08| سُكُون

255 54 185
                                    

أبعد غطاؤه عنه بتعب، صوتٌ في عقله يُخبره أن عليه الهرب من هُنا مجددًا، جلس ونظر إلى نافذةِ غُرفته، حلَّ الليل إذا، البدرُ يزين كبد السماء، نظرَ له أسامة بحزنٍ يشتت تفكِيره، هَبط من سريره وراح يقتربُ من نافذته، نظرَ إلى الأسفل، هل سَينجح في الهروب ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أبعد غطاؤه عنه بتعب، صوتٌ في عقله يُخبره أن عليه الهرب من هُنا مجددًا، جلس ونظر إلى نافذةِ غُرفته، حلَّ الليل إذا، البدرُ يزين كبد السماء، نظرَ له أسامة بحزنٍ يشتت تفكِيره، هَبط من سريره وراح يقتربُ من نافذته، نظرَ إلى الأسفل، هل سَينجح في الهروب ليلاً؟، ليجرب، لا يوجد شيءٌ يخسَرُه.

وقبل أن يُغادر من غرفَته، اِنعكس وجهه على أداةٍ فضيةٍ من أدوات المشفى، شعره طائر مثل أيمن!، هل جاء يا ترى وهو نائمٌ وعبث بشعره؟، فـ في العادةِ شعرهُ أملس ولا يرتفع، يشتاقُ إليهَما ولكن كيفَ السبيلُ للوصول لهُما؟.

توجه إلى الباب وأنزل مقبض الباب.

«مُقفل» قال في نفسه، أستخدم تلكَ الأداةَ التي لقيها، كسرها وأستخدم طرفها الحاد في فتحه.

فتحهُ بِخفه ثم راح يمشي في اسياب المشفى، هناك ضوء خفيفٌ ينيرها، المكان هادئ، هادئٌ وبشكلٍ موحش إلا من تلك الأجهزة التي تصدر بعض الأصوات، يكرهُ ذلك، لا يحبُ الصوت الصادر منها، توقف لوهلة عن السير، ثمَّ فكر، تلك الأجهزةُ هي من تبقي بعض المرضى على قيد الحياة أليس كذلك؟.

«هُناكَ فائدةٌ منها إذن» قال محدثًا نفسه، لأول مرةٍ يفقدُ مرحهُ، لا يُوجد شيء يسليه، لقد نام من كان يَفعل.

خرجَ من بوابةِ الخروج وكعادتِه تَوجه إلى المكان الذي دائمًا ما ينجحُ في تَسلقه والهروب منه، قفز وهبط أرضًا.

مشى بهدوء يتأملُ كل شيء بتعجب، لقد صفى نظرُه، الكثير من الأشياء مختلفةٌ هنا.

«متى كبرت تلك الشجرة؟» قال وهو يقترب منها، أصبحت أطول منه وأضخم بأضعاف،حك رأسهُ في ذهول، كل شي متغير حتى الرصيف فقد أعيد ترميمه والشوارع غدت أرتب وأنظف.

سار متفاجًأ من كل شي، البيوت والشوارع والأسواق، كل شي أصبح حديثًا!، كيف لم يلاحظ، هل كانت فكرةُ الهرب تُعمي بصره عن كل هذا؟.

وصل إلى الحديقة التي يحفظها عن ظهر قلب «على الأقل هذه ثابتةٌ لم تتغير»

أُسامة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن