الفصل التاسِع |كُل الطُرق تؤدي إليك

256 10 6
                                    


بعد أن غادرت ، أدركتُ سقُوط أشيائك خلفك ، و لم تنتبه لها حينها ، عُد حُباً في الله ، لقد نسيت أن تأخُديني ..!

..

" الجُرح عميق ، لم يتَّم الإعتناء حتّى بالجُرح القديم مُبكراً ، كان الوضع صعب للغاية لذلك رُبما تستيقِظ بالأيام المُقبلة ، الأمر بِيد الله الآن "

فور سقُوط كلِمات كبِير الأطباء توقف الوقت أمام رفائيل و أفراد العائلة ، آندرو الذِي حاول بِشدة الوقوف شامِخاً سرعان ما إختل توازنه و لولا ماثيُو صديقه لَكانت إستقبلته أرضية الممر ، ندم بالفعل عن تركها تذهب و تخاطر بنفسها ، إن إستيقظت سيُوبخها بالطبع ، تمنى فقط أن تستيقظ بسرعة وبصحة جيدة

"تقصد أنه لا يوجد موعد محدد للإستيقاظ ؟"

رفع إيفان الطبيب من ياقته جاعِلاً من تنفسه يتوقف لدقائق ، أسرع جاكسُون و ماثيو و بصعوبة بالغة أبعدُوه عن الطبيب الذي سقط يحاول إسترجاع تنفسه ، لم يستطيع أحد النبس بأي شيء ، يُحدقون فقط بِها خلف زجاج غرفة العمليات

"أين هِي !"

رفع الجميع أنظارهم ناحية الجد الذِي كان دائماً شامِخاً يستند على مساعده غير قادر على الوقوف على قدميه من خبر الغيبوبة ، صوت الصمت المخيف كان كفيل بِجعل قلب الجد يكاد يتوقف من الخوف ، لرُبما لم يمضي الكثير من الوقت معها معاً بنفس المكان ، لكنها فلذة كبده ، ندم حينها عن كل تلك السنوات التي قضتها بعيداً عنهم رغم أنها كانت بأمان أكثر

وقف يُحدق بها تستلقي بهدوء هناك بالداخل و من حولها الآلات الطبية و الأطباء من يُجهزون ما تبقى و يُكملون باقي الإجراءات ، لوهلة توقف تنفسه حين شاهد وجهها الشاحِب و الضِماضات حول جبهتها و جسدها المخفِي بملاءة بيضاء

تحولت أنظاره ناحية إيفان الذِي فقد آخر ذرة صبر بِه و جلس أرضاً يُخفي وجهه بين رُكبتيه ، و بِجانبه جاكسون و ماثُو يقِفون بلا حِراك يحدقون بالغرفة ، ثُّم نظر لآندرو المُجهش في البكاء و آشيل العقلاني بالعادة و الذِي فقد كل منطقه الآن ، ماريا و العمة إيفيلين مُنهارين من حقيقة فُقدانها ، كان الأمر كله مثل كابوس مخيف ، لم يتوقعوه يوماً و لم يحسبُوا له حِساب

كُل الطُرق تؤدي إليك ، حتّى تِلك التي إتخدتُها لِنسيانِك

حِين لمحت عيناه تَحرُك أطرافها ، شعر بجسده ينتفض و ضغط دمه يرتفع مع فيضان مشاعره ، إستقام بسرعة من مكانه و قدميه غير قادرين على حمله

Different | مُخـتلِـفة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن