ما قبل الأخير "عاصفة سامة"

36 5 6
                                    

يكفي لإعلان وفاة إنسان أن يفقد ما يميزه كإنسان ويبقيه على قيد الحياة، عقله!

"فصل النهاية"1"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    

ركضت في طريق مظلم وهي تمسك فستان زفافها بين يديها لكي لا يعرقل طريقها، دموعها تسابق خطواتها بينما الذكريات تتدافع إلى رأسها وكلها تحوم حول حُبها نوح، ابتعدت عن المنزل بمسافة كبيرة دون أن تلاحظ أنها أصبحت في منطقة خاوية إلا من ضجيج رأسها، وقفت في منتصف الطريق تلمح نوح يقف على نهاية ذات الطريق يبتسم لها
وهو يمد يديه نحوها، ضحكت بسعادة وهي تعتقد أنه تجسد أمامها حقًا،

  وكأن الذُهان أصابها فأصبحت لا تفرق بين ما تتمنى حدوثه والواقع ..

لم يسعفها الحظ لتدرك تلك السيارة المسرعة وهي تقترب منها، كانت لحظات قبل أن يرتفع جسدها إلى أعلى ثم يهبط على الأرض بشدة وتناثر الدماء من حولها في حالة يرثى لها، سببت الفزع إلى من دهسها والذي كان شاب في العشرون من عمره، خرج من الصدمة وهو يفر هربًا بسرعة كالبرق ظنًا أن المنطقة مقطوعة ولم يلمح أحد الحادث، ناسيًا إن الله متطلع عليه! وهو خالق البشر الذي هرب منهم، فكيف هو بفاعل يوم لن ينجده مخلوق؟ يوم يقف أمام القضاء الأعلى

شعرت ليلى إن عظامها تتحرك من مكانها
والظلام بدأ ينتشر من حولها وأخر ما التقطته عينيها كانت السيارة وهي تغادر مسرعة، غرقت بعدها في ظلام دامس سيطر عليها،

للتو كانت ذاهبة للموت وللحظة تغير قدرها وأتى الموت لها، سخرية الحياة منها لا تنتهي، كانت تريد فقط الانتحار جانب قبر أخيها ومركز الامان لديها، ولكن لم تنال ما أرادت حتى في البؤس،
تحقق ما كانت تخشاه يومًا، أن تتعفن على طريق مظلم وحدها ولا يوجد جانبها أحد! كان آخر ما همست به هو اسمه:

_نـ .. وح

_________________________________________


كان يقود بسرعة غير محدودة، مرت ساعة وقد اقترب إلى الوصول إليها، تركيزه مشتت وعقله يُخيل إليه أبشع المشاهد التي قد تحدث معها وهي ليست جانبه، ضميرُهُ يلُومُه ويُوبخهُ بِشِدةٍ وقلبه تتسارع نبضاته بذات سرعة السيارة، ضرب المقود بيديه بحسرة وخزي وهو يردد:

"الحصول عليكِ مثل الذهاب للفضاء
وأنا لدي رهاب من المرتفعات،
لا أنا أصل ولا أنتِ تتقدمين
وبيننا الأرض تشهد على ضعف حبنا يا ليلى!"

أكمل القيادة وهو ينظر إلى الساعة كل ثانية على أمل أن يصل إليها في الوقت المناسب، صوت رنين هاتفه قطعه من شروده، نظر إلى المتصل وكانت هناء عمة ليلى، أجاب عليها بنبرة قلقة:

_ليلى كلمتك يا طنط

وصله صوتها وهي تجيب بانهيار:

_ليلى في المستشفى يا نوح، ناس من المنطقة لقوها على الطريق عاملة حادثة وكلموني.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هجير الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن