المقاومة ضد ما تهوى النفس أمر صعب، وهذا ما واجه حواء خلال رحلتها في الاستشفاء من ذنبها.
وجدت عدة مرات نفسها الأمارة بالسوء تحدثها بالرجوع لما يُغضب الله عزّ وجلّ، وكم حاولت جاهدة استجماع شتات نفسها ومقاومة تلك الفكرة، لتستعيض عن ذلك الفعل بالصلاة والذكر، أو حتى أن تشغل وقتها بالمذاكرة أو مساعدة والدتها في القيام بالأعمال المنزلية، والتجأت للصيام في أيام أخرى ليشعرها بتحسن أكبر، وكم ساعدها ذلك على عدم الرجوع لذلك الذنب الذي أشقاها.تساءلت يومًا عن أصل الإباحية، وكم أنها قد انتشرت في عصرنا الحالي، فأصبحت تُصنع بشكل أكبر وأكثر انتشارًا بشكل تشمئز له الأنفس الصالحة..
هل فقد الناس حياءهم في عصرنا الحالي، وباتوا لا يخشون عاقبة ما يصنعون وما يشاهدون؟ أم أنها كانت موجودة بالفعل لكنها انتشرت وشاعت بعد التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير الذي ما زال مستمرًا حتى الآن؟سؤال بسيط، لكنّها لم تفكر بذلك من قبل..هذه هي الخطوة الأولى إذًا، قبل البحث عن الدواء لا بد لنا من التعرّف على المرض جيدًا، ابحث عن عدوّك واجمع المعلومات عنه كي تستطيع مواجهته بثقة وشجاعة.
بحثت بالفعل وقرأت، وتبينت لها الحقائق..
يُرجَّح أن أول ظهور لصورة إباحية متحركة أو شبه متحركة.. كان في نهايات القرن التاسع عشر.
وقد ظهرت أفلام إباحية عديدة في تلك الفترة، وكانت تُعرض في الخفاء؛ تجنبًا للرقابة والغضب المجتمعي، الذي أبدى رفضًا لتلك النوعية من الأفلام، فكان يتم عرضها في بيوت البغاء أو ما يشابهها من أماكن سرية.ولكن في أواخر الستينيات ظهر ما سُمي فيما بعد بـ «الثورة الجنسية»، ذلك الحدث الذي غيَّر معايير مجتمعية كثيرة في أماكن متفرقة من العالم، ونتج عنه جيل من الشباب المتحرر -من الحياء- مما ساهم فيما بعد في إحداث تغيرات جذرية في المجتمعات المحافظة في جميع أنحاء العالم.
ظهر مصطلح «الثورة الجنسية» لأول مرة في بدايات القرن العشرين، مقترنًا بتلك السنوات الصاخبة في عشرينيات ذلك القرن، تلك السنوات التي شهدت أحداثًا مهمة، كاختراع التلفاز، وظهور الصوت في السينما لأول مرة..
غيرت تلك الكثير من الثوابت المجتمعية في العالم أجمع، مما أدى إلى المزيد من الانفتاح، والذي ظهرت سماته بشكل واضح في ثقافة ذلك العصر من كتابات أو موسيقى أو أفلام أو حتى في شكل الأزياء التي توجهت نحو التعري ونزع الحياء بشكل كبير..وفي منتصف الثمانينيات انتشرت أجهزة الفيديو وقل إقبال الناس على مشاهدة تلك المواد على شاشة السينما، كذلك فقد صدر تقرير أصدرته الحكومة الأمريكية عن الإباحية في عهد الرئيس رونالد ريجان سُمي بـ «تقرير ميسي»، واحتوى التقرير على نحو 1960 ورقة، وهي خلاصة تحقيق شامل أجرته لجنة تم تشكيلها بأمر من الرئيس الأمريكي لمناقشة الأعمال الإباحية وتأثيرها، حيث كشف معظم جوانب هذه الصناعة وآثارها الضارة على المجتمع.
أنت تقرأ
داء الإباحية
Non-Fictionبدايةٌ جديدة، توبة صادقة وعودةٌ لفطرتنا السليمة... الخطوة الأساسية في تلقّي العلاج هي تشخيص العلّة ومعرفة الداء بكل جوانبه. ها نحن نلقي نظرة تشخيصية على داءٍ انتشر وأخذ معه عددًا مهولًا من الضحايا، يفتك بالعقل، يدمّر الجسد ويقتل الروح: داء الإباحي...