الخاتمة

455 50 16
                                    

السلام عليكم،

مع كل صفحةٍ تطوى هناك أُخرى تطلّ أمامنا، حتى وصولنا إلى كلمة «النهاية».

أما كتابنا هذا فهوَ مقدّمة لتشخيص المرض وفهمه، تعرّفنا معًا على مُسبّبات المرض وأعراضه الفتّاكة، تحدّثنا عن أشكاله وأنواعه ومخاطره المستقبليّة في شتى الأصعدة، ولو أردنا لذكرنا المزيد والمزيد…

مررنا بخطوات الشيطان وآفة العادة السريّة وصناعة الإباحية وهولها ومخاطرها.

حقيقةً قد يظن البعض كما ظنت حواء أنه بعيد كل البعد عن هذا البلاء، لكنه سرعان ما ينزلق في منحدر شديد ويقل الإيمان شيئًا فشيئًا بعد أن تسيطر المعاصي والذنوب على المشهد.

ما الذي سيكون أمرَّ وأقسى من أن تمتلأ صحيفة المرء بذنوبٍ كان يحسبها هيّنة، لا تذكر.. فها هي حاضرة تشهد عليك يوم القيامة.

﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾

قد تظن أن مفهوم مثل (صناعة الإباحية) مثلًا يقتضي فقط تصوير الأفلام والمشاركة في صنعها، لكنه اليوم يملك مفهومًا أوسع وأشد خطورة.

فقد تشارك بتصميم غلاف لرواية فيه من التبرج والعري والإيحاءات.. أو في تصميم إعلان مصوّر أو مقطع قصير في اليوتيوب وغيره من التطبيقات أو حتى تسجيل صوتي يكون سببًا لفتنة أحدهم أو ضلاله.. فكما قلنا الوصول لأبشع مرحلة يتطلب غالبًا المرور بخطوات سابقة أصغر، هكذا يسعى الشيطان ليضلّك..

أما عن الكتابة، فهي اللغم الأكبر.. أعطت منصات التواصل مجالًا للكلمة أن تكون شاهدة علينا، راقب ما تكتب في منشوراتك، تعليقاتك عمومًا وإياك أن تكون شريكًا في صنع خطوة نحوَ فتنة أكبر، فإن هذه الكلمة التي لا ينتبه لها المرء هي في الحقيقة مصيبة تُكتب في صحيفته..

فما بالك بمن يكتب رواية إباحية بتفاصيلها؟ -معاذ الله-

ويحسب أن الكتابة ليست كالتمثيل، وأنه بهذا لا يصنع شرًا أو معصيةً تستحق كل هذا التهويل، بل قد يظن أن جملة «متبري من ذنوبكم» في بداية روايته، ستشفع له حقًا.

المخيف في الأمر، أنك تصنع ذنوبًا جارية بدلًا من الصدقات الجارية، أن هذه الكتابات ستظل أعوامًا أو قرونًا حتى بعد وفاتك وتزداد السيئات يومًا بعد يوم..

بل هناك من تعمق في مسألة (المشاركة في صناعة الإباحية) وقالوا أن مشاهدتك بحد ذاتها قد تعد سببًا في مشاهد الآخرين، وبالتالي تتحمل جزءًا من الذنب.. كيف هذا؟

ببساطة، من يبحث أو تظهر له الاقتراحات سيكون السبب بذلك زيادة المشاهدات على المقطع أو القصة، وأنت ساهمت في زيادة هذه المشاهدات، بالتالي كنت سببًا في انتشار الرواية أو المقطع المصور.. وهكذا أنت شريك دون أن تدري، بل أنت عاملٌ خفي في مصنع الإباحية! وما يخفى على الله شيء..

ختام كلامنا، أن تسألوا الله سبحانه وتعالى الهداية والمغفرة، وأن تسارعوا في التوبة وأن يكون كل فرد  منكم حاملًا للأمانة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لأجل أن ينتشل أخاه من عذاب مؤكّد..

انتظرونا في كتابٍ آخر مكمّل لهذه السلسلة نعطي فيه خططًا عملية العلاج من هذا الداء بإذن الله.

نستودعكم الله تعالى، ونلقاكم على خيرٍ إن شاء الله ☘️

داء الإباحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن