البارت السابع
واية جراح الغربة
بقلم نجلاء عامر
**********
نعود بعد تلك السنين الى مدينة ميونخ الالمانية وبالتحديد المصنع الذى يعمل به ساهر حيث انه وصل الى مركز مرموق واصبح له مكانته فى هذا المكان اما الين فقد كانت ايضا تعمل بنفس المصنع ولكن فى قسم اخر يناسب دراستها وايضا وصلت لمركزا عاليا
يجلس ساهر وكنان فى اجتماع مغلق مع احد المستثمرين العرب لمناقشة خطوات تنفيذ المشروع الجديد بالشرق الاوسط واختيار المكان المناسب لعمل ذلك المصنع وقد بدا تقدم سن ساهر فقد ظهر بعض الشيب براسه
وتلك النظارات التى تزين وجهه وبدء على وجهه الجدية-مساء الخير يا هير مازن
-اهلا بالباشمهندس ساهر بيحكو هيك عندكم فى مصر
ليبتسم ساهر بحنين الى بلده التى لم تطأ ارجله ارضها منذ ما يزيد عن سبع سنوات لقد اخذته دوامة الحياة والعمل وها هو وصل لما يبتغيه واصبح له المركز الذى يريده لكنه فعلا افتقد ابيه وامجد على الرغم من انه يحادثهم بشكل دائم ولكنه افتقد حضن ابيه الذى يضمه بكل حنان افتقد الكثير والكثير من الاشياء فى خضم الغربة والعمل المتواصل لتحقيق احلامه ،يبدو ان الحاح زين عليه لكي يزور جده قد اثر عليه ليعود وينتبه مرة اخرى الى المدعو مازن
- فعلا هير مازن شكلك بتعرف اللهجة المصرية كويس
-فعلا انا مقيم فى مصر على الرغم انى مولود بسوريا لان امى سوريا لكن ابى مصري لكن كان مقيم هناك طوال حياته لكن ما ان تخرجت وعملت حتى انتقلت الى مصر واكتسبت اللهجه من العمل هناك وناسها الطيبين خلونى بحكي زيهم
ليدخل كنان بالحديث وهو يضحك
-فعلا يا هير مازن ساهر خلنى بتكلم مصري وكانى مولد ومتربى فيها من زمن
-ها بشمهندس ساهر فى حالة الموافقة على المشروع انا بفكر اننا نعمل المصنع بمصر
لينظر اليه ساهر وكأن ما قاله مازن اشارة له ان يوافق على هذا المشروع وان ينزل الى مصر لينعم بحضن ابيه الذى كان يتذكره منذ قليل وايضا لكى يرى ابيه حفيده الذى لم يراه الا عبر الاتصالات المرئية لينظر اليهم وهو يطيل النظر دليل انه يفكر فى الامر مليا ثم يتحدث بصوت وقور
-تمام هير مازن هعرض المشروع على مجلس الادارة ولو تم الموافقة هبلغ حضرتك علشان توقيع العقود والاتفاق على مواعيد بدء التنفيذ
-شكرا جدا يا باشمهندس ان شاء الله انا هفضل هنا بالمانيا لاول الاسبوع الجاي اتمنى يكون ده وقت كافى لاتمام التعاقد
-ان شاء الله هير مازن يومين وارد عليك وان شاء الله خير
ليستاذن مازن للانصراف ويظل كنان وساهر فقط يتناقشون فى كل الجوانب المطروحة لذلك المشروع وبعد انتهائهم من دراسته بعد مرور الكثير وقت
-ياه يا كنان الوقت جري بسرعة اوى
-فعلا ساهر انت بتتعب نفسك اوى فى الشغل بس دى طريقتك بس زى ما بتقولوا ان لبدنك عليك حق
-والله كنان انا ببقى مضايق خصوصا اننى برجع دايما القى زين نايم تقريبا مش بشوفه غير فى الويك اند بس بجد الولد ده بيصعب عليا
-طب حاول انت والين تنظموا وقتكم انتم الاتنين الشغل اخد كل وقتكم اه نجحتم ووصلتم لمراكز عاليا بس ابنكم محتاجكم جدا
-تعرف ان ساعات بندم انى طوعت الين اننا نتجوز ونجيب طفل احنا الاتنين الشغل عندنا اهم من اي حاجة تانية والولد ده مش بنديه حقه فى وجودنا معاه
-طب اعمل زى ما بقولك اتكلم مع الين هو صغير واكيد محتاجها اكتر
-تعرف ان الولد تقريبا طول الوقت بيكلم جده فيديوكول بيحاول يعوض غيبنا عنه بكلامه معه
-بجد والله زين ده عسل صرف حاله واهو سلى نفسه وكمان جده
-واهو طول الوقت عايز اروح لجدو عايز اروح لجدو
-حبيبي ربنا يبارك لك فيه يا ساهر خالص حاولوا تخدوا اجازة انت من سنين من يوم ماجيت هنا للدراسة منزلتش ولا مرة
-ده اللى بفكر فيه وحاسس ان مشروع مازن زى ما يكون اشارة ليا علشان انزل مصر
-طب حلو يلا وانزل معاك علشان اشوف اللى يا ما حكيتلى عنه بس هنزل اجازة مش شغل
-تمام يا عم كنان بس موعدكش انها تبقى اجازة كاملة هيكون فى فى شغل بس بسيط جدا
-ماشي يا باشمهندس علشان خاطر عيون زين باشا المهم اننا ننزل اجازة انا خلاص حاسس انى بقيت زى ماكينات المصنع
**************************************
فى احد اروقة الجريدة سلمى كانت تمشي وهى تفكر هل سترى عمرو اليوم فهو ياتى كل يوم خميس يسلم المقالة الاسبوعية تفكر وتفكر هل فعلا ما تشعر به صحيح لقد بدأت تلاحظ تقرب عمرو منها لكنها تخشي ان تصدق حادسها فتصاب بخيبة ظلت تحادث نفسها كعادتها الى ان سمعت صوته يناديها
-سلمى .... سلمى
ظلت تحرك راسها بستنكار الهذا الحد وصل بها الامر انها تتخيل انه يناديها لتحدث نفسها-
-اظاهر يا سلمى جنانك هيكون على ايد عمرو داا حالتى بقيت صعبه ، لتستمع الى صوته يناديها مرة اخرى لتنظر فى اتجاه الصوت لتجده امامها
-دكتور عمرو
-ايه دكتور دى بقى مش احنا بقينا زمايل ولا ايه
-احترام يا دكت.. اقصد يا استاذ عمرو
-لا بقى شكلك عايزانى اقولك استاذة سلمى بقى
-لا مش كده ابدا
-خلاص زى ما بقولك سلمى تقولى عمرو
-بس حضرتك كنت الدكتور بتاعي
-اديكى قولتى كنت ..كنت دلوقتى انا زميل ليكى انتى بتقولى لزمايلك استاذ
-لا دانا بقول ياباشا يا اسطى
-لا لا كفاية عمرو بلاش باشا دى ولا اسطى انتى فعلا ملكيش حل يا سلمى زى ما امجد بيقول ويمكن احلى حاجة فيكى عفويتك ودمك الخفيف ده
ليصبح وجهها احمر من الخجل فهى لم تتخيل ان تسمع منه هذا الكلام ابدا
-الله يكرمك شكرا
-ايه ده سلمى بتتكسف لا مش معقول
لتنظر له بغضب طفولى محبب
- ليه يعنى هى سلمى مش بنوتة بتتكسف وتتحرج يعنى ولا ايه
-لا بس اول مرة اشوفك كده بس بجد قمر
اتسعت عيناها بطريقة مضحكة وكأنها ترى امامها مخلوق خيالى
-ها مين قمر
ليضحك عمرو من قلبه ويذهب الى مكتب امجد وهى ظلت على هذا الوضع الى ان جاءت ريم تنظر الى شكلها هذا والتى تبدو وكانها تعرضت لصدمة قوية
-مالك يا سلمى عاملة كده ليه
-انا قمر .. انا قمر
-مالك يا حبيبتى سلامة عقلك قمر ايه
-عمرو قالى انى قمر ..عمرو .. عمرو
-حبيتي فوقى انتى بتخرفى ولا ايه ثم ايه حكاية عمرو ..عمرو دى
-لا بجد لسه عمرو طالب منى اقوله يا عمرو وقالى انى قمر
-يا سلام وايه النحنحة دى يا ختى يلا ورانا شغل كتير وبعدين لما نجتمع مع الباقى نشوف حكاية سي عمرو لينصرفوا الى عملهم وسلمى فى عالم تانى
*************************************
وفى مكتب امجد يدخل عليه عمرو وعلى وجهه ابتسامة تدل على مدى السعادة التى يشعر بها
-ازيك يا ابو الامجاد
-ايه ده مين عمرو مالك حبيبي اول مرة تدلعنى فيه ايه
انت كويس تعبان سخن يا بني
-لا فيه ايه محسسنى انى جد وغلس
-لا يا سيدى لا غلس ولا حاجة انا بس مستغربك تحس كده ان سلمى بهتت عليك
لينظر اليه وهو يبتسم على ذكر سلمى وتتحول الابتسامة ضحكة عالية فقد تذكر عندما قال لها قمر وكم كانت مصدومة بشكل مضحك
-ايه يا سيدى بتضحك على ايه
-ابدا افتكرت اللى كانت بتعمله سلمى معايا فى المدرج
-انت هتقولى دى قلبت الجريدة هى وريم سيرك وطبعا نسرين ورحمة بقوا ميتخيروش عنها ساعات بحس انها وباء بتعدى اللى يجى جنبها هههههههه
ليحدث عمرو نفسه
- بس احلى وباء يا ريت يصبنى انا موافق ليلاحظ امجد سكوته
-عمرو فيك ايه النهاردة
-ها لا ابدا خد يا سيدى ادى مقالة الاسبوع ده يلا اسيبك واروح اسلم على جمال
-لا متتعبش نفسك جمال اجازة النهاردة من ساعة ما اتجوز واتغير خالص يظهر كده انه اخيرا لقى نصه اللى كان بيدور عليه ده بقى بيروح جرى علشان ميتاخرش على حبيبة القلب
-ربنا يسعده يا رب و عقبالك يا عم امجد ونفرح بيك
-يا ريت بس انت عارف انى مش بفكر فى الجواز دلوقتى
-ليه بس ما الحب واضح فى عنيك هتخبي عنى بردوا
-ولا هخبي ولا حاجة انا وهى باين علينا الحب بس مش عندى الجراءة انى اخد الخطوة وللاسف خايف انى اخسرها وخايف اقرب
-ليه بس يا امجد ريم انسانة كويسة جدا ومحترمة
-عارف يا عمرو عارف جدا كل ده بس مش عارف هنقدر نكون مناسبين لبعض ولا هنكون نسخة تانية من ساهر والين ونجيب اطفال يتعذبوا معانا زى زين
-ليه بس بتقول كده
-انا بحب شغلى جدا لدرجة انى بنسى نفسي وريم كمان يبقى هيكون شغلنا كل حياتنا
-لا اسمحلى يا امجد تفكيرك غلط عمر ما الشغل بيكون سبب فى اننا ندمر اسرة معلش حالة ساهر والين مختلفة عنك انت وريم الين متربية على النظام الاوربى اتولدت واتربت وليهم طرق خاصة بيهم هناك لكن ريم دى تربية مدام رنا اللى ضحت بعمرها علشانها انت شايف حنيتهم على بعض ازى اكيد مع وجود اولاد واسرة الوضع هكون غير الين احنا هنا الام اللى بتشتغل بتعرف تفصل وبيتها بيكون اهم عندها من اي حاجة تانية
-ما هو ده كمان انا خايف منه يا عمرو ريم انسانة مجتهدة وصحفية شاطرة جدا مش عايز فى يوم تندم انها خسرت شغلها علشان البيت والاولاد مش عايزها فى يوم تلوم عليا انى كنت السبب انها متحققش كل النجاح اللى بتتمناه
-مين قال كده مش يمكن اكتر حاجة بتتمناها انها تكون معاك على فكرة النجاح مش شغل بس و مركز توصل له او مكانة علمية تحققها لا النجاح انى اقدر اوفق بين حياتى العملية والاسرية يعنى مضيعش حاجة على حساب حاجة وافتكر انك لانك بتحب ريم وعارف طبيعة شغلكم هتساعدها انكم توفقوا بين الشغل وبيتكم وهتشاركوا بعض نجاحك ونجاحها وكمان اولادكم وهتكون ممتنة ليك اوعى تضيع حب حقيقى من ايدك علشان اوهام او تجربة انت شايف انها فاشلة حصلت ادامك لا كل انسان او تجربة وليها ظروفها وانت علاقتك مع ريم هتكون مبنية على الحب والتفاهم اسمع كلامى بدل ما تندم لما تضيع من ايديك
ليصمت ويفكر لما لا يفعل ما يقوله لامجد هل يستطيع ان يتحمل ان تكون سلمى لاحد غيره لا لن يتحمل اذن عليه ان ياخذ موقف هو الاخر و البدايةً يجب ان يتحدث مع سلمى لكي يتاكد من احساسه وانها بالفعل على استعداد ان تكمل حياتها معه
اما امجد فكلام عمرو اثر به وقد اتخذ القرار انه سوف يتحدث مع جمال ليعرف رايه وراي ريم على الرغم من انه يعلم تمام العلم عشق ريم له