لن تقتَربي مني!» قالَ بتهديدٍ وهو يَهِمُ بالقَفز عندما رآها مُقبِلةً ناحيته وفي يَدها حقنةٌ كبيرة.

«بل سأفعَل هذا هو عَملي» نطقت بشيءٍ من السخطِ والبغضِ لشخصِه، أسامةُ هذا ميؤُوس منهُ ومن حالتِه، لا تَدري لم المشفى يبقِيه إلى الآن، هو لا يُشفى مهما حاولوا معه، دائمًا ما يعيدُ نفسَ أخطائِه، نفسَ مُحاولاته، ونفسَ حُزنه وابتِآسَاته.

«لا لن تَفعلي، كيفَ سأصدقُ اِنكِ لم تمزُجي شيئًا مع تلكَ الأدوية مُنتهيةِ الصلاحِية؟»

«ولمَ أفعل؟»

«وما أدراني أنا؟»

عبسَ وأشاح بوجهه ليصطَدم بَصره بِخصلات أيمن السوداءِ المُتطايرة في الهواء، تَفاجأ وأبعدَ وَجهه مَرعوبًا، اِستعاذَ من الشيطانِ بهمسٍ مسموع متعمد، ثمَّ وجه نظرهُ مجددًا لذلك الذي جلس على رُكبتيه واستند بذقنه على سريره.

أُسامة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن