04| طِفْلٌ آخَر -مُعَدَّل-

383 65 254
                                    

خرجت ساره ونسِيت إغلاق البابِ خلفها، تَنهد أسامة، شعورٌ غريبٌ يتغَلغل داخله، شعور مقيتٌ لا يَفهمه، نظرَ لأيمن ومُنذر الواقِفان خلفَ سريره

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

خرجت ساره ونسِيت إغلاق البابِ خلفها، تَنهد أسامة، شعورٌ غريبٌ يتغَلغل داخله، شعور مقيتٌ لا يَفهمه، نظرَ لأيمن ومُنذر الواقِفان خلفَ سريره.

«ساره تَتجاهلكُما» وجه إليهِما حَديثه.

لم يَنطق الأثنانُ بشيء، يعلمانِ جيدًا السبب بِيد أن أُسامة لا يُدرك ما حوله، يعِيش ويمكث في عالمه، اِستمر في الشرود والتحدِيق، لم يتحَمل ما يُخالجُه فنظَر لأيمن بنظرةٍ مطولة ليفهم الآخرُ قصده، خرجَ وراحَ يتفقدُ الممر وحينَ أحس أنه فارغٌ جرى الثلاثةُ إلى الخارج بِسرعة.

نفذوا خُطتهم الجديدة التي أخبرهُم بها أسامة وأبدى أيمن أفكارهُ فيها، تلكَ الخطة التي من المُستحيل أن تفشل، يستهدفُون نقطة منزوية بعيدة عن الحراسِ وكاميرات المراقبة، صعد أسامة السور وتبعهُ الإثنان.

«فعلناها» قال منذر وهو يستنشقُ الهواء النقي بعيدًا عن رائحة المُعقمات التي سئِمها أنفه.

أومأ أسامة واِنطلق يجري بحرية لعله ينسى شعوره، ستغضبُ ساره وقد يعاقبهُ طبيبه أحمد إن اِكتشف هروبه، غير أنه لا يقدر على تحمل سوداوية فِكره.

وصل إلى بلدةٍ لا تبعدُ عن المشفى بكثِير، بلدةٍ صغيرة تحِيطها الأشجارُ والمساحاتُ الخضراء الواسعة، تزخرُ محلاتها بالبسَاطة، بينما يملأ ضحكُ الأطفال وصياح دراجاتهم الطرقات.

ابتسم أسامة وراح يتبعُ نبضَ قلبه، قادتهُ أقداره إلى حديقة مُزدانة بالألعاب والأراجيح، تجاهل الكراسي الخشبية واختارَ الجلوس تحتَ شجرةٍ بعيدة قليلاً عن صخب الأطفال، فاستند إليها، شعر بدموعِ الحزن تتدفقُ من عينيه، دون أن يفهم طبيعة مشاعِره أو وضعه.

سمع صوتًا خافتًا يَنبعث من بين أغصان الأشجار، فوقَف بحذر، هل وجدوه؟، تَرقّب للحظة، تَساءل عن سببِ اختبائهم بين الشجيرات، وبعد برهةٍ من التفكير، تنهّد بسلام، فلربما كان الصوتُ الذي سمعه ليس إلا من أرنب أو قطة يمرّان بالجوار.

ظهر طفلٌ صغِير من بينها ذو أعينٍ رمادية وشعر أسود قاتم، تَجاهله أسامة وصد عنه، جلس الصغير مبتعدًا خائفًا منه ومن ملابِسه الغريبة، يمسك بكرته الملونة بألوان قوس المطر، جلسَ في مكانه وراح يُراقب أفعال الشاب الغريبةِ في نَظره.

أُسامة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن