الفصل الخامس "ليلة لا تُنسى"

151 12 26
                                    

الفصل الخامس
"ليلة لا تُنسى"

ألم يكُن طيفُك من يأتِي كُلُّ ليلة
وأنا نائِمة بعد وصلة بُكاء عليك
هل أنا جننت مِثلما قالُوا
وأنَّك مُجرد وهم مِن نسيج خيالِي
لِأنَّني لم أتقبل غِيابك بعد!!
ولكِن لِما يَأبى قلبِي تصدِيق حديثِهم
ويعتقد أنَّك ما زَلَّت حولِي، أراك تبتسِم لِي تارَة وتشاركني حُزنِي وَدمُوعي تارَة أُخرى
لِما أرَاك وغيرِي لََا يستطِيع!
هل أنت وَهْم، أم أَنَّك هُنا؟!
أنا لََا أُقدِّر على كُلِّ تِلك الأحاديث وحدِي
ليتَك تظهر لهُم كيْ تُثبِت صِدق قلبِي وبراءته.

#لارا_شاهين.

****★****★****★****★****★****★****★

في منزل عائلة عماد:-

وقف أمام المرآة بكل تأنق
يرتدي بذلة من اللون الأسود
وقميص أبيض مع ربطة عنق زرقاء، مشط شعره ذا الملمس الناعم للخلف ونظر لنفسه نظرة أخيرة بكل رضى عن مظهره ثم تحدث بهمس لنفسه:

"الحمدلله أن الاسبوعين فاتوا على خير فاضل كام ساعة على جوازنا، وقتها بس هقدر أقول إني ارتحت، وحققت وعدي لابن البواب."

ابتعد عماد عن المرآة وذهب إلى الغرفة المقابلة له التي يقبع بها والده، طرق عدة طرقات على الباب حتى أتاه صوت والده يأذن له بالدخول، ولف للغرفة يبحث بعينيه عليه إلى أن وجده يجلس على المقعد أمام المكتب في زاوية الغرفة ويمسك بيديه إحدى الملفات يبدو كأنه يقوم بعمل هام، التفت بعينيه لليمين قليلًا حيث تقبع والدته أمام المرآة تتزين وملامحها عابسة وقد يستنتج الجميع من تلك الملامح أنها ليست راضية عن تلك الزيجة، تجاهلها ببرود وتقدم نحو والده يتسائل عن ما يفعله:

"شغل يوم فرحي؟ غريبة مش قولت أنك خلصت بالفعل كل الشغل الليلة اللي فاتت."

ترك والده ما يفعله ورفع أنظاره الحادة صوبه يردف بجدية:

"ده مش شغل ده عقد جوازك والعقد اللي اتفقنا عليه."

التفتت والدته بجسدها صوبهم وقد انتهت مما تفعل لتتسائل عن ماهية العقد الآخر متجاهلة ابنها الذي ينظر نحوها بحقد وبرود:

"إيه العقد التاني ده؟"

أجاب زوجها وقد استقام من جلوسه يقترب نحوهم أكثر:

"ده عقد بينص أن لو حصل طلاق بينهم نص أملاك ليلى هتروح لعماد وأنها متقدرش تطلب حقها من عفش ونفقة وبيت والكلام ده، يعني هتتنازل عن كل حاجه يوم ما تفكر في الطلاق حتى."

أردفت باستغراب:

"هي عارفة بحوار العقد ووالدها عارف؟ معقولة وافقت! أظن مستحيل تطلب الطلاق والدها مش هيسمح ليها وخصوصًا لو عرف أن ممكن أملاكه تروح لعماد."

تنهد زوجها ينظر صوب أعين ابنه يستبين حالته وهو يجيب:

"لأ محدش يعرف بالعقد ده غيرنا، ومحدش هيعرف، العقد هيتحط مع عقد الجواز ووقت التوقيع هشتت انتباه والدها لغاية ما يوقعوا وقتها عماد يبدل الورق من غير ما حد ياخد باله"

هجير الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن