24-نرجس- منى محمود

221 4 0
                                    

لم يستطع الرفض أمام إصرارها وإشفاقه على حالتها وما تمر به، وبالفعل أخذ منها رقم هاتف زوجها واسمه بالكامل وأوصى أحد زملائه بالقسم بالقبض على المدعو محمود وذهب هو معها ومعه قوةٌ صغيرةٌ إلى مسكنها مرةً أخرى ومعهم الجيران الذين أتوا بها إلى القسم وهي ما تزال ترتجف بين الحين والآخر، كانت عيناها السوداء تنظر في جميع الاتجاهات بطريقةٍ سريعٍ كأنها تبحث بين الوجوه على وجهٍ تعرفه جيدًا، وجهٌ ترفض تصديق أنه من الممكن أن يكون فارق الحياة وتركها وحيدةً للأبد..
بعد مدةٍ قليلةٍ كانوا قد وصلوا إلى العنوان الذي كان في مكانٍ ناءٍ خالٍ من السكان والخدمات إلا قليلٍ كحال باقي المنطقة، كانت هي أول من تهبط من عربة الشرطة وتهرول نحو المنزل بخطواتٍ سريعةٍ والباقي وراءها، وصلت إلى الدور الأول ودفعت باب الشقة بقوةٍ وأخذت تدور بها وهي تنادي بعلو صوتها:
_ علي.. علي.. أنت رجعت يا حبيبي، علي أنت فين رد على ماما أنا جيت أهو؟! أنت فين بقى يا علي؟!

نظر مؤمن في أرجاء الشقة، كانت شقةً بسيطةً للغاية مكونةً من غرفتين وصالةٍ صغيرةٍ ومطبخٍ وحمام، الأثاث بها كان بسيطًا للغاية وقليلٌ للغاية، تحدث مؤمن بهدوء:
_ قولي لي اللي حصل بالظبط يا نرجس، احكي لي كل حاجة وما تقلقيش في ناس دلوقتي بتدور على جوزك محمود وهنجيبه مكان ما يكون، اهدي بس واحكي لي عشان نقدر نتصرف بسرعة وحقك ما يضيعش.

نرجس وهي تشير إلى إحدى الغرف:
-علي كان نايم هنا، كان سخن يا ضنايا من امبارح واتصلت برقم الصيدلية اللي محمود سايبه ليا والدكتور عزت يشكر بعت لي خافض للحرارة واديته بس بردو ما تحسنش، اتصلت بمحمود كتير أوي ما ردش عليا، وساعات كان يديني الخط مشغول ويرجع يرن وبردو ما فيش رد وعلى الساعه ١٢ كدة لاقيت محمود داخل عليا وعينيه بتطق شرار فرحت وقلت هينجد علي ويلحقه بس ما لحقتش أتكلم سبقني هو وقعد يزعق ويقول إنه عايز يطلقني ومش عايز أي حاجة تربطه بيا، ولما اترجيته يودي الواد المستشفى الأول وبعدين يعمل فيا اللي هو عايزه جري على علي وقال لي:
_ أنا هخلصك منه خالص.
جريت عليه مسكته من هدومه أزقه عن الواد اللي كان على صرخة واحدة بس هو اتلفت وزقني على ترابيزة دي (أشارت إلي طاوله صغيرة) اتخبطت وآخر حاجة شفتها قبل ما يغمى عليا محمود وهو ماسك المخدة وبيخنق علي وأنا ما قدرتش أتحرك، فقت زي ما قلت لك يا بيه ما لقتوش لا هو ولا الواد..

جريت عليه مسكته من هدومه أزقه عن الواد اللي كان على صرخة واحدة بس هو اتلفت وزقني على ترابيزة دي (أشارت إلي طاوله صغيرة) اتخبطت وآخر حاجة شفتها قبل ما يغمى عليا محمود وهو ماسك المخدة وبيخنق علي وأنا ما قدرتش أتحرك، فقت زي ما قلت لك يا بيه ما لقتوش ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


ترشيحات معرض الكتاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن