الفصل الاول| زُمرد

1K 24 13
                                    

سِر السَـعادة أحيانـاً يكّون بالتَخلي وترك ما يُؤديك ، لأنه مهما زُرت الماضِـي لا يُوجد شيء لِتراه هُناك الحياة تستمِر بالتخلِي ، التخلِي عن خيباتِك و التخلِي عن آلامِك

أو رُبما أيضاً التخلِي عن أشخاصاً لطالَما أحببتَهم،إنَّ الحياة لَم و لن تتوَقف لأَنك غارِق في الماضِي فهِي مُستمرة دائِماً ! لِذا إستمِر !

..

"ما الذِي حَدث مُجدداً ؟"

نظَرت ناحِـية آندرُو الذِي يجلِس قُبالتَـها بِابتِسامة خفِـيفة لرُبما يُحاوِل التخفِيف عنها بينَما هُو وضعه أسوء

رَفعت أنظارُها له حيثُ يتناولُون الفُطور صباحاً ،خَرج صوت رقِيق هادِئ مِن ثغرِها الباسِم لِسُؤال أخِيها المُتكرر للمرة التالِتة

"لا شيء "

نَظر إِليها بِحاجِب مرفُوع ،كيف تقُول لا شيء وهُو يعلم حال صغِيرته ،تنهد لِسمِاع صوتها الهادِئ يسأل بِهدوء ، لا يدرِي ما يُجيب الآن

"ستتأخر اليوم أيضاً ؟ أرغب بِزيارة خالتِي كارمن سوِياً إن كُنت مُتفرغ ، كمَا تعلم إشتقتُ إليها و التحدثُ إليها "

إِبتسم بِخفة ناحِيتها ثُمّ إستقام حامِلاً سُترته ، دَنى ناحِيتها مُقبِلا جبينها رادِفاً بِأسف "لدي ضغط هائِل اليوم ,دعِيها للغد أعدُك سنذهب حتّى لو إضطررتُ لأخد إجازة "

هَمهمت بِنعم ثُمّ راقبت خُطواته خارِج غُرفة المعيشة بعد حملِه لِحقيبته مُتجِهاً ناحية باب المنزِل ، و بعد سماعِها صوت إِغلاق الباب إِستقـامت تحمِل الاوانِي مِن على الطاوِلة

بعد إنتهائها من التنظِيف حَملت مِعطفها الخفِيف ، مَع حِذاء جِلدي أسود كَلون ثوبها الذِي عانق جسدَها حَملت المفاتِيح وبعد إغلاق الباب تَوجهت ناحِية السيارة

رَفعت رأسها ناحِية السماء الزرقاء الصافِية مع القلِيل من الغُيوم البيضاء الكبير التِي زادتها جمالاً ،وكأنها لوحة فنِية فاتِنة ذات ألوان زاهِية تشُع بالأمل

شَغلت مُحرِك سيارتها السودَاء ،تُدندن مع كلِمات الأُغنية الهادِئة عكس عقلِها المُشوش وبعد دقائِق كانت قَد رَكنت السيارة بِجانِب مكَان عملِها

بعد إلقاء التحِية على مُوظفِي الإستقبَال إستقَلت المِصعد ناحِية مكتبِها وبعد إلقاء التحِية على زُملائها
تَقدمت ناحية مَكتبها الصغير

رُغم كون الشرِكة ليسَت بِذلك الكِبر أو الثراء إلا أنها جيدة بِسبب المُوظفين الذِين يتوفرُون على الكفاءة
و الجُهد و الجِد بالعمل

Different | مُخـتلِـفة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن