نحو القدس ( نسخه بالفصحى )

اشعال الفتيل

قلت : يا أقصى سلاماً
                                   قال : هل عاد صلاح
قلت : لا ، إنى حبيب
                                  يرتجى منك السماح  
قال والدمع يفيض :
                                    هدنى طعن الرماح
هدنى ظلم اليهود
                                  والثرى أضحى مباح  

لكل منا حلم يسعى لتحقيقه، ولطالما كانت أحلامنا فى متناول اليد، وممكنة لمعظم البشر

لكن ماذا لو تمنيت شيئاً ظل مستحيلاً لسنوات وربما قرون، لدرجه أن البعض نسوا أمره بالفعل

___________________    __________________

فتاة كالأخريات، تحلم منذ نعومة أظافرها، نشأت على أرض تحمل الكثير من الأمجاد، أرض احتوت على الكثير من دماء أبطالها ، طفله كأى طفل تلعب وتلهو ولا تحمل هماً، تشاهد هذا وترى ذاك ، لطالما اعتادت أن تكون قوية

وصلت للسادسة من عمرها ورأت حدثا هز كيانها و أنبت كرها داخل جذور قلبها البريء، ترى الدماء والجثث وطلقات النيران أمامها على الشاشه، تسمع صراخ الأطفال والنساء، ترى الطغيان الذى تفشى فى فلسطين، لطالما سمعت أن فلسطين دولة عربية، لم تكن تعلم أن كل هذا يحدث بها، بكت،
أجل بكيت كطفلة صغيرة ترى أمامها الوحوش تنهش فى  اعراض ودماء البشر وتدمر وتفسد السلام والحياة

كنت أكبر كل يوم وأنا أتابع أخبارها ، أتألم لألمها ، أحلم بها فأجدها تإن وتبكى كطفل صغير تطلب العون من أى أحد ، أى أحد يمد لها يد المساعدة ، أراها تغرق فى دماء شهدائها ، تصرخ بصوت يقطع القلوب

سألت ابى مرة عن ما يحدث هناك و هل كانت هذه البلاد تعانى دائما كما تعانى الان ، فأخبرني أنها كانت تعم بالخير والسلام حتى جاء ذلك الاحتلال و دنس أرضها ، وقال إن جزء من بلادنا قد تم احتلاله من قِبلهم ، فكانت تلك صدمة بالنسبة لى ، لكننى اطمأننت عندما أكمل حديثه بأن جيشنا العظيم وقادتنا المجيدين ، قاموا بالدفاع عن بلادنا واسترداد اراضينا المحتله ، وكل ذلك حدث يوم السادس من أكتوبر ، إنه اليوم الذى خلده التاريخ ، كنت أنتظر ذكرى هذا اليوم من كل عام بفارغ الصبر وأرى المشاهد المشرفة والشجاعه التى قدموها فى تلك الحرب وهم يعرضونها على شاشه التلفاز أمامى ، كنت شغوفه بهذا كثيرا ، رأيت الجيش وهو يحارب بقوة وبسالة ، وأدركت أننى إذا أردت أن أحرر هذه الارض من الظلم الواقع عليها فالوسيلة الوحيدة الى ذلك هى... الجيش

بعد مرور سنوات طوال ، يكبر حلمى كل يوم، ومعه ينمو الكره تجاه هؤلاء الوحوش فى قلبى ، أتى ذلك اليوم الذى تمكنت فيه من الانضمام لصفوف جيشنا الباسل ، فأنا سأبذل أى شىء فى سبيل ما أريده

كان الأمر شاقاً جدا فى البدايه وصعبا على كفتاة ، لكن مع الوقت أصبح الوضع سهلاً ، وأصبحت من امهر الجنديات فى الجيش ، لم تخلو احاديثى يوما من ذكر الحروب فى فلسطين وما يتعرض له القدس من ظلم ووحشيه ، أحاول أن أنقل تلك الروح التى بداخلى الى جميع من بالجيش