" البداية

99 12 4
                                    

- جدتي.. أين تقعُ الغابة؟!
= حين تأتي الفراشات ستُرشِدَكي للطريقِ عزيزتي .

~
منذُ ولادتي وانا امكثُ لدى جدتي دون والِداي
و الان انا في عمرِ السابعةِ عشر لا أعلمُ شيئًا عنهُما ، كُلما سألتُ جدتي تُجيبني بِانهُما كانا أبطالًا شهد العالم كله على بطولَتيهُما لَكني لازلتُ اتسأل.. اذا كانا سيترُكاني لماذا انجابني منذ البداية؟ غمَضُت قصتيهُما و تفادت جدتي الإجابه عن اية من اسئلتي حتى فنى فضولي و ابطلت السؤال الا ان هنالك شيئًا في قلبي لازال يحن إليهُما.

~

في اليوم الأول من اكتوبر كان الخريف قد حل علينا .
تم هذا الوقت المفضل الي من العام، هنالك دفئ بارد يحمله الهواء يشعرني بالانتماء ؛ نزلت من على الدرج لاجد رائحة الخبز تعم المنزل ، أسرعت الي جدتي لاحتضنها فضمتني إليها في عناق دافئ

~

- صباحِ الخير جدتي!
= صباح النشاط عزيزتي،
ما سر قيامك مبكرا اليوم؟ "
سألت و في صوتها بعض من السخريه
- سيلاس تنتظرني خارجا لنتسكع في الأنحاءِ !
= تلك الطفلةِ مجددًا.. لماذا تتعاملين مع فتاة تهذي بالخُرافاتِ و انتي في زهرةِ شبابَكِ ؟!

لم ارد إكمال الحديثِ فكُلما تناقشنا في هذا الأمر انتهى بنا المطافِ نتعارك اكتفيتُ بتقبيلها على جبينها و الرحيل ؛
كانت سيلاس مُنتظره في الخارج و حين فتحتُ الباب عانقتني و هي تضحك، كانت اشبه بالملاك .. أعتد على تسميتها
بروح الغابة
كانت طفلة.. في العاشرةِ من عمرها لا أعلم من أين أتت و لم اهتم بالمعرفة كان وجودها يكفي ، أحيانا اشعر انها والدتي من رقى تفكيرها و كثيرا ما اشعر انها ابنتي من تهور افعالها لكن ما كنت متأكده منه
انها لم تكن مجرد طفله.. هنالك ما تخفيه ..

~

تحركنا معا نحو مركز القرية
حيث تتجمع جميع الأسواق ؛
أطفال يلعبون سويا ، و بائعين ينادون على بضاعتهم
أناس يشترون و شعراء يتنافسون على اشعارهم كان المكان مليئ بالحيوية و مزدحم حد الاختناق ، تمسكت بأيدي سيلاس بقوه حتى لا تضيع عني و بينما كنا نتجول سمعت امرأة تصرخ و تنادي النجده ' لص ! لص ! " كان رجل بملابس رثه يجري و معه حقيبةُ تلك الامرأة فتركت يد سيلاس و لحقت به ركضتُ بأقصى سرعه لكن في وسط هذا الزِحام بالكاد استطعت رؤيته حتى أمسكت به فالقى بالحقيبه أرضا و هرب

~

تسرق النساء و تهرب من فتاة اتريد الحصول على مرتبة الشرف في الوضاعةِ ماذا ذهى بالرجال في زمانِنا! ؟ " صحت و انا انهد ثم اخذت الحقيبة لصاحبتها

- تمسكي بغراضك بقوه سيدتي !
= بوركتِ حبيبتي ! لا أعلم كيف اشكركِ..
- لا شكر على واجب لو كان احد غيري
لكان يفعل ينفس الشيئ

تركت السيده و انفي في السماء مفتخره بعملي البطولي لكن حينما تذكرت.. " اين سيلاس !
عجزت عن النطق و وقفت عاجزة في مكاني انظر شمالي و يميني على أمل أن أراها.. لكن الزِحام كان شديد . ظللت ابحثُ عنها و كلما رأيت فتاة في طولها اركضُ نحوها بسرعه لاتفاجئ انها ليست هي.. حتى فقدت الأمل و جلست بجانب شجره من التعب ظللت افكر ..

أين تكون !
لماذا لم تلحقني !


~

شردت افكر و افكر..
حتى رأيت فراشه تحلق نحوي ثم وقفت على يداي
كانت من نوع مورفو الزرقاء

حركتُ اصبعي نحوها مُبتسِما لألتمسَ جناحيها الا انها حلقت لبعيد، شيئًا داخلي أمرني بأتباعِها، قمتُ و جريتُ أحاولُ اللحاقِ بها حتى وصلنا لبوابة كبيره

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حركتُ اصبعي نحوها مُبتسِما لألتمسَ جناحيها الا انها حلقت لبعيد، شيئًا داخلي أمرني بأتباعِها، قمتُ و جريتُ أحاولُ اللحاقِ بها حتى وصلنا لبوابة كبيره .. تبدو عريقه و الأعشاب تُحيطها من كل مكان و الباب حجمهُ يكبُرنيِ بعشرة أضعاف أردتُ فتح الباب ففُتح على مكان و كأنه حلم.. حاولت الدخول فوقعت أرضا
كاد واتيني ينفجر حتى رأيتُ...

Next part :)


"آحً ـلَآمِـ لَيّلَيّثًـ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن