12| الفَصلُ الأَخِير

459 52 610
                                    

«لمَ أنتَ لستَ سعِيدًا؟» اِنزحات الإبتسامةُ عن ثغرها ونظرَت لذلك الواقفُ والمتكئِ على الحائِط ينظرُ إلى نقطة ما في الفراغ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«لمَ أنتَ لستَ سعِيدًا؟» اِنزحات الإبتسامةُ عن ثغرها ونظرَت لذلك الواقفُ والمتكئِ على الحائِط ينظرُ إلى نقطة ما في الفراغ.

«بل أنا كذلِك» أجابها بنفسٍ هادئ ولا زال على حاله.

«على من تكذِب؟» أستمرَت في النظرِ إليه، تود لو تستطيعُ تفسيره وفهمه لا زال أحمد مُبهما بالنسبةُ لها.

أَغمض أحمد عينيه، تنهد بعمقٍ ثم سألها «أتصدقينَ نعتهُم له بالمجنون؟»

«لا» أخبرتهُ ببساطة.

«ولا أنا، أسامةُ عاقل» سكت لوهلة.

«وذكِي، بل هو شديدُ الذكاء» أكمل على نفس النَمط.

عقدت ساره حاجبيها بشيءٍ من الذهول، أجل هو ليس بمجنون ولكن وصفه بالذَكي أليس شيئًا مبالغٌ به؟.

لم ينتظر أن تستفسر بل أكمل حديثه «لم برأيك لم يستطع أحد أفشالَ خطط أسامة بالهروب؟»

«ربما، لأنهُم متساهلونَ معه كونه طفل؟» قالت وهي تفكرُ بالأمر.

«لا، بل لأن أسامة يقومُ باللعبِ بهم وتشتيتهُم عن نواياه»

أِنصدمت ساره وأتسعت عيناها «كيف؟»

«هل رأيتِ تسجيلات كاميرات المراقبة؟» سأل بالرغمِ من معرفته للإجابة.

«لا»

«لقد وزعت الكامراتُ جيدًا وخبأت منعًا لاصابةِ المرضى بالتوتر، حتى أنا أشكُ في اِستطاعتِي لملاحظةِ إحداهُن»

«إلا أن أسامةَ فعل، قُمت بمُراجعة عدةِ تسجيلاتِ، وفي كل واحد منهم كان أسامةُ يتعمدُ السير في الممرات الخطأ، وجعل الكاميراتُ تلتقطُ حركته، كان يوجههُ بؤبؤ عينيه لمركزِ الرؤيةُ ويبتسمُ بشقواةٍ عجيبة، أجزمُ أنه كان يضحكُ باستمتاعٍ في داخِله» أكملَ بإنبهارٍ شديد من قدرة أسامةَ التي فاقت توقعاته، هو يحفظ ممرات المشفى وكل شبرٍ فيه وهذا شيءٌ غير متوقعٍ البته.

أُسامة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن