الفصل الثاني ﴿ عُبيده ﴾

464 34 21
                                    

الفصل الثاني:-

الإنذار الأول للخطر
هل تسمع ذلك الصوت عزيزي؟
أنه صوت الشجن
تغريدة أبطالنا للتواصل معكم،
ربما أقترب موعد اللقاء.

#لارا_شاهين.

*********★********★*******★**********★

دق جرس المنزل معلنًا عن زيارة أحدهم وربما ذلك الشخص ليس مُرحب به لدى أميرتنا
سارع والد ليلى لنزول السلالم وقد ترك ليلى في غرفتها تنوح وجعًا بعدما أخرج غضبه على جسدها

وها هي تجلس في زاوية الغرفة تضع يديها حول ساقها وتدفن رأسها بهم، تبكي بشدة ليس على الضرب الذي نالته بل على حبيب القلب الذي هجرها، فلقد علمت من صديقتها أنه هاجر إلى محافظته وربما لن يعود، كما وعدها تمامًا لقد تركها، أفتك الصداع برأسها لذا حاولت الوقوف بتعب ولكن خانتها ساقها ووقعت أرضًا وكل ذلك بفضل والدها، عاودت الوقوف مرة أخرى بصعوبة، استندت على الجدار كي تصل إلى فراشها حتى وصلت وألقت نفسها عليه بصراخ من الألم، هدأت بعد فترة ومدت يديها تحت الوسادة تبحث عن ذلك الدواء الذي أصبحت مدمنة عليه بالفترة الأخيرة أنه المنوم، مُنقذها الوحيد بعد نوح، عندما يتواجد نوح يصبح هو علاجها،
وعندما يغادر يصبح المنوم جزء صغير لإخفاء آلامها وليس بعلاجها قط، فلا يوجد مثل نوح علاجًا للروح.

ابتلعت ثلاثة مرة واحدة
دون شرب الماء ثم فردت جسدها على الفراش هاربة من ذلك الواقع التي نالت منه الأسى والفراق، لتذهب إلى عالم آخر هي من صنعته، داخله هي ونوح فقط.

أما في الصالون حيث يقبع أحد كوابيسها كان يجلس والدها مع من يُسمى بخطيبها وزوجها المُستقبلي بالطبع على جثتها،
تحدث عماد بجدية وعينيه تبحث عنها في الإرجاء علها تُبصر فاتنتها:

"الصراحة يا عمي حسن أنا كنت جاي وقصدك في خدمة واتمنى توافق"

ابتسم حسن نصف ابتسامة يحاول أن يخفي بها توتره قائلًا:

"أنا عارف أنت عايز إيه يا عماد، وأنا موافق"

دهش عماد ونظر نحوه بابتسامة مشرقة غير مصدق البتة، وهو من أحضر مئة سيناريو في رأسه نحو طريقه إلى هنا كي يقنعه وقد ظن أن إقناعه صعب وهو بالفعل كذلك ولكن كيف!
أشبع حسن عينيه المليئة بالاسئلة وأجابهُ بنبرة يائسة يقبع خلفها الخبث:

"الحقيقة يابني أنا معنديش أعز من بنتي وخايف عليها من طمع الناس، وأنت عارف إنها متعلقة بطفولتها"

نظر نحو عينيه بحثًا عن تلك النظرة التي ينتظرها، نظرة تفهم جيدًا عن من سيتحدث الآن ثم
أكمل حديثه ولكن قاطعه عماد يحقق له تفكيره ويوفر عليه نظراته يخبره بصريح العبارة:

"قصدك متعلقة بـ نوح اللي الطفولة نفسها مبنية عليه."

لمعت عين حسن وقد أتت فرصته ليقول بهدوء وقد اختار كلماته بدقة وعلم كيف يصيبها:

هجير الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن