اعتادته، اعتادت الأمر، اعتادت المشاهد، واعتادت الشعور، لم يعد ما تقرأه وتشاهده كافيًا لإعجابها أو لتحفيز ما يكفي من الأدرينالين في شرايينها، بات بإمكان حواء التنقل من روايةٍ سيئةٍ إلى أخرى، دون ظفرٍ بإشباع نفسها.
عند الإدمان هذه المواد السيئة، ستبدأ بالبحث عن أِمور أكثر شذوذًا، لتسبب لك صدمةً تدفع المزيدّ من الأدرينالين في عروقك! هي عبارة عن سلسلة شيطانية يتسلط بها الشيطان عليكَ ليدفعك إلى مزيدٍ من الذنوبِ والخطايا، وليسلخَ فطرتك أكثر فأكثر!
وفي إحدى محاولتها لإيجاد ما قد يوصلها إلى تلك المرحلة من النشوة المؤقتة، وجدت إحدى تلك الروايات ذات الأغلفة الخادشة، المجاهرة بالفاحشة، حتى أنَّ الكاتبة لم تتعب نفسها بصياغةِ جملةٍ تدَّعي فيها تبرئة ذمتها، بل اكتفت بكتابة (إذا لم تحب هذا النوع فلا تقرأه!).
وكأن الأمر مسألة أذواقٍ بدل حلالٍ وحرام!.
أرشدها ما بقي سليمًا من فطرتها إلى ترك ذلك وإنكاره. صوت ضميرها الذي اعتاد أن يكون خافتًا مؤخرًا صاح بها بالابتعاد عن هذا الفسقِ والشذوذ، لكنها تركت زمام أمورها بيد الشيطان، وخضعت لفضولها ورغبتها على علمٍ منها.ثم ها هي ذي مجددًا، في خلوتها مع نفسها في غرفتها المغلقة. أغلقت الباب خشية أن يبصر أحدٌ فعلها والبصير العليم يراها وينتظر توبتها النصوحة، ينتظر انكسارها بين يديه، ينتظر طلبها لتوفيقه ورحمته.
ولكنَّ العبد ليغتر، وإن نفسه لتزيِّن له المعاصي، ها هي حواء، تكمل قراءة الرواية بنهم، وكأنها وجدت سبيل خلاصها الجديد. هي أوهمت نفسها أنه ما من خطبٍ إن استمرت على هذا المحتوى البذيء والمنحط، فهي تستنكر الشذوذ بقلبها، وهي تعلم أنه سيئ ولن تشجعه ولن تتغير نظرتها هذه أبدًا!
وكم كانت مخطئةً في ظنها، فعندما يتعود الإنسان على مشاهدة وقراءة هذه المواد الشاذة قد يظن أن معتقداته تجاهها من المستحيل أن تتغير، لكن الحقيقة أنه ومع كثرة تعرضه لهذه المواد والأفكار المُسربة من خلالها وإدمان تكرارها عليه، لن يُنكرها بعد بقلبه، بل سيستمتع بها ويجدُها أمرًا طبيعيًّا! ستتغير قناعاته شيئًا فشيئًا دون أن يشعر! وهكذا يدخل الشيطان للإنسان، خطوة فخطوة!
ويومًا بعد يوم، ورواية بعد أخرى، سقطت حواء في أعظم وأسوأ وأبغض مستنقع قط! باتت تفضل هذه المفسدة العظيمة وهذه العلاقات الشاذة غير السوية على العلاقة الفطرية التي جُبِلَ الإنسان عليها.
تلك المفسدة التي قال من الصحابة الكرام أن عقوبتها أغلظ من عقوبة الزنى، وأن عقوبتها القتل لما فيها من بعدٍ شديد عن الله تعالى، ونفورٍ كبير، وحيادٍ عن الفطرة!
بل أنَّ جمهور الأمة قالوا: (ليس في المعاصي مفسدةٌ أعظم من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل)!
أنت تقرأ
داء الإباحية
غير روائيبدايةٌ جديدة، توبة صادقة وعودةٌ لفطرتنا السليمة... الخطوة الأساسية في تلقّي العلاج هي تشخيص العلّة ومعرفة الداء بكل جوانبه. ها نحن نلقي نظرة تشخيصية على داءٍ انتشر وأخذ معه عددًا مهولًا من الضحايا، يفتك بالعقل، يدمّر الجسد ويقتل الروح: داء الإباحي...