الفصل الثالث ﴿ كابوس ليلى ﴾

170 17 8
                                    


للحُزن يوم وللفرح أيام
﴿ وبشّر الصابرين ﴾

_طاردتْ الكوابيس أحْلامي
بعدمَا غادر الحبِيب
فأصبحت الأحلام تتلاشى فِي غِيابه
ك السَّرَاب وَغدَت الحياة دونه
كَوابِيس،
والشَّوْق يَقتُلني لِرؤْية الأحلام،
والأحلام دونه لا وجود،
متى تعُود الأحلام وَيعُود الحبِيب؟!
أخْبرَني، طَمئنِي.

#لارا_شاهين.

****★****★****★****★****★****★****★

الفصل الثالث
﴿ كابوس ليلى ﴾:-

اقتربت فتاة صغيرة إلى غرفة والدتها ليلًا متأنية بعدما استمعت إلى صوت صراخ لم يجعلها تغفو براحة كما أقلق قلبها الصغير
لذا أسرعت تتجه لوالدتها كي تُطمئنها ولكن ربما لم تُطمئنها تلك الليلة، فتحت الباب ببطء كي لا يصدر صوت صرير يُزعج والدها العصبي،
أدخلت رأسها الصغيرة من فتحة الباب كي تستبين سبب الصارخ أو إذ كان والدها يقظ،

ولكن ما رأته عينيها الصغيرة كان أبشع من رؤية سيارة تدهس قطة بلا رحمة،

توسعت عينيها بشدة وفتحت فمها كي تستنجد بوالدتها ولكن خانها صوتها، حاولت الصراخ بأعلى صوتها ودموعها تجري على وجنتيها كـ الشلال
ولكن ما بيدها حيلة لقد فقدت النطق وكادت تفقد إنسانيتها مما رأت عينيها البريئة التي لم تستكشف الدنيا بعد ..

فتحت عينيها بفزع ورهبة مستنشقة قدر كبير من الهواء وقد ارتفعت وتيرة أنفاسها بسبب ذلك الكابوس الذي يطاردها منذ الصغر، وكأن ما حدث منذ تلك الليلة راهن على عدم تركها دون صنع ندبة لها على هيئة كوابيس مزعجة تُذكرها بماضيها الأسود، ذلك الماضي التي كادت تغرق به لولا نوح طوق نجاتها الوحيد الذي مد يديه لها لتأخذ بها
دون خوف أو رهبة
لقد فقدت النطق تلك الليلة بسبب ما رأته
ولم تستعيد صوتها إلا بعد عام
بعدما التقت بـ نوح وكان لها النفس الذي يُسعفها،
وعندما أقول أن نوح هو النقطة البيضاء وسط كومة السواد في حياتها فأنا أعني ذلك بكل صدق،
لقد فعل ما لم ولن يفعله غيره
لم تتعلق به من فراغ،
لقد بنيت علاقتها معه من ذهب
حتى أصبح الفراق عنه موت لها ..

أدركت أنه كابوس ولم يكن حقيقة لذا أغمضت عينيها براحة لدقائق ثم تحركت بإنزعاج إلى الشرفة كي تستنشق الهواء النقي
عله يُساعدها في تنظيف ذلك الهواء المُحمل بالكوابيس التي طاردتها منذ قليل،

لقد عادت لها الكوابيس مرة أخرى ولكن تلك المرة أسوأ من قبل فلقد تجسد الكابوس وكأنه حقيقة وكأنها فقدت النطق مرة أخرى ولكن الفرق هنا
أن نوح ليس معها لتستنجد به، لقد استوعبت الكوابيس أنها وحدها فأتتها

برحيل نوح ستغادر إنسانيتها مرة ثانية
وهي لا تريد ذلك
علمت أنها ليست بأمان في غيابه، ولكنها ستنتظر ليس بيدها شيء سوى الإنتظار ولكن تخشى من النهاية التي تشعر بحدوثها عما قريب،
تذكرت ليلة أمس عندما قطع خلوتها شخص غير محبب لها وتذكرت حديثه الغامض:-

هجير الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن