٤ | شموس وأقمار |

46 12 5
                                    

عزيزي يا صاحب الذيل الطويل
الذي طال أكثر من المعتاد في الآونة الأخيرة؛

رأيتك اليوم مصادفة،
ورغم إنني انتظرتها طويلًا وتمنيتها كل يوم قبل النوم،
ومع كل شهاب قد يجرح السماء، وفي كل صلاة دعوت باسمك، لكن مصادفة اليوم لم تكن منصفة لي..

أنت لم ترني، وسأفترض ذلك، وتصرفت بطبيعية مثيرة للشك، كما لو كنت عابرًا لم يلمح فتاة يحبها، تكمل طريقك بعفوية مع أنني أكاد أجزم أن عيوننا التقت لثانية كانت كافية لي لأهرب بمقلتيّ بعيدًا، بل تركت موضعي فورًا بذعر؛ ربما لم أستطع مواجهتك بعد سلسلة رسائلي الثورية، أو ربما فقط تأثيرك علي أسوأ مما ظننت..

أتسائل إن كانت كل امرأة ترى رجل تحبه ستهرب مثلي؟!

على الأقل أنت لن تفعل ذلك؛ لأنني أذكر حينما كنت غارقًا في حبي كنت تتعمد الوقوف في محيطي، رافعًا صوتك لأعلى الدرجات التي قد تلفت انتباهي، وتقهقه وكأن العالم يلقي عليك النكات، وعلى رأس كل هذا كنت تبتسم.. تبتسم لي كما لو كنت أنا سبب سرورك الوحيد!

لطالما كنا مختلفين في إظهار المشاعر؛ أنت مشع ترسم قلبك في عينيك، وأنا خافتة أخفي قلبي في الجانب المظلم..

كشمس وقمر كنا، ألا توافقني يا عزيزي؟

كان ذلك كله مع افتراض أنك لم ترني، ولكن إن كنت قد لاحظتني وتجاهلتني ببساطة جاعلًا من الخيار الثاني هو الواقع؛ فحينها سأكون قد أرسلت كلماتي لشخص آخر غير الذي ظننته..

رسائلي حينها لن تُرسل لصاحب الذيل الطويل، بل لشخص..

لم أعرفه قط..


المخلصة فقط إن كنت مخلصًا
مستخدم مجهول

صاحب الذيل الطويلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن