غَطَّى نفسهُ جيدًا حِين أحسَّ بِـ بابِ الغرفة يُفتح بهدوءٍ شَديد يكشِف عن حِرص داخِله بعدمِ إِيقاظ النائِم، اِفترَّ ثغرهُ عَن ابتسامةٍ لَعوبة عندَّ اِقتراب الممرضةِ لتفقدهِ وتفقدِ حالِه.
وارَى ضِحكتَه وهدئَ من نَفسِه المُنتفِضةِ حماسًا، لِيتحسسَ تلكَ الأنبوبة المُتصلةَ بيده ثمَّ بدأَ بِـ العدِ تنازليًا «عشرة، تسعة، ثمانية، سبعة، ستة، خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد...» وبينَ كُل رقم والآخر كانَ يأخذُ نَفسًا لِئلّا يُصدر صوتًا يَفضحهُ.
«صِفر!» صرخَ بحماسٍ وانتزَع بعنفٍ إبْرة المُغذي المُوصولةَ بِيده، ليسقط اللحافُ من على رأسِه وَجسده، ثمَّ دفعَ الممرضةَ المَسكينة بقدمه لتَقع أرضًا وينفجِر الثلاثةُ ضاحِكين، تنَاثرت بضع قطرات حمراء على شراشِف سريره لينظرَ لها بشيءٍ من السوداويةِ والغُموض.
قَفز بعدها بسرعةٍ قبل أن تتمكن الممرضة من النهوض وتَقيد حَركته، أخرجَ لها لسانهُ في حركة مستفزة، تبادَل بعدها النظراتِ مع الاثنان الواقفان بجانِب الباب ليَتوجه إليهَما في سعادةٍ بالغة، صفع كفيهما بِـ اِندفاعٍ شديدٍ في حين تحداهُم الآخر في أن من يخرج أولا من باب المشفى يَكون هو الفائز، وافقهُ الآخران وتسابقوا في مَمر المشفى الطويل بِمرح.
خطواتُ شخصٍ يركض ويقفزُ بِـ استمتَاع أفزعَت الطاقم الطبي وجعلت وجوههم تشحب برعبٍ مُبالغ فيه، اِلتفَت الطبيبُ إليه بهلعٍ وقد زاغَ بصرُه من أفعاله الجنونية، ليَصرخ بعدها بِأعلى صُوته
«أمسِكُوه، أَمسكوا أُسامةَ قبلَ أن يَهرب!»
وَسَتُعَادُ الكَرَّة،
يُتبـ؏...
أنت تقرأ
أُسامة.
Nouvelles❞ بِينَ أَلفٍ مَضمُومَةٍ وتَاءٍ مَربُوطَة يَمكُثُ أُسامةُ فِي عَالَمِه ❝ ⌧ التَصْنِيف: القِصَّةُ القَصِيْرَة. ← بَدَأَتْ: 𝟼/𝟷𝟷/𝟸𝟶𝟸𝟸 ← اِنْتَهَتِ: 𝟸𝟻/𝟷𝟷/𝟸𝟶𝟸𝟸 ← نُشِرَتْ: 𝟸𝟿/𝟷𝟷/𝟸𝟶𝟸𝟸 • مُكْتَمِلَة ✓ • قِيْدَ التَعدِيل -مُتوقِف-