الفصل الخامِس |مُبعثر

211 14 8
                                    

انَا نَجم نفسيِ، وَحديِ أضوِي عتمتي لِذا قُل للرياح أن تأتي كما شاءت من الآن فصاعِداً فما عادت سُفننا تشتهي شيئاً.

..

"أوليفيا ، مزاجُ السيد في الحضِيض لِذا أنصحُك بعدم الدخُول الآن ، الوضع جدِي للغاية بالداخِل ، يكسر و يُلقي أي شيء أمام ناظِريه !"

بِحديث ماثيُو لها أمام بابِ مكتب الرئيس التنفيذي للشرِكة ، تنهدت بِحنق مُجدداً من مزاجِه الحاد بالصباح غير عادتِه هذا الأسبُوع

مررت كأس القهوة التِي يتساعد مِنها البُخار لِماثيُو الذِي إبتسم بِراحة قلِيلاً من عادة سيِدته الصغيرة بعد بدأها بالعمل هُنا ، ما إن تُحضر لِنفسها شيءً لابُد من إحضار نفس الشيء لِماثيُو و أحياناً لِإيفان أيضاً

" رُوبرتُو مُجدداً يعبث مع السيد و الجد أجبرهُ ألا يتحرك الآن و ينتظر الوقت المُناسب ، أرسل اليوم صباحاً صُورة للآنسة ماريا ، يُهددُه بأُخته الآن ، رُغم أنهُ حقِير للغاية و لا يُعتبر نداً للسيد لكِن أسالِيبه قذِرة للغاية !"

هزَت رأسها بِتفهُم من كلامِ الواقِف أمامها ، حملت كأس القهوة الآخر الذِي حَضرتهُ أثناء حديث ماثيُو ثُمّ تخطتهُ مُقتحِمة غُرفة الرئيس جاعِلة من ماثيُو يكاد أن يركُض خلفها لِمنعها لولاَ إقفالها الباب خلفها ، و ما بقِي أمامه إلا التنهد بِقلق مِن القادم

وضعت كُوب القهوة فوق طاوِلة مكتبِه ثُمّ إسترقت الأنظار ناحِيته حيثُ وجدتهُ مُعطياً إياها بِظهره العرِيض ، بِقميصه الأبيض المرفُوع من اليدين مُبرِزاً عضلات ساعِيه و البِنطال الأسود كعادتِه مع شعرِه المرفُوع عالمياً و يبدو كما لو عبثَ بِه من شِدة غضبِه

سمِعت صوت تنهِيدة مُتعبة خرجت مِن ثغره جاعِلة من القلق يتسلل إلى دواخِلها ، رُغم لُطفه و نبالتِه معها إلا أنهُ يُصبح شخصاً آخر حين غضبِه ، شخص لا تعرِفه هِي أبداً ، حتى الآن كان هذا تمهِيداً فقط

بِإظهار وجهِه لها ، تنفست الصُعداء بصُعوبة مِن الجُرح الصغير الذي إستوطن خده و الذِي ينزِف بالفعل ، رُغم كونِه قوِي للغاية يُحبطه كونه مُنطفئ للغاية حتَّى نجُوم السماء لا تُنيره

نظرت إليه يتقدم ناحِينها بِخطوات ثابِتة ، إهتزت عيناها مِن وقُوفه بالقُرب منها حتّى كادت تختلِط أنفاسهم لولا فارق الطُول بينهم ، بِملامِحه الحادة الفاتِنة بالنِسبة لها ، لكنه يبدُو وحيداً ، وحيداً تماماً في هذا الكون ، مِثل قِطعة من حطام سفينة غارقة في منتصف المحيط الأطلسي

تنهدت بِحنق تُحدق ناحِية الجُرح الصغير بِخده بينما حدق هُو بالكيان الواقِف أمامه بِثقة ، إرتفع ثُغره في إبتسامة جانِبية غابت عنها ، لطالما فكر فِي الهوِية الحقيقة للآنسة أمامه ، بِكل مرة تُبعثره بِحركة جدِيدة منها ، هُو الذي لا يجرُؤ على النظر بِعينيه حتّى مُقربينه

Different | مُخـتلِـفة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن