داء الإباحية

السر المفضوح

⚠️ تنبيه:
قبل أن تبدئي بقراءة هذا الفصل، يتحدث الفصل عن العادة السرية.. فإن كنتِ لا تعرفين ما هي، ولستِ ممن ابتلوا بهذه المعصية، فتراجعكِ عن قراءة الفصل هو الخيار الصائب.. هدانا الله وإياكن.

*******

- استيقظي، انهضي، يكفيكِ غفلة وتغافل.. حوّاء، يا حوّاء!
تسألين؛ من أنا؟
اسمي تأنيب، وظيفتي إرسال إشعارات متكررة هدفها إنقاذك من هذا اللُغم الذي وقعتِ به.

لم يعد التأنيب ينفع حتى، استهلكت تلك الفتاة طاقتها وسعادتها بالبعد عن طريق الحق، أحيانًا تتمنى لو عاد الزمن بها قليلا إلى الوراء كي تمتنع عن أخذ الخطوة الأولى وتتبُّع خطوات الشيطان..

لكنها الآن بعد كل هذا، فهمت أنها في مرحلة متقدمة جدًا وخطيرة من هذا المرض، أخبرها طبيبها "ضمير" أن أشهرٌ قليلة كأقصى تقدير بقيت أمامها قبل أن تفارق الحياة وتتحول إلى جثة هامدة، لكنه يحاول بصفته طبيبًا ويبذل كلّ جهده لإحياء حسّها وفكرها مرةً أخرى.

أخبرها طبيبها أن مشكلتها مركّبة جدًا، إذ أن كل ذنب يخص الشهوات غالبًا ما يتبعه ذنبٌ آخر أقبح منه أو يساويه بالمقدار ولكن المعادلة واضحة= اثنان أكثر من واحد، ذنبان أسوأ من ذنب واحد!

وهكذا لا تجعل معصية إطلاق بصرك في الحرام تتفاقم أو يصحبها ذنوب أخرى على أقل تقدير -والواجب طبعًا ترك المعاصي كلها-.

لكن الإباحية غالبًا ما تترافق مع العادة السريّة وهذه الأخيرة تترافق مع إطلاق البصر في الحرام ونادرًا ما تنفصل إحداهما عن الأخرى وهكذا ذنبٌ فوق ذنب وسيئات تتراكم كالجبال..

ذلك السر المفضوح، داء الشباب المزمن أو ما يسمى بالعادة السريّة أو الاستمناء، وهي ببساطة محاولة متكررة عادةً وهذا ما جعلها (عادة)، للوصول إلى الشهوة بشكل ذاتي دون وجود علاقة زوجية سويّة طبيعية فيلجأ الشخص لنفسه في خلوته -ومن هنا جاءت كلمة "سريّة"-، ليشعر بإرضاء رغبته.

وهذا بحد ذاته منافٍ للفطرة السليمة وللغريزة الطبيعية التي جُعل الجنس فيها قائمًا بين زوجٍ وزوجة لا بصورة أنانية "ذاتية" كما في حالة الاستمناء، فتتحول فكرة الاتحاد الحميم لفكرة تفريغ نفسي لحاجة وهميّة اختلقها الفرد.

وأي سرٍّ مفضوح هو الذي نتكلم عنه؟ أتخاف أن تُفضح أمام الناس؟ تخشى أن يراك أحدهم في تلك الأثناء.. أهلك، إخوانك، أصحابك وجيرانك، أتستطيع فعلها أمام أحدهم؟ حتى لو بلغت الشهوة عنان السماء..لن تفعل!

(يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول)